لم ترض السينمائية الأمريكية من أصل هندي "لينا خان" عن الصور النمطية التى تعرضها وترسخها سينما هوليوود عن المسلمين لذا اختارت أن تعالج بعض القضايا الاجتماعية التي تواجه المسلمين بطريقة سهلة يمكن من خلالها التغلغل إلى مسام ضمير الشعب الأمريكي باستخدام الدعابة والتعاطف خلال عرض أفلام قصيرة لا يتعدى زمنها بضع دقائق لكنها تحمل مضامين كثيرة. يذكر أن لينا خان شابة في الرابعة والعشرين من العمر ومتدينة وحاصلة على شهادة ماجستير في السينما في جامعة كاليفورنيا فرع لوس أنجلوس وتكتب وتخرج أشرطة الفيديو الموسيقية والأفلام القصيرة، بالإضافة إلى الإعلانات الدعائية ، واهتمت خان بالسينما في بداية الأمر كناشطة اجتماعية، وهو أمر تعتبره من تعاليم الإسلام المهمة. كانت لينا على وشك أن تتلقى خاتم خطوبة مرصعاً بالماس قائلة "لم أرد أن تكون هناك أي صلة بيني وبين صناعة الماس، ماس الدم. إنها سيئة جدا. وتساءل أهلي عن سبب موقفي وحثوني على الذهاب وشراء خاتم فيه ماسة على اعتبار أن هذا أمر غير مهم. ولكنني أعتقد أنه مهم. فهو اختبار يظهر ما إذا كان المرء قادراً على التضحية بأشيائه في سبيل الآخرين." وقد اختارت بدل الماس خاتماً مرصعاً بحجر كبير من المواسانايت. وذكرت جريدة "الوطن" أن لينا فازت بجائزة بمبلغ 5 آلاف دولار عن فيلمها "باسم يحاول،" وهو فيلم قصير مدته دقيقة واحدة يظهر بأسلوب فكاهي محاولة شاب أمريكي مسلم الاندماج في المجتمع، من خلال رفع صوت الراديو في سيارته كثيراً، على سبيل المثال، ليسمع الجميع أنه يصغي لموسيقى الهيب هوب ، كما فاز فيلمها، "بلد يدعى الفردوس" (A Land Called Paradise) من وان نايشن (One Nation)، وهي مجموعة مدافعة عن حقوق المسلمين رعت مسابقة الأفلام. وقد أدارت خان عشرات الرجال والنساء مختلفي الأصول لحمل يافطات تتضمن رسائل يودون تبليغها للعالم عنهم كمسلمين أمريكيين ، وتباينت الرسائل ما بين الطريفة الغريبة مثل "أنا أيضاً أتسوق من مخازن فيكتوريا سيكريت" وإلى الحزينة الجادة مثل "أختي توفيت في 11 سبتمبر." وقالت خان إن إخراج "بلد يدعى الفردوس،" تطلب جهداً كبيرا. وقد بدأ المشروع بسؤال: "لو كان بإمكانك أن تقول شيئاً لجميع الناس غير المسلمين في العالم، ما الذي كنت ستقوله"؟ وأضافت متذكرة: "أرسلت رسائل بريدية؛ وذهبت إلى المساجد؛ واستخدمت كل لائحة إلكترونية بأسماء المسلمين أمكنني التفكير فيها". وكان الجواب الأول الذي تلقته خان هو "الإسلام ينهاني عن أفكاري الانتحارية". وقالت: "عند ذاك بالضبط عرفت أن ذلك هو الفيلم الذي سأصنعه. وما كنت سأفكر أنا بذلك. كنت أحاول تثبيت صور تمثل المسلمين، ولكنني لا أظن أنني أستطيع التكلم باسمهم جميعا. وكان هذا أول الخيط. وما لبثت أن تلقيت 2500 إجابة، فجمعتها واخترت من بينها ما أردت وصنعت الفيلم". وقد تلقت خان منذ بدء عرض الفيديو المئات من الرسائل الإلكترونية من أناس قالوا إن الفيلم دفعهم إلى البكاء أو أوحى لهم ببدء نقاش حول الإسلام مع عائلاتهم أو هدم الجدران التي كانت الصور النمطية قد شيدتها. كما فتح الأبواب المهنية أمام خان، كاجتماع مع صانع الأفلام الوثائقية مورجان سبيرلوك. وكرمها المجلس الإسلامي للشؤون العامة في حفل عشاء في هوليوود بوصفها سينمائية يجدر تتبع مسيرتها. وأضافت خان"لو لم أشارك في المسابقة، لكنت ما زلت في المكان الذي كنت فيه في السابق". وقد لاحظت خان عندما كانت طالبة تتخصص في العلوم السياسية والتاريخ في جامعة كاليفورنيا- لوس أنجلوس أن الطلبة كانوا يهتمون بأخبار عمليات الإبادة الجماعية، كما في رواندا وفي دارفور، فقط إذا شاهدوا فيلماً عن الموضوع أو إذا ما تبنى ممثل ما القضية. كما أنها تعبت من مشاهدة أفلام هوليوود التي تستخدم الصور التي تربط بين الإرهاب وبين الوضوء والأذان مثل فيلم " The Siege" وفيلم ""Black Hawk Down. وقالت "كانت تلك الأمور تنهشني. فقررت أن أخوض الميدان وأفعل شيئاً ما لمواجهتها بدل التذمر منها. كنت أريد صنع أفلام تتناول القضايا الاجتماعية لأنني أظن أن الأفلام هي أفضل طريقة لرواية قصة، فعندها يصغي الناس حقاً ويشعرون برابطة تربط بينهم وبين الناس الذين يقاسون من تلك الأشياء".