الناصرة : قالت مصادر سياسية إسرائيلية، وُصفت بأنّها رفيعة المستوى، ان المملكة العربية السعودية اقترحت على أقطاب الدولة العبرية، بواسطة رجل أعمال يهودي أمريكي مقرب من العائلة المالكة في الرياض حلاً خلاقاً لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين، لافتة إلى أنّ بنيامين نتنياهو، زعيم حزب اليكود وزعيم المعارضة البرلمانية في الكنيست الإسرائيلي، المعروف بمواقفه المتشددة من الفلسطينيين، سيقبل الاقتراح السعودي بالنسبة لحق عودة اللاجئين الفلسطينيين. وأردفت المصادر عينها قائلة إنّ رجل الأعمال اليهودي الأمريكي دانيال أبرامز، المقرب جداً من رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت، التقى بالعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي أبلغه بأنّ جميع الدول العربية بدون استثناء على استعداد للتطبيع مع إسرائيل مقابل الانسحاب الإسرائيلي إلى خطوط ما قبل الرابع من حزيران (يونيو) من العام 1967، وقال رجل الأعمال لصحيفة 'هآرتس' إنّه ذرف الدموع عندما سمع هذه البشرى السارة من العاهل السعودي، وقال له خلال اللقاء بينهما إنّني كيهودي، لا أتمكن من وصف شعوري بعد سماع بشرى من هذا القبيل من زعيم عربي مثل فخامتك. وقال المحلل السياسي في الصحيفة عكيفا إلدار إن أبرامز طلب منه عقد لقاء بينهما لإطلاعه على أمر مهم للغاية، وفعلاً تمّ اللقاء هذا الأسبوع في مدينة نتانيا، إلى الشمال من تل أبيب. وخلال اللقاء، زاد الصحافي الإسرائيلي، طلب رجل الأعمال أبرامز من مساعديه أن يُخرجا من حقيبته وثيقتين مهمتين، الأولى تتعلق بجهوده لإقناع أحد الحاخامات الكبار والمعتبرين في الدولة العبرية بإصدار فتوى لليهود يُعلن فيها موافقته على المبادرة السعودية، والتي سميت لاحقاً المبادرة العربية بعد إقرارها في مؤتمر القمة العربية في آذار (مارس) من العام 2002. وقال رجل الأعمال اليهودي، الذي يُعرّف نفسه بأنه إسرائيلي، إنّه خلال اللقاء مع العاهل السعودي سأله ما رأيه في أن تقوم السلطة الفلسطينية بإجراء عملية تبادل أراض بينها وبين الدولة العبرية، لأنّ إسرائيل ترفض رفضاً قاطعاً العودة إلى حدود ما قبل حزيران (يونيو) من العام 1967، أي الكتل الاستيطانية الكبيرة التي أقامتها إسرائيل في الضفة الغربية بعد احتلالها في عدوان 1967، وتابع رجل الأعمال قائلاً إن العاهل السعودي لم يتردد ولو للحظة في الرد على الاقتراح، وقال إنّه مقبول لديه. وزادت الصحيفة الإسرائيلية قائلة إنّ الوثيقة الثانية التي أبرزها رجل الأعمال اليهودي لمراسل الصحيفة كانت عبارة عن تسجيل للقاء عقده ابرامز مع إحدى الشخصيات السعودية، الأكثر تأثيراً في المملكة العربية السعودية، والذي رفض الإفصاح عن اسمه، مشدداً على أنّ اللقاء تمّ في العاصمة الأمريكية. وأكّدت الصحيفة أنّ الوثيقة المذكورة معروفة جيداً لرئيس الوزراء اولمرت، الذي اطلع عليها، وتتضمن حلاً اقتصادياً وعملياً لمشكلة اللاجئين.