باريس -هادي يحمد : يعقد المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية (الممثل الرسمي للإسلام بفرنسا) اجتماعه الأحد لتحديد اليوم الأول لشهر رمضان المبارك في نفس التوقيت الذي يعقد فيه مسجد باريس المركزي (أقدم مسجد بفرنسا) اجتماعه للأمر نفسه، يأتي ذلك بعد أن عقد مجلس الأئمة بصحبة العديد من الجمعيات الصغرى اجتماعا ثالثا عشية أمس السبت حدد فيه اليوم الأول لرمضان بيوم غد الإثنين، وهو الموعد نفسه الذي ينتظر أن تقره الجهتان الأخريان. ويعقد المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية المنتخب حديثا اجتماعه الأول لتحديد موعد دخول شهر رمضان المبارك في مقره في العاصمة الفرنسية باريس، وهو الاجتماع الذي كان يعقد تقليديا في مسجد باريس المركزي، غير أن عدم مشاركة مسجد باريس في انتخابات المجلس في يونيو الماضي ومقاطعته لها جعلته بدوره يستقل بإعلانه عن بداية شهر رمضان. ويقول الحاج التهامي إبريز - رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية بفرنسا والتي تعتبر أحد أكبر مكونات المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية - ل"إسلام أون لاين.نت": "طلبنا من الإخوة في مسجد باريس الحد الأدنى من التنسيق حتى لا نحدث الانقسام داخل مسلمي فرنسا، وهو الأمر الذي حدث في مرات سابقة لأسباب مختلفة". ففي الوقت الذي سيعلن فيه محمد الموسوي رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية الجديد موعد بداية شهر رمضان في مقر المجلس بالدائرة الخامسة عشرة من باريس، يجتمع مجلس باريس المركزي برئاسة دليل أبو بكر للإعلان بدوره عن بداية الشهر في الوقت الذي يجمع فيه كل المراقبين على أنه سيصدر عن المجلسين إعلان بأن يوم الإثنين أول أيام شهر رمضان المبارك بفرنسا. إعلان مستقل غير أن هناك طرفا ثالثا استبق كلا من مسجد باريس المركزي والمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية للإعلان عن بداية شهر رمضان يوم الإثنين، حيث عقد المجلس الفرنسي للأئمة (هيئة تجمع حوالي 400 إمام) اجتماعا ثالثا عشية السبت في إحدى ضواحي العاصمة الفرنسية باريس بمشاركة العديد من الجمعيات الصغرى ليعلن بدوره أن أول أيام رمضان المبارك ستكون الإثنين. ويقول الشيخ ضو مسكين، الأمين العام لمجلس الأئمة، ل"إسلام أون لاين.نت": "اخترنا أن نعلن بصفة مستقلة عن بداية شهر رمضان بالرغم من علاقاتنا الطيبة بكل الأطراف، ولكننا نعتقد أن في كل ما يجري من لجان وإعلانات عن رمضان بعض التسيس والتبعية لهذا البلد أو ذاك، وهو ما لا نريده". ويضيف الشيخ ضو مسكين: "المجلس يعمل بكل استقلالية في قضية رؤية الهلال ولا يخضع لضغوطات هذه الدولة أو تلك، ولكنه بالمقابل يأخذ برأي مجمع الفقه الإسلامي، والذي يتبعه الملايين من المسلمين من كل أنحاء العالم". وبالرغم من كونه غير مؤثر إعلاميا فإن المجلس الفرنسي للأئمة يملك نفوذا واسعا في العديد من المناطق ذات الكثافة المسلمة بفرنسا، خاصة في منطقة "سانت ديني"، والتي تحتوي على حوالي نصف مليون مسلم وقرابة 350 مسجدا، حيث يقول محمد حنيش الأمين العام لاتحاد المنظمات المسلمة في منطقة "سانت ديني" ل"إسلام أون لاين.نت": "نحن في المنطقة نعتد برأي المجلس الفرنسي للأئمة، ونعتبره أحد مراجعنا في مسألة رؤية رمضان"، ويشير حنيش إلى رفضه التسيس، خاصة في مسألة مقدسة كرؤية هلال رمضان. ويعيش في فرنسا حوالي ستة ملايين مسلم، وتمثل فريضة صيام رمضان أحد أكبر الفرائض الدينية التي لها احترامها، حيث يقول 88% في سبر آراء سبق أن أجرته إحدى المؤسسات الفرنسية إنهم يصومون رمضان بالرغم من أن الكثير منهم لا يقومون بالفرائض الدينية الأخرى. وتعطي البلدان الأصلية التي قدم منها مسلمو فرنسا أهمية كبرى لرمضان عن طريق إرسال الدعاة، والذين قدموا هذه السنة من الجزائر وتركيا والعديد من دول الخليج، هذا في الوقت الذي أرسلت فيه وزارة الشئون الدينية المغربية 176 داعيا وإماما إلى أوروبا غالبيتهم سوف يحلون بفرنسا.