تباينت التداعيات السلبية للأزمة التي عصفت بالأسواق العالمية بسبب إفلاس بنك الأخوة ليمان وإضطراب بنك ميريل لينش بين دول الخليج. ففيما أكد محافظو المصارف المركزية الرئيسة في السعودية وقطر والإمارات و عمان أن بلدانهم لا تواجه تداعيات مباشرة خطيرة من جراء إضطرابات أسواق المال الأمريكية، لا يزال الموقف غير واضحاً في الكويت التي إستثمرت بقوة في المصارف الأمريكية المضطربة. وكانت الهيئة العامة للاستثمار الكويتية قد استثمرت خمسة مليارات دولار في بنكي ميريل لينش وسيتي جروب الأمريكيين المضطربين حالياً وبسبب ذلك تعرضت لانتقادات من جانب نواب البرلمان الكويتي بعدما انخفضت أسهم البنكين. وامتنعت الهيئة الكويتية عن التعليق بشأن الأزمة الحالية لكنها قالت إنها ستزيد استثماراتها في الصناديق الاستثمارية بأسواق الاسهم المحلية للمساهمة في رفع أسعار الأسهم الآخذة في التراجع. وقالت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) "أعلنت الهيئة العامة للاستثمار اليوم أنها قررت زيادة مساهمتها في الصناديق الاستثمارية في السوق المحلي ودراسة فرص استثمارية أخرى." وطمأن محافظو المصارف المركزية في السعودية والإمارات وقطر وعمان شعوبهم من مرور الأزمة العالمية في تصريحاتهم على هامش إجتماع محافظي المصارف المركزية في دول مجلس التعاون الذي عقد يوم أمس الثلاثاء في مدينة جدة على ساحل البحر الأحمر. وقال محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي "ساما" حمد السياري إنه لا يرى في الوقت الحالي أي مخاطر من الأزمة العالمية التي تسبب بها إنهيار بنك الأخوة ليمان "ليمان برذرز" في أمريكا. ولكن رئيس السوق المالية في السعودية عبدالرحمن التويجري كان قد أشار إن أزمة بنك ليمان سببت نوعاً من التخوف في نظرة المستثمرين السعوديين ولكنها لم تؤثر على سير تدفق الإستثمار الأجنبي في البورصة السعودية. وأشار محافظ مصرف قطر المركزي عبدالله آل ثاني الذي ترأس إجتماع محافظي البنوك المركزية في دورته الحالية، إلى إن البنوك في قطر ليست لها أموال لدى بنك الاستثمار الأمريكي المنهار "ليمان براذرز" أو بنك "ميريل لينش". وأكد محافظ بنك الإمارات المركزي سلطان السويدي ومحافظ البنك المركزي العماني حمود بن سنجور الزدجالي في تصريحات مماثلة خلو أسواقهما من التداعيات السلبية للأزمة. ودفعت التقلبات التي تشهدها الأسواق المالية الأمريكية هيئات الاستثمار السيادية الكبرى بدول الخليج العربية للامتناع عن محاولة انقاذ أي بنوك غربية متعثرة لكنها أشارت إلى زيادة استثماراتها في الداخل لتعزيز بورصات اقليمية تضررت بسبب الاضطرابات المالية العالمية. وقالت شركة مبادلة للاستثمار المملوكة لحكومة أبوظبي وهي من أكثر المستثمرين نشاطا بالمنطقة أن الوقت غير مناسب للاستثمار. كما صرح مسؤول مقرب من هيئة الاستثمار القطرية بأنها أيضًا تتخذ موقف التريث. وهذه بعض أوضح التصريحات حتى الآن التي تشير إلى أن هيئات الاستثمار التي تهيمن عليها دول ومن امثلتها هيئة الاستثمار القطرية أو مبادلة أو هيئة أبوظبي للاستثمار أكبر صندوق للثروة السيادية في العالم لن تهرع لانقاذ بنوك متعثرة. وقال وليد المهيري الرئيس التنفيذي للعمليات لدى مبادلة لرويترز "لا تتطلع مبادلة إلى أي من تلك المؤسسات المالية التي تواجه صعوبات. هناك قدر كبير من التقلب وليس هذا هو أفضل الاوقات للاستثمار." وفي نوفمبر تشرين الثاني أنجزت هيئة أبوظبي للاستثمار اتفاقا لشراء حصة تبلغ قيمتها 7.5 مليار دولار في سيتي جروب بينما اشترت هيئة الاستثمار القطرية في سبتمبر ايلول الماضي 20 بالمئة من بورصة لندن. وتملك الهيئة القطرية حوالي اثنين بالمئة في كريدي سويس. وامتنعت عن التعليق يوم الاثنين. وقدم بنك ليمان براذرز اليوم الاثنين طلبا لإشهار الافلاس ليصبح ثاني بنك استثمار كبير بالولايات المتحدة يسقط ضحية للأزمة بعدما أيدت الحكومة الأمريكية بيع بنك بير ستيرنز لبنك جي.بي مورجان في مارس اذار بثمن بخس. بقلم وائل مهدي في يوم الأربعاء, 17 سبتمبر 2008