كاراكاس- الفجرنيوز- وكالات: قامت حكومة فنزويلا ليلة الخميس/الجمعة بطرد مدير منظمة هيومان رايتس ووتش فى الأمريكتين، الشيلى خوسيه ميجيل بيبانكو، بعد ساعات من صدور تقرير عن المنظمة فى العاصمة كاراكاس يحمل انتقادات لحكومة الرئيس هوجو شافيز. وأفاد بيان رسمى صادر عن الخارجية الفنزويلية بأن الإجراء تضمن أيضاً طرد نائب مدير المنظمة غير الحكومية المعنية بحقوق الإنسان، دانيال ويلكنسون. وأشار البيان إلى أن الحكومة اتخذت قرار الطرد بعد دراسة التصريحات التى أدلى بها بيبانكو، الشيلى الجنسية، والتى ترى أنه قام من خلالها "بخرق الدستور والقوانين" فى فنزويلا "عبر الاعتداء على مؤسسات الديمقراطية الفنزويلية". كما أشار إلى أنه تدخل "بشكل غير قانونى فى الشؤون الداخلية"، ما دفع الحكومة إلى طرده هو ومساعده الأمريكى "اعتماداً على المبادئ الدستورية المعنية بالدفاع عن السيادة الوطنية وكرامة الشعب الفنزويلي". ونبه البيان بيبانكو وويلكنسون إلى أن "عليهما الرحيل بشكل فورى عن وطن المحرر سيمون بوليفار". وكانت منظمة هيومان رايتس ووتش قدمت تقريراً أمس فى كاراكاس من 267 صفحة بعنوان "عشر سنوات من حكم شافيز. عدم تسامح سياسى وفرص مفقودة لتطور حقوق الإنسان فى فنزويلا"، وانتقدت فيه "ازدراء" الرئيس شافيز "للحقوق الأساسية". وأبرز التقرير "تعارض الالتزام المزعوم" بالديمقراطية من جانب الرئيس "مع الازدراء من جانب حكومته للضمانات المؤسسية والحقوق الأساسية". وقال بيبانكو فى مؤتمر صحفى كشف فيه عن التقرير: "يزعجنا كثيراً الوضع فى فنزويلا، يزعجنا أن يظهر النقاش السياسى فى إطار تتسم مؤسساته السياسية بهذا الضعف". كما ذكر أن "فنزويلا ليست أكثر الدول التى تشهد انتهاكاً لحقوق الإنسان فى المنطقة"، مضيفاً أنه رغم "الصعوبة الشديدة أمام وضع ترتيب" للبلدان، فإن كولومبيا وكوبا تمثلان "حالة فريدة" فى أمريكا اللاتينية. واعتبر أن "الانتهاك الأكبر لدولة القانون على مدى الأعوام العشر الأخيرة فى فنزويلا تمثل فى الانقلاب الذى وقع ضد شافيز عام 2002 والذى استمر لحسن الحظ يومين فقط. لكن الحكومة للأسف استغلت الانقلاب منذ ذلك الحين لتبرير سياسات تراجعت بالديمقراطية فى البلاد". وانتقد التقرير عدم استقلالية السلطة القضائية والممارسات ضد وسائل الإعلام المعارضة وغياب انتخابات نقابية حرة، فضلاً عن "المواجهة العدوانية للمدافعين عن حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني".