تونس معز الجماعي الفجرنيوز:علمت منذ قليل بوفاة السيد "على المطماطي" والد السجين السياسي المفقود "كمال المطماطي" الذي مر أكثر من 16 سنة على إختفائه بعد إيقافه سنة 1991 ، من طرف المصلحة المختصة بقابس في قضية حركة النهضة و منذ ذلك التاريخ تجهل عائلته مصيره رغم إتصالها بجميع مراكز الأمن و السجون التونسية و مراسلة وزارة الداخلية و رئاسة الجمهورية في الموضوع . تعود أطوار قضية إختفاء "كمال المطماطي" إلى يوم 8 أكتوبر 1991 حيث وقع آنذاك الإتصال بعائلته و إعلامها بوجود إبنها في منطقة الأمن و طلب منها إحضار بعض الملابس له و هوما فعلته والدته لكنها فوجئت من الغد بعدم وجود إبنها في مركز الإيقاف و إنكار الإطارات الأمنية لعملية إعتقاله . و بعد عدة سنوات من البحث تمكنت العائلة من معرفة معلومات خطيرة تفيد أن "كمال" توفي تحت التعذيب و دفن بمكان مجهول و هو ما أكده جميع الذين اعتقلوا معه ، و كان من بين الموقفين في ذلك اليوم الطبيب (ع-ع) الذي أكد خبر الوفاة للأمن بعد الإستنجاد به لمعالجة الإصابة التي تعرض لها كمال على مستوى رأسه و للأسف رفض الإدلاء بشهادته أمام القضاء رغم إتصالي به أكثر من مرة ، و يذكرني إسم هذا الطبيب بحادثة وقعت لي في شهر ديسمبر 2007 تمثلت في إتصاله بمركز الأمن لإخراجي من مكتبه بعد أن طلبت منه كسر جدار الصمت و الخروج من جبنه لكشف حقيقة إختفاء "كمال المطماطي" . يوم 8 أكتوبر 2007 كان لي شرف زيارة منزل عائلة "كمال" و محاورة أفرادها ، و للمساهمة في التعريف بمأساتهم نشرت مقالا على مواقع الانترنات تعرضت بعده إلى الإعتداء بالعنف و الإيقاف في منطقة الأمن بقابس حيث وقع إستجوابي و تهديدي بالسجن إن تطرقت مرة أخرى للموضوع . و رغم ذلك أقول اليوم و بكل شجاعة و دون تردد آن الأوان أن تفتح السلطة تحقيق في وفاة "كمال المطماطي" تحت التعذيب و محاسبة المتورطين في قتله . رحم الله السيد "على المطماطي" رجل أخبرني ذات يوم بأمنية يتمنى تحقيقها قبل توديع للحياة و هي زيارة قبر إبنه و قراءة الفاتحة على روحه .