فيينا (7 تشرين الأول/أكتوبر(آكي)الفجرنيوز: قلّل رئيس الهيئة الإسلامية الرسمية في النمسا، السيد أنس حسن الشقفة من أهمية التقدّم الذي أحرزه مرشحو التيار اليميني في الانتخابات البرلمانية التي جرت مؤخراً في النمسا، ودعا أبناء الجالية الإسلامية إلى عدم "القلق والخوف في المستقبل"، ما دامت النمسا دولة ديمقراطية ودولة القانون ودولة المؤسسات، التي تقرّ بحقوق الإنسان والحريات العامة، وفي طليعتها حرية الرأي والفكر والمعتقد وممارسة الشعائر الدينية. ولكن الشقفة دعا أبناء الجالية الإسلامية إلى اليقظة والحذر، وعدم أخذ الامور على عواهنها على حد تعبيره. وأشاد الشقفة في حديث عن الشؤون الأسلامية أدلى به إلى (آكي) الإيطالية للأنباء، بمبادرة الرئيس النمساوي هاينز فيشر والمستشار النمساوي ألفريد غوزنباور، وعمدة فيينا الدكتور ميشائيل هويبل بتكريم نخبة من قادة ورموز الهيئات والمنظمات والمراكز الإسلامية وأبناء الجالية الإسلامية سواء من خلال إقامة مأدبة افطار خلال شهر رمضان المبارك أو عيد الفطر للعام الخامس على التوالي، وأعرب عن اعتقاده بأن هذا التكريم هو اعتراف رسمي من أعلى رموز الدولة النمساوية بأن الجالية الإسلامية هي جزء من المجتمع النمساوي، لها نفس الحقوق وعليها نفس الواجبات، على حد وصفه وأضاف الشقفة قائلاً"ولذلك نقول لبقية أبناء المجتمع النمساوي أن المسلمين سيكونون في المستقبل، وكما هم الآن مواطنين صالحين، وأن هذه البلاد أصبحت وطناً للمسلمين الذي حصلوا على الجنسية النمساوية بعدما أقام في النمسا سنوات طويلة. نريد أن نتعايش وبشكل حضاري مع جميع أبناء المجتمع النمساوي في إطار الأخوة في الوطن والاحترام المتبادل والتفاهم المشترك، لأننا الدين الإسلامي وتعاليم العقيدة الإسلامية تأمرنا بذلك" ورأى رئيس الهيئة الإسلامية أنه يجب تحليل نتائج الانتخابات الجيدة التي حصل عليها التيار اليميني المتمثل بحزب الأحرار وحزب التحالف من أجل مستقبل النمسا، بشكل أفضل، لأنه نصف أو أكثر من نصف النمساويين الذين صوتوا إلى جانب هذه الحزبين هم ممن لديهم التفكير اليميني المتشدّد والمعروف بكراهية الأجانب ومعادة السامية بمن فيهم المسلمين، بينما النصف الآخر هم من المحتجين على سياسة الركود الاقتصادي والاجتماعي، التي سادت البلاد خلال فترة السنتين من حكم الائتلاف الموسع بين الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الشعب المحافظ، والذي تراجعت أسهمهما بشكل ملحوظ خلال الانتخابات الأخيرة" وأشار الشقفة إلى نصف النمساويين المحتجين على فشل الحكومة الموسعة في الشؤون السياسية والاقتصادية والاجتماعية للحكومة السابقة، هم من ذوي التوجهات اليمينية المتطرفة. وقال "ولذلك أنا أقدّر بأن كلاً من حزبي التيار اليمين معاً حصل فقط على تأييد ما بين 15 و16 % من أصوات الناخبين، بينما حصل الحزبان معاً على حوالي ال 30 % من الأصوات" وفي هذا السياق، أعرب الشقفة عن اعتقاده القوي بوجود عدد كبير من القادة والمسؤولين، وفي طليعتهم الرئيس فيشر الذين يتسمون بالحكمة والنزاهة والتجرد والحرص الشديد على الوحدة الوطنية والتعايش الحضاري والثقافي والديني والعرقي المتنوّع في جمهورية النمسا التي كانت أول دولة أوروبية اعترفت بالدين الإسلامي بمرسوم امبراطوري أصدر القيصر فرانس يوزف الأول عام 1912. وأشار رئيس الهيئة الإسلامية إلى أهمية ما وصفه ب "الانتصار الكبير الذي حققته المواطنة أليف كورون، وهي نمساوية من أصل تركي التي حققت فوزاً باهراً أهلها لكي كي تكون أول مواطنة مسلمة اندمجت في المجتمع النمساوي، وأصبحت عضواً في البرلمان الاتحادي النمساوي الجديد" ورداً على آخر التطورات المتعلقة بانتخاب مجلس جديد لإدارة أجهزة الهيئة الإسلامية بعد تعديل نظامها الأساسي قال الشقفة "ما زالت عملية إعادة النظر بالنظام الاساسي مستمرة، حيث سبق للهيئة الإسلامية أن أدخلت بعض التعديلات وأرسلت النظام الأساسي المعدل إلى السلطات النمساوية المختصة في وزارة التعليم والأديان، والت قامت بدورها بإجراء تعديل على التعديلات من أجل توحيد المصطلحات القانونية". وفي ختام حديثه، استبعد الشقفة أن يتم اقرار النظام الأساسي المعدّل في صيغته النهائية قبل نهاية العام الحالي، وتوقع الانتهاء منه خلال الربع الأول من العام المقبل، ومن ثمّ انتخاب رئيس وأعضاء المجلس الجديد خلال النصف الأول من العام 2009