تراجع نتائج اتّحاد الطلبة في انتخابات المجالس العلمية.. الأسباب متعدّدة والنتيجة واحدة .. أسفرت نتائج انتخابات المجالس العلمية للسنة الدراسية 2006/2007 عن تراجع حصّة الاتحاد العام لطلبة تونس بمختلف قوائمه (التوحيد، الاستثنائي، الاشتراكيين اليساريين، المناضلين القاعديين..) من المقاعد المخصّصة لهذه المجالس ليحصد 46 مقعدا مقارنة بالسنة الدراسية الفارطة والتي تحصّل فيها على 57 مقعدا . هذا إضافة إلى تراجع نسبة المشاركة الطلاّبية في هذه الانتخابات. وكالعادة، حصدت قائمات اتحاد الطلبة أغلبيّة المقاعد في الكلّيات الكبرى ( 9 أفريل، ابن شرف، آداب منوبة..) وبمعدّل 4 مقاعد لكلّ كلّية. أما بالنسبة لباقي الكليات والمعاهد العليا فنجد أن القرجاني تحصّلت على المقعدين المطروحين للتصويت، والمعهد الأعلى للمسرح والفنون الركحيّة تحصل على 3 من 4 مقاعد بينما خسرت قائمة التوحيد في معهد الصحافة 0 – 4 مقاعد وغاب المرشحون في المعهد الأعلى للتوثيق الشيء الذي فتح الباب على مصراعيه لطلبة الحزب الحاكم ليفوزوا بأربعة مقاعد كاملة. أما بالنسبة للجهات، فباستثناء كلّية الحقوق بجندوبة التي تحصّلت فيها قائمة الاتحاد (التوحيدي) على 4 مقاعد واقتصاد وتصرّف صفاقس على 3 مقاعد، فإن باقي الكليات والمعاهد تراوحت نتائجها بين صفر مقعد (كلية العلوم بالمنستير ، كلية العلوم بقفصة..) ومقعد واحد ( كلية الحقوق ، الآداب بصفاقس) وبين غياب قائمات اتحاد الطلبة وبمختلف تلويناتها (التوحيدي ، الاستثنائي ، الاشتراكيين اليساريين ، المناضلين القاعديين..) ويعزو عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الطلبة (مؤتمر التصحيح) طه ساسي غياب قائمات اتحاد الطلبة في العديد من الجهات (نابل ، سوسة ، المهدية..) إلى تكثف الحصار المضروب على الاتحاد في الفترة الأخيرة والذي عرف تصعيدا خطيرا مما جعل المشاركة في بعض الجهات تكون شبه منعدمة نتيجة التضييقات الأمنية المفروضة على المناضلين . هذا وشهدت السنة الجامعية 2006/2007 عشرات الإيقافات الوقتية و 5 محاكمات وأكثر من 25 قرار طرد من مقاعد الدراسة لناشطي الاتحاد عن طريق مجالس تأديب شكلية. وفي هذا السياق يضيف طه أن إحالة مرشحين لانتخابات المجالس العلمية على مجالس التأديب والقيام بحملة الإيقافات ضدهم أدى إلى انعدام مشاركة الاتحاد في بعض الجهات (المهدية ، نابل ، كليات قابسوصفاقس) والتي تمكن من الفوز فيها في السنة الفارطة. ويرى وسام الصغير عضو الشباب الديمقراطي التقدمي وطالب مرحلة ثالثة تنشيط شبابي وثقافي بأن توسع نطاق النقاشات قبل الانتخابات بالمشاركة أو المقاطعة وإضاعة الوقت في المهاترات الجانبية والمزايدات السياسية بين مكونات التوحيد النقابي وبينهم وبين باقي المكونات النقابية والسياسية في الجامعة أعطى الفرصة لطلبة الحزب الحاكم للفوز بالكثير من المقاعد التي لو تعامل معها اتحاد الطلبة ببعض الحكمة لكانت من نصيبه. إلى ذلك شهدت بعض الكليات (الحقوق والاقتصاد والعلوم بالمركب الجامعي بتونس والعلوم والاقتصاد ببنزرت) تهشيم صناديق الاقتراع وإيقاف العملية الانتخابية من قبل بعض التوحيديين . ويرى العديد من المتابعين والمهتمين بالشأن الطلابي بأن تجاوزات طلبة الحزب الحاكم وعنفهم وتسلط وزارتهم في تعاملها مع ملفّ اتحاد الطلبة لا يبرر كسر الصناديق وعرقلة العملية الانتخابية. فرد العنف بالعنف واستبطان سلوك الخصم و اتباع أساليبه لن تنتج إلا مزيدا من الفوضى في الجامعة وتراجعا في جماهيرية المنظمة الطلابية. وفي سياق آخر، عرفت المجالس العلمية عدة قائمات منضوية تحت يافطة اتحاد الطلبة فنجد منها قائمة التوحيدي والاستثنائي وقائمة المناضلين القاعديين المستقلة . وكل قائمة إما قدمت ترشّحاتها بشكل مستقل أو هي تحالفت مع بعضها في أجزاء جامعية دون أخرى مثلما حصل مع قائمة الاستثنائي والتوحيدي اللتين توحدتا في كلية الآداب بسوسة وتنافستا في كل من آداب منّوبة ولغات وحقوق تونس. أما بالنسبة لشباب الحزب الاشتراكي اليساري فقد فضلوا الترشح في قائمات موحدة مع أنصار المؤتمر الموحد رغم تصاعد الخلافات بينهم في الفترة الأخيرة ، وهو ما يعتبره بعض الملاحظين بأنه مؤشر ايجابي وخطوة سديدة في اتجاه التوحيد الشامل والكامل للمنظمة الطلابية. بدر السلام الطرابلسي ( المصدر: جريدة "مواطنون" -التكتل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات- عدد43 الصادرة يوم 2 جانفي 2008) -------------------------------------------------------------------------------- طلبة تونس