كشف المعارض التونسي الدكتور منصف المرزوقي رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية الذي لم ينل بعد الإعتراف القانوني في تصريحات :عن "تدمير موقعه الشخصيّ للمرة السادسة على التوالي". وقال المرزوقي الذي تحدّث من مكان إقامته الحالية في باريس عمّا سمّاها " إضافة جديدة هذه المرة لعمليّة التدمير، إذ لاحظ المشرف على موقعي الشخصي تهاطلا غريبا من الزيارات فاق عشرات الآلاف في فترة وجيزة من الزمن. وبتتبعه للظاهرة اكتشف أنه حصلت تعبئة الموقع بالمواد البورنوغرافية وأنها هي التي كانت سببا "للنجاح " المفاجئ و ارتفاع عدد الزوار قبل أن يختفي الموقع من الشبكة جملة وتفصيلا بعدها بأيام قليلة". و يتابع المرزوقي "سنعيد بناء الموقع وسيدمرونه وسنعيد بناءه وسيدمرونه ...إلى أن يرحلوا وما ذلك على الله وعلى الشعب بعزيز". وإشتكى حزب المؤتمر من أجل الجمهوريّة من المضايقات التي ارتفعت وتيرتها ضدّ نشطائه في الآونة الأخيرة ومن ذلك تعرض المحامي عبد الوهاب معطر في مطار محافظة صفاقس (جنوب) إثر عودته من باريس إلى الاحتجاز لمدة تجاوزت الثلاث ساعات حاول فيها أعوان الأمن إخضاعه لتفتيش جسدي بعد أن فتشوا أغراضه وحجزوا قرصا ممغنطا وقرص تخزين خارجي غير مستعمل. كما منعت السلطات التونسيّة المحامي محمد عبو عضو 'المؤتمر' من مغادرة البلاد للمرة الرابعة منذ إطلاق سراحه في 23 يوليو 2007 ، وبرّرت السلطات ذلك بقرار المنع من الخروج بمقتضى مستلزمات السراح الشرطي. وكان عبّو متوجّها لتسجيل برنامج يبثّ عبر قناة الجزيرة القطريّة من باريس ، كما تحدّثت بيانات الحزب في الآونة الأخيرة عن مضايقات مشابهة تستهدف نائب رئيس الحزب المحامي عبد الرؤوف العيادي بالإضافة إلى الاستعداد لمحاكمة الناشطة الحقوقية والسياسية نزيهة رجيبة بعد نشرها لمقال رأي تحدّثت فيه عن إتلاف محتويات موقع "كلمة تونس" الالكترونيّ الذي تشرف عليه. وتعليقا على هذه المضايقات قال المرزوقي لإيلاف:"ليست مضايقات جديدة ، نحن تحت القمع منذ 1991 أي سنة سقوط كل الأقنعة وانخراط النظام بكل وضوح في المنظومة الاستبدادية ،لكن صحيح أن هناك تركيز علينا اليوم أكثر من أي وقت مضى ، فمنع محمد عبو من السفر محاولة أخرى لكسر التواصل داخل المؤتمر ومنعه من فضح آخر للنظام. لا يجب أن ننسى أننا في سنة انتخابية وهمّ النظام الأوّل ألا يُسمع صوت المقاومة المدنية". "أمّا قصة عبد الوهاب معطر فهي دليل آخر على إستراتجية خنق الأصوات، فهذا الرجل الذي لُفّق لهُ تدارك جبائي بمائتي وأربعين ألف دينار عُقلت ممتلكاته وسيُرمى في الشارع هو وعائلته قريبا ولا أحد يتحرك. وكذلك الصحافي سليم بوخذير، أما الملاحقة التي يتعرض لها الأستاذ عبد الرؤوف العيادي فحدّث ولا حرج". وحول الأسباب الكامنة وراء التركيز على حزب المؤتمر من أجل الجمهورية في هذا التوقيت بالذات قال المرزوقي: أسباب التركيز علينا واضحة، ثمّة خطة تكتيكية وهي أن ينشغل كل مناضل بالدفاع عن وجوده حتى لا تستنزف قواه ولا يبقى له طاقة يوظفها في العمل النضالي. بالاضافة للأسباب الإستراتجية التي تهدف لإسقاط مربع المقاومة الأخير ومنعه من أن يكون نقطة تجمع كل الذين فهموا أن توسّل الإصلاحات أو المشاركة الاحتجاجية سياسة عبثية ،طيلة السنوات الأخيرة لم يفعل النظام إلا إثبات صحة تحليلنا للواقع السياسي في تونس وأننا أمام دكتاتورية فاسدة ونظام لن يصلح شيئا. واستنادا إلى المرزوقي فإنّ إستراتجية التجمع بكل وسيلة حول المطالب الدنيا ومفاوضة النظام في إصلاح تدريجي انهارت بانهيار ما يسمّى حركة 18 أكتوبر للحقوق والحريات التي تأسست في العام 2005 كجبهة حقوقية تضمّ عددا كبيرا من التيارات الإيديولوجية و السياسية المختلفة." و هاجم الدكتور منصف المرزوقي بشدّة المعارضة المشاركة في الانتخابات الرئاسية و التشريعيّة المقبلة و قال :"من سيدخلون الانتخابات من المعارضة غير الديكورية يحرثون في البحر ويرفضون التعلم من الماضي وخاصة من انتخابات 2004 وسيخسرون ما بقي لهم من رصيد. في آخر المطاف لن يبقى إلا مواجهة الواقع الذي يرفض أغلب التوانسة مواجهته وهو أنهم أمام خيار الاستسلام وترك البلد يدمّر وكذلك المقاومة التي يدعو لها 'المؤتمر'. كل المؤشرات تدلّ على أن خطابنا هو الذي يغزو العقول والقلوب بعد أن أفلست كل الخطابات الأخرى. القضية الآن هي المرور للتطبيق وهذا ما يُرعب السلطة. وبخصوص خطة الحزب لحماية نشطائه من التضييق والاعتقال و المحاكمات قال المرزوقي إنه وعند عند تكوين حزب المؤتمر "الحلّ في قيادة تحمل المشعل وتقبل بكل التضحيات ومجموعة دوائر من المؤلفة قلوبهم سيبرزون في الوقت المناسب و الخطة متواصلة ، غزو القلوب والعقول ، توسيع دائرة المتقبلين لخطابنا ، مواصلة الدعوة والتحريض للمقاومة المدنية إلى أن تتحرر تونس من عصابات الحق العام " على حدّ تعبيره. إسماعيل دبارة من تونس