فلاحون يستغيثون: فطريات ألحقت اضرارا فادحة بالطماطم المعدة للتحويل    الهلال الأحمر الإيراني يكشف تفاصيل جديدة حول تحطّم المروحية الرئاسية    أبطال إفريقيا: الكشف عن مدة غياب "علي معلول" عن الملاعب    وزيرة السعادة تحافظ على مركزها ال9 في التصنيف العالمي    تونس: عقوبات تصل إلى 3 سنوات سجنا لكل من يعتدي على أملاك الدولة    تقرير يتّهم بريطانيا بالتستر عن فضيحة دم ملوّث أودت بنحو 3000 شخص    سيدي بوزيد: تواصل فعاليات الدورة 15 لمعرض التسوق بمشاركة حوالي 50 عارضا    مختص في الموارد المائية : تحلية مياه البحر هو خيار ضروري    كرة اليد: الهلالي يرفض تأجيل نهائي كأس كرة اليد ويحمل المسؤولية لجامعة كرة القدم    الرابطة المحترفة الاولى (مرحلة تفادي النزول): برنامج مباريات الجولة الحادية عشرة    صفاقس اليوم الجهوي للحجيج    الشاعر مبروك السياري يتحصل على الجائزة الثانية في مسابقة أدبية بالسعودية    تزامنا مع عيد الاضحى : منظمة ارشاد المستهلك توجه دعوة لقيس سعيد    نحو الترفيع في حجم التمويلات الموجهة لإجراء البحوث السريرية    فظيع: غرق شخص ببحيرة جبلية بجهة حمام بورقيبة..    القيروان: إنتشال جثة سبعينية من فسقية ماء بجلولة    قبلي: الإطاحة بمروج مخدرات وحجز كمية من المواد المخدرة    حاول سرقة محل تجاري بأسلحة بيضاء ...فوقع في قبضة أمن قرطاج    الجنائية الدولية تطلب إصدار مذكرة اعتقال ضدّ نتنياهو    الشاعر مبروك السياري والكاتبة الشابة سناء عبد الله يتألقان في مسابقة الدكتور عبد الرحمان العبد الله المشيقح الأدبية    البرلمان يعقد جلسات عامة للنظر في عدد من مشاريع القوانين    وزارة التشغيل تمدّد في آجال التسجيل في برنامج مساندة المؤسسات الصغرى المتعثرة إلى غاية يوم 16 جوان القادم    تونس : أنواع و أسعار تقويم الأسنان    المحامية سنية الدهماني أمام القضاء اليوم    غوارديولا يثير الشكوك حول مستقبله مع مانشستر سيتي على المدى الطويل    اشادات دولية.. القسّام تتفاعل وإعلام الكيان مصدوم...«دخلة» الترجي حديث العالم    انطلقت أشغاله الميدانيّة: التعداد السكاني دعامة للتنمية الاقتصادية    الأولمبي الباجي أمل جربة ( 2 1) باجة تعبر بعناء    هام/ هذه نسبة امتلاء السدود..    تونس تقدم التعازي في وفاة الرئيس الايراني    هذه الدولة تعلن يوم حداد على وفاة الرئيس الإيراني..    دول إفريقية مستعدّة لتنظيم عودة منظوريها طوعيا من تونس    فقدان 23 تونسيا في سواحل قربة ما القصة ؟    فيديو وصور يوثّقان المشاهد الأولى لحطام طائرة الرئيس الإيراني    استدعاء ثلاثة لاعبين لتشكيلة البرازيل في كوبا أمريكا واستبدال إيدرسون المصاب    سمير ماجول : ''القطاع الفلاحي هو مستقبل البلاد''    تونس تتوج ب 26 ميداليّة في المسابقة العالميّة لجودة زيت الزيتون في نيويورك    %70 معاملات في السوق الموازية.. قانون جديد لتنظيم التجارة الالكترونية    بينهم زعيم عربي.. زعماء دول قتلوا بحوادث تحطم طائرات    هذه أول دولة تعلن الحداد لمدة 3 أيام على وفاة الرئيس الايراني..#خبر_عاجل    عاجل/ وفاة رئيس ايران تنبأت به الفلكية ليلى عبد اللطيف قبل شهرين..وهذا ما قالته..!!    تحذير من موجة كورونا صيفية...ما القصة ؟    القصرين : الوحدات العسكرية تشارك أبناء الجهة احتفالاتها بالذكرى ال68 لإنبعاث الجيش الوطني التونسي    نهائي "الكاف": حمزة المثلوثي رجل مباراة الزمالك ونهضة بركان    اليوم انطلاق عملية تحيين السجل الانتخابي    التوقعات الجوية لهذا اليوم الاثنين 20 ماي..    المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بسيدي بوزيد تستعد للموسم الثقافي والصيفي 2024    من هو المرشح الأول لخلافة الرئيس الإيراني؟    4 تتويجات تونسية ضمن جوائز النقاد للأفلام العربية 2024    في عيده ال84.. صور عادل إمام تتصدر مواقع التواصل    لتعديل الأخطاء الشائعة في اللغة العربية على لسان العامة    دار الثقافة بمعتمدية الرقاب تحتفي بشهرث الثراث    نحو 20 % من المصابين بارتفاع ضغط الدم يمكن علاجهم دون أدوية    إرتفاع قيمة صادرات المواد الفلاحية البيولوجية ب 24.5 بالمائة    ملف الأسبوع...المثقفون في الإسلام.. عفوا يا حضرة المثقف... !    منبر الجمعة .. المفسدون في الانترنات؟    مفتي الجمهورية : "أضحية العيد سنة مؤكدة لكنها مرتبطة بشرط الاستطاعة"    عاجل: سليم الرياحي على موعد مع التونسيين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هنيئا لأبطال تونس على صبرهم


بسم الله الرحمان الرّحيم
هنيئا لأبطال تونس على صبرهم
عائدون الى أوطاننا رغم أنف المعطّلون وبهويّتنا متمسّكون
ثقتنا في الله إن وعد الله حقّ
ولا بد للقيد ان ينكسر ولو بعد حين
بعد عشريتي الجمر الحامية بزغ فجر الأمل من جديد
إن هجرتنا كانت لنصرة لمجتمع إسلامي ناشئ، وهروبا من واقع الفتنة في الدين.
لقد استنفذت الغربة اغراضها
” لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية "(حديث صحيح).
الحكمة تقتضي ترك عقلية تبسيط الأمور و استعجال النتائج و الاستخفاف بالآخر
لا تنمية بدون ضمان حقوقّ المواطنة الغير منقوصة للجميع
الحرية للجميع
باريس في 5 نوفمبر 2008
«لا إقصاء في الحياة السياسية إلا لمن أقصى نفسه»
كيف تحقيق هذا الشعار في الواقع؟
لا حياة كريمة بدون المحافظة على الهوية العربية الاسلامية
"واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرّقوا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم أعداءا فألّف بين قلوبكم" (آل عمران 103)
"قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني وسبحان الله" (سورة يوسف 108)
" ادع إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة"(النحل - 125)
" يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بث منهما رجالا كثيرا و نساء، و اتقوا الله " (النساء - 1)

خطوة في الاتجاه الصحيح : تلقينا بارتياح نبأ إطلاق سراح الدكتور الصادق شورو و احوانه و كذلك سراح 23 من معتقلي منطقة الحوض المنجمي بولاية قفصة بموجب عفو رئاسي ونسجل هذه الخطوة الإيجابية.
هنيئا لأبطال تونس: نهنئ المسرحين و عائلاتهم و نحيي كل الأحرار في الداخل و الخارج الذين ناضلوا من أجل إطلاق سراحهم. هنيئا لكم بصبركم و ثباتكم تصاغرت الجبال أمام هاماتكم و هممكم العالية بصبركم ومصابرتكم و مرابطتكم و لم تساوموا على المبادئ حتى فرّج الله كربتكم.
أنتم قبضتم على الجمر بأيديكم المتوضئة حتى أطفأتموه و لم تهنوا و لم تحزنوا أنتم الذين حفظتمونا في هجرتنا، فكلما راودتنا نفس متعبة بالركون إلى الراحة و الدّعة أو خبت جذوة النّضال في نفوسنا التفتنا إلى زنازينكم فملأنا الحياء منكم و استحثّتنا جراحاتكم العميقة النّازفة و استصرختنا من أعماقنا تلكم المواثيق و العهود التي جمعتنا فلملمنا صفوفنا و سرنا غير آبهين بنصب و لا وصب.هنيئا لكم باسترجاع بعض حقوقكم و نسأل الله أن يصدقكم قوله : وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَيَسۡتَخۡلِفَنَّهُمۡ فِى ٱلإَرۡضِ ڪَمَا ٱسۡتَخۡلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمۡ دِينَہُمُ ٱلَّذِى ٱرۡتَضَىٰ لَهُمۡ وَلَيُبَدِّلَنَّہُم مِّنۢ بَعۡدِ خَوۡفِهِمۡ أَمۡنً۬ا‌ۚ ... ومن أصدق من الله قيلا
فإننا نجدد مطلبنا بإطلاق سراح المعتقلين في محاكمات سياسية كضرورة لتجاوز حالة الاحتقان و التوتر و توفير مناخ يساعد على معالجة الأسباب الحقيقية لهذه الأحداث عبر الحوار و التوزيع العادل لثروات البلاد على مختلف الجهات و الفئات و التخلي عن الأسلوب الأمني في معالجة قضايا البلاد الاجتماعية و السياسية و الحقوقية.
أن تنقية المناخ العام و توفير الشروط الضرورية لقدرة البلاد على مواجهة التحديات الاقتصادية و الاجتماعية يمر عبر إطلاق سراح كل المساجين السياسيين بدون استثناء .
وضع حد لمسلسل المحاكمات السياسية ضد الشباب المتدين و إلغاء القانون اللا دستوري المسلط على شباب تونس باسم "دعم المجهود الدولي لمكافحة الإرهاب".
ان وجود سجناء سياسيين في أي بلد هو شهادة على واقع الحريات وحقوق الانسان في ذلك البلد، ولا يمكن لخطاب " الحداثة و الديمقراطية وحقوق الانسان" ان يحجب الحقيقة التي يشير اليها والمئات من سجناء الرأي من الشباب، الذين اعتقلوا بموجب قانون مكافحة الارهاب، وكذلك المعتقلين على خلفية احداث الحوض المنجمي، وعلى رأسهم الاخت زكية الضيفاوي عضوة المكتب السياسي للتكتل الديمقراطي من اجل العمل والحريات..
ضمان حق العودة الآمنة : ضمان حق العودة الآمنة الكريمة لكافة المهجّرين و سن عفو تشريعي عام يرد الحقوق المدنية و السياسية للجميع حتى يستوي التونسيون في حقوق المواطنة فتصبح تونس بحق لكل التونسيين.
النضال من أجل حرية التعبير والصحافة ومن أجل حرية التنظّم الحزبي والجمعياتي ومن أجل إطلاق سراح المساجين السياسيين وسن قانون العفو التشريعي العام بالنضال من أجل استقلالية القضاء ومن أجل انتخابات حرّة وديمقراطية و مقاومة ظاهرة الفساد والمحسوبية واجب مقدس بحق كل التونسيين .
نحن لا نستطيع التخلّي عن الإصلاح الاجتماعي نستطيع التوحد على برنامج سياسي هدفه الإصلاح. نستطيع...الترفّع عن حساباتنا الشخصية والحزبية . نستطيع الصبر والصمود وتنظيم المقاومة المدنية . نستطيع أن ندفع و قد دفعنا ثمن الحرية .
نحن نستطيع أن نواجه و نراوغ و نراوح. و لا نتسول نحن لا نستطيع إلا الرجاء و التضرع الى الله قاهر الجبارين والعالم بما تخفي الصدور. لا ، نحن لا نستطيع شيئا ضدّ الفساد والكذب والتزوير والقمع باستثناء الأنين والشكوى الى الله.
نعم نحن نستطيع ان نتصوّر أنفسنا أحرارا و نحن كذلك و ثقتنا في الله و ان بعد العسر يسراو علينا ان نتحمل تبعات خياراتنا و ان نعلن صراحة اذا اخطأنا لأننا غير معصومين من الخطأ و النسيان.
اشتداد الانغلاق السياسي وانتخابات صورية في الأفق : ان الوضع السياسي بالبلاد و ما يشهده من تدهور مستمر عاما قبل الانتخابات الرئاسية والتشريعية ومن مظاهره حسم الرئاسية بإعلان ترشح الرئيس الحالي لولاية خامسة واستصدار قانون دستوري استثنائي على القياس، يقصي أي ترشح حر ومستقل بشكل عام ويحرم حتى بعض رموز المعارضة القانونية من حقهم في الترشح أحمد نجيب الشابي عن الحزب الديمقراطي التقدّمي والدكتور مصطفى بن جعفر عن التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات.
- وتضييق الخناق على حرية التعبير والصحافة عبر إثارة قضايا عدلية ضد صحف المعارضة (الموقف، مواطنون) وسجن صحفيين (زكية الضيفاوي: مراسلة مواطنون) وتتبع آخرين (الفاهم بوكدوس: مراسل قناة الحوار التونسي بقفصة، ونزيهة رجيبة/أم زياد) وعرقلة نشاط نقابة الصحفيين ومحاولة الانقلاب على مكتبها الشرعي والقرصنة على البريد الإلكتروني وقصف المواقع الإلكترونية:(موقع مجلة "كلمة"...) أو حجبها.
- و تضييق الخناق على حرية النشاط السياسي والمدني عبر تكثيف الحصار على أنشطة الأحزاب والجمعيات على السواء المعترف بها وغير المعترف و النقابات والاعتداء على نشطائها وانتهاك حريتهم وحرمة مساكنهم ومقرات عملهم وتعرضهم للتفتيش المهين في المطارات وحجز البعض من أغراضهم الشخصية.
- واستمرار اعتقال ومحاكمة العديد من الشبان و تعريضهم للتعذيب تحت غطاء "مقاومة الإرهاب" ومحاكمة نشطاء من الحركة الطلابية وإعادة محاكمة سجناء سابقين من "حركة النهضة" و استمرار محنة مساجين حركة النهضة القابعين بالسجن منذ حوالي 18 سنة. مع استفحال ظاهرة استعمال الجباية سلاحا ضد المعارضين والخصوم لتلجيمهم وإخضاعهم..
- و تكثيف الاعتداءات على الفتيات المتحجبات مع مطلع السنة الجامعية والمدرسية الجديدة. و تفاقم ظاهرة توظيف القضاء لتصفية الخصوم وتشريع القمع السياسي والاجتماعي و التستّر على الانتهاكات ومرتكبيها بما يعزز لديهم الشعور بالإفلات من العقاب. مع تفاقم ظاهرة الفساد بما يعنيه من تلاعب بالمال العام والممتلكات دون رقيب أو حسيب.
أن اشتداد الاستبداد عاما قبل الانتخابات الرئاسية والتشريعية يؤكّد سعي النظام إلى شل نشاط المعارضة السياسية والمدنية وزرع حالة من الخوف والرّعب في أوساط الشعب لخلق مناخ عام يمكّنه من تحويل تلك المناسبة من شكلية لتكريس الرئاسة مدى الحياة وتكريس هيمنة التجمّع الدستوري على مؤسسات الدولة بحرمان الشعب التونسي من ممارسة سيادته.
وعلى هذا الأساس ألحّت"الهيئة" على ضرورة تكتيل الجهود للتصديّ لهذا الوضع معتبرة أنه من المهم اليوم الربط بين المعركة من أجل الحريات والموعد الانتخابي القادم حتى يكون لتلك المعركة بعد عملي ملموس.
وهي ترى أن ما حصل من اتفاق حول شروط الانتخابات الحرّة سواء ما تعلّق منها بالضمانات القانونية (مراجعة الدستور بما يضع حدا للرئاسة مدى الحياة ويضمن التداول،
مراجعة المنظومة الانتخابية مراجعة جذرية بما يضمن ديمقراطية الانتخابات وشفافيتها ويجرّم تزويرها) أو بالمناخ السياسي (سن العفو التشريعي العام، ضمان حرية الإعلام و التنظم وحياد الادارة واستقلاليّة القضاء)
يمثّل قاعدة للعمل المشترك بين مختلف أطراف المعارضة السياسية والمدنية بقطع النظر عمّا يمكن أن تتخذه في النهاية من مواقف عملية سواء كانت مشاركة أو مقاطعة،
خصوصا أننا نتفق جميعا على غياب أي رهان انتخابي في الوقت الحاضر وعلى أن الهدف يكمن في خوض معركة سياسية لخلق مناخ تتوفّر فيه بصورة فعلية شروط الانتخابات الحرّة.
الحوض المنجمي: إدانة للقمع ومساندة والمعتقلين : ان الوضع بالحوض المنجمي. وأن ما حصل في هذه المنطقة يمثّل مؤشرا لما وصل إليه الوضع الاجتماعي ببلادنا من تدهور يجد ترجمته في تفاقم البطالة والتهميش وتدهور المقدرة الشرائية للفئات الكادحة وتردّي الخدمات الاجتماعية وتعمّق الفوارق بين الجهات وانتشار ظاهرة المحسوبية.
وعجز السلطة عن معالجة مشاكل المواطنين والتعاطي مع مطالبهم المشروعة بغير الأسلوب الأمني القضائي وما يعنيه من اعتقالات بالجملة واعتداءات وممارسة للتعذيب وتنظيم للمحاكمات الجائرة وتجريم لكل أشكال المساندة في الداخل والخارج.
ورغم القمع والحصار ما انفكّت حركة التضامن مع الأهالي والمعتقلين تتوسّع بالداخل والخارج خصوصا بعد أن سجّل الموقف النقابي تطورا إيجابيا بتبنّي المركزية النقابية قضيّة النقابيين المعتقلين وتنظيم عديد النقابات العامة والجامعات والاتحادات الجهوية تحركات تضامنية لم يفلح الحصار الأمني في إجهاضها.
ونأكّد مواصلة الوقوف إلى جانب الأهالي والمعتقلين والملاحقين عبر النضال من أجل إطلاق سراح كافة المعتقلين ووضع حد للتبعات ضدهم وضد الملاحقين. و فتح تحقيق جدّي ومستقل حول ما جدّ من أحداث وخصوصا حول إطلاق النار على المتظاهرين العزّل واستشهاد بعضهم والاعتداء على ممتلكات السكان والتنكيل بهم وحول التعذيب الذي مورس على المعتقلين. وتقديم التعويض للأهالي عما لحقهم من أضرار مادية ومعنوية.
وتلبية المطالب المشروعة في الشغل وتحسين ظروف العيش. و الأهابة بكافّة القوى الديمقراطية لتكثيف الجهود وتكتيلها من اجل وضع حدّ لهذه الظلمة في أسرع الآجال.
التمسك بالدعوة إلى تكتيل الجهود: وفي النهاية عبّر معتبرين إياها مكسبا هاما ساهم في تطوير الحياة السياسية ببلادنا وفي التخفيف من حدّة التوترات الأيديولوجيّة بين مكوّنات المعارضة وهو ما ساعد على إبراز القضايا السياسية والاجتماعية التي تهم الشعب التونسي في المقام الأول وتفويت الفرصة على نظام الحكم وعلى كل من يراهن على انقسامات المعارضة لتهميش دورها.
قال الدكتور منصف المرزوقي أن الأسباب الكامنة وراء التركيز على حزب المؤتمر من أجل الجمهورية في هذا التوقيت بالذات واضحة، ثمّة خطة تكتيكية وهي أن ينشغل كل مناضل بالدفاع عن وجوده حتى لا تستنزف قواه ولا يبقى له طاقة يوظفها في العمل النضالي.
بالاضافة للأسباب الإستراتجية التي تهدف لإسقاط مربع المقاومة الأخير ومنعه من أن يكون نقطة تجمع كل الذين فهموا أن توسّل الإصلاحات أو المشاركة الاحتجاجية سياسة عبثية ،طيلة السنوات الأخيرة لم يفعل النظام إلا إثبات صحة تحليلنا للواقع السياسي في تونس وأننا أمام دكتاتورية فاسدة ونظام لن يصلح شيئا.
واستنادا إلى الدكتور منصف المرزوقي فإنّ إستراتجية التجمع بكل وسيلة حول المطالب الدنيا ومفاوضة النظام في إصلاح تدريجي انهارت بانهيار ما يسمّى حركة 18 أكتوبر للحقوق والحريات التي تأسست في العام 2005 كجبهة حقوقية تضمّ عددا كبيرا من التيارات الإيديولوجية و السياسية المختلفة."
و هاجم الدكتور منصف المرزوقي بشدّة المعارضة المشاركة في الانتخابات الرئاسية و التشريعيّة المقبلة و قال :"من سيدخلون الانتخابات من المعارضة غير الديكورية يحرثون في البحر ويرفضون التعلم من الماضي وخاصة من انتخابات 2004 وسيخسرون ما بقي لهم من رصيد.
في آخر المطاف لن يبقى إلا مواجهة الواقع الذي يرفض أغلب التوانسة مواجهته وهو أنهم أمام خيار الاستسلام وترك البلد يدمّر وكذلك المقاومة التي يدعو لها 'المؤتمر'. كل المؤشرات تدلّ على أن خطابنا هو الذي يغزو العقول والقلوب بعد أن أفلست كل الخطابات الأخرى.
القضية الآن هي المرور للتطبيق وهذا ما يُرعب السلطة.
وبخصوص خطة حزب المؤتمر من أجل الجمهورية لحماية نشطائه من التضييق والاعتقال و المحاكمات قال عند تكوين حزب المؤتمر "الحلّ في قيادة تحمل المشعل وتقبل بكل التضحيات ومجموعة دوائر من المؤلفة قلوبهم سيبرزون في الوقت المناسب و الخطة متواصلة ، غزو القلوب والعقول ، توسيع دائرة المتقبلين لخطابنا ، مواصلة الدعوة والتحريض للمقاومة المدنية إلى أن تتحرر تونس من عصابات الحق العام "
الامين العام للتجمع الدستوري الديمقراطي: اكد السيد محمد الغرياني ان سياسة تونس تنبني على قاعدة الحوار والتواصل والتشاور بين كافة القوى الحية قائلا انه "لا اقصاء في الحياة السياسية الا لمن اقصى نفسه" كيف تحقيق هذا الشعار في الواقع؟.
ان دعوة الاحزاب الممثلة في البرلمان وغيرها للمشاركة في الشان العام سيما في اطار الاستشارات الوطنية والمجالس العليا. واشار الى ان التعديل الاخير للدستور يوفر الفرصة امام مشاركة وتنافس 6 احزاب وطنية من جملة تسعة احزاب بين ممثلة وغير ممثلة في البرلمان خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة مبينا ان الارادة السياسية قد وفرت كل الظروف لتحقيق التطور السياسي وتدعيم مشاركة القوى الوطنية في مختلف مؤسسات النظام الجمهوري.
وان تركيبة مجلس النواب القادمة ستشهد ارتفاع نسبة تمثيل احزاب المعارضة صلبها الى حدود 25 بالمائة. وبخصوص توسيع مشاركة الشباب في الحياة السياسية ذكر بالتخفيض في السن الانتخابي الى 18 سنة بما من شانه ان يتيح مشاركة حوالي 600 الف شاب في الانتخابات القادمة مؤكدا ان هذا القرار يعد مكسبا كبيرا سيساهم في مزيد دفع المسيرة الديمقراطية للبلاد.
ولدى تطرقه الى النشاط السياسي الطلابي ابرز تمسك طلبة التجمع بجملة من الثوابت التي تنبني على اسس العمل والحوار والانفتاح في ظل المتغيرات الجديدة للقرن الواحد والعشرين. وافاد بان الاستعدادات للانتخابات الرئاسية والتشريعية والبلدية اقتضت تاجيل مؤتمرات الشعب والجامعات حتى تتفرع الهياكل التجمعية لانجاح هذه المواعيد السياسية الهامة.
الحجاب في قصر قرطاج : كرم رئيس الدولة الفائزين بالمراتب الثلاث الأولى في المسابقة التونسية لحفظ القرآن الكريم، ومن بينهم طالبة متحجبة حصلت على المرتبة الثالثة. وتسلمت الطالبة مريم بالرزاقة جائزتها من يد رئيس الدولة أمام كاميرا القناة التلفزية الحكومية التي بثت الصور.
وظهرت هذه الطالبة في القصر الرئاسي بحجاب إسلامي، في الوقت الذي تفرض فيه مؤسسات تعليمية في المدارس الثانوية والجامعات تشديدات صارمة على المحجبات وصلت حد المنع من التسجيل ومن دخول المؤسسات.
وأرجع باحث إسلامي تونسي، قيام الرئيس بتسليم جائزة لمحجبة داخل القصر الرئاسي، إلى ما وصفه الفجوة التي يتعامل بها الرئيس مع المحجبات، وبين بعض مديري المدارس الثانوية 'الذين لا يزالون ينتهكون الحرية الشخصية لتلميذاتهم في مطلع كلّ سنة دراسية'.
تحية الى القاضية السيدة وسيلة الكعبي هذه السيدة التي فضلت مواجهة "النفي" في بلدها على أن تبدّل قناعتها، وتتخلى عن تمسكها بالدفاع عن استقلالية مهنتها التي لا يمكنها إلاّ أن تكون مستقلة..هي سيّدة الرجال..
هي ماجدة من بلدي تختزن قيم الرجولة.. الرجولة ليست قضيبا تذبله صولة الأيام، أو سطوة كرسي نفوذ زائل لا محالة.. الرجولة وقفة عزّ وكبرياء.. وهي تقف شامخة بكل كبرياء.. وكيف لها أن لا تكون كذلك، وهي تنتخي للدفاع عن شرف أقدس مهنة واستقلالها: القضاء..
إنها القاضية الفاضلة السيدة وسيلة الكعبي عضوة بالمكتب التنفيذي للجمعية التونسية للقضاة.. شرف وواجب على كل واحد أن يعمل في أيّ موقع من مواقع الكدّ في هذا الوطن المتعدد التضاريس.. عندما تنتزع أمّ من طفليها، وتُفرّق عن زوجها..عندما تُنقل قاضية بغير رضاها ودون مراعاة لظروفها.. وعندما تلحقُ نقلتها تنقيحات على القانون الأساسي للجمعية التونسية للقضاة التي أبعدت عنها قيادتها بشكل انقلابي، لمنع القضاة العاملين خارج العاصمة من الترشح لعضوية هيئتها المديرة.. فالتفسير واحد لا غير..
نحن أمام عمليّة نفي متعمّد وقسري لكسر إرادة الاستقلالية.. لكن القاضية السيدة وسيلة الكعبي ثبتت وصمدت.. وكذلك فعلت القاضية السيدة كلثوم كنّو، والقاضي الرئيس أحمد الرحموني وبقيّة زملائهم.. هؤلاء القضاة ليسوا بالزعماء الساعين لإلهام الجماهير .. ولا هم بالطامحين للعب دور بطولة ..من خلال معاناتهم ومكابدتهم وصبرهم وتحدّيهم في صمت يُرهب خصومهم، هاهم يصنعون واقعا جديدا.. واقع لا زيف فيه ولا شعارات جوفاء.. لكلّ هؤلاء السادة القضاة الأفاضل نقول.. كلّ عام وأنتم وأُسركم بألف خيرو بارك الله فيكم و في سعيكم..
وعلق الاستاذ صلاح الدين الجورشي، "إن هذا السلوك كشف عن غياب ثقافة حقوقية لدى هؤلاء الذين أصبحوا في الفترة الأخيرة أقلّية، حيث أنّ زملاء لهم يمارسون سلوكا متسامحا في مؤسساتهم التعليمية".
حقوق المواطنة : إن مفهوم المواطنة هذا هو نابع من الإسلام، وبذلك فإن لسائر الناس الحق في أن يشكلوا تنظيماتهم ومؤسساتهم، ولهم الحرية في إبداء آرائهم بما في ذلك في نقد الإسلام . وما دامت الأغلبية مسلمة وحريصة على الإسلام فلن يستطيع المواطنون غير المسلمين أن ينالوا من الإسلام ولا من المسلمين.
لقد مثّلت الهجرة من مكّة إلى المدينة منعرجا حاسما ، إذ حوّلت الإسلام من دعوة محاصرة ومعذّبة - محصور مجهودها فى الثبات والصمود كدعوة وتبليغ وصدع برسالة الإسلام ، وفي العمل على تثبيت المؤمنين والتهوين عليهم والبحث لهم عن مخارج وقتية - إلى أرض وأهل وأنصار يقام فيها وبهم ومعهم دولة ومجتمع ، فهل أقيمت هذه الدولة وهذا المجتمع على أساس الدين أم على أساس الوطن؟
إن دولة المدينة هي ولا شك تطبيق للقرآن وتنزيل له على المدينة وأهلها، خاصة وأن هذه الدولة لم تكن لها إكراهات لا من داخلها ولا من خارجها تضطرها لأن تكون شيئا آخر غير تطبيق وتنزيل للقرآن. إن من يعيش مع القرآن لا يجد فيه إلا أن أساس الحقوق والواجبات والعلاقات والقيم وأن يتحول إلى أن أساس الحقوق والواجبات والعلاقات والقيم هو المواطنة.
لقد تحدث القرآن على جميع الشعوب والقبائل، وجعل أساس الأفضلية بينها هو التقوى والعمل الصالح "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم". لقد أراد الإسلام أن تكون العلاقات بين مكونات البشرية مفتوحة من أجل التعارف، ووجه البشرية للاستفادة من بعضها أساسا في ما يتقدم بها ويسمو بها في علاقتها بربها "إن أكرمكم عند الله أتقاكم".
إن دولة الإسلام الأولى تأسست ببيعة النصرة التي ترتكز على بيعة الإسلام الأولى برئاسة رسول الإسلام. ولم يشارك اليهود في هذا التأسيس ولا في هذا الانتخاب للرئيس ، إذ ليسوا من قبيلتي الأوس والخزرج السكان الأصليين للمدينة و من مهام القيادة الجديدة هو تنظيم وضبط هذا التواجد في الدولة الإسلامية الناشئة وذلك بالعهد والميثاق الذي أبرم معهم.
ومثلهم في ذلك كمثل اللاجئين والمقيمين في بلاد الغرب في هذا العصر من أهل الإسلام وغيرهم، حيث أن لهم حقوق وواجبات يتساوون فيها مع أهل البلد ، ولكن ليست لهم بعض الحقوق والواجبات الخاصة بأهل البلد مثل بعض حقوق الانتخاب لسلطة البلد رئاسة وبرلمانا... إن ميثاق المدينة كونه إجراء ترتيبي منظما للحقوق والواجبات، لاعلاقة له بتأسيس الدولة ، لأن اليهود سمح لهم واعطوا حق الإقامة و المواطنة فلما نقضوا عهودهم تم إجلاؤهم.
الهجرة التي كانت فرضا على المسلمين قبل فتح مكة ، لم تكن هجرة إلى وطن ولكن هجرة تحرر من الفتنة والجاهلية والأوطان إلى دولة الإسلام وأهله ونظام شامل متكامل للحياة. إن الإسلام الذي يمكن للمسلم أن يعيشه في غير مجتمع الإسلام هو إسلام الفرد ، وبعضه قد يحال دونه، وبذلك يكون غير عامل بكل الإسلام وخاصة الإسلام المجتمعي الذي لا يوجد وقتها إلا في دولة ومجتمع المدينة المنورة آنذاك.
انظروا كيف تكلم القرآن على الهجرة والمهاجرين، بل من لم تكن هجرته للإسلام تكون هجرة باطلة مردودة حتى أمر بامتحان النساء المهاجرات للمدينة {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُم مَّا أَنفَقُوا وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَن تَنكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (10)} (سورة الممتحنة). بل إن الآية جعلت رابطة الزوجية مرتكزة على رابطة الدين ، فإذا انعدمت انفصمت عرى الزوجية إلا في حدود وبشروط .
على أن تكون رابطة الوطن و الدين واللغة تتأسس عليها العلاقة بدون استثاء. وبهذا المعنى صرح الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث المشهور " إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى من هاجر إليه ". و على هذا الأساس فإن الحقوق والواجبات في المدينة كان على أساس الانتماء للوطن؟
إن هجرة المسلمين من مكة الكرمة الى المدينة المنورة كانت هجرة تكميل للدين، ونصرة لمجتمع إسلامي ناشئ، وهروبا من واقع الفتنة والكفر في الدين، ولذلك لما عم الإسلام وفتحت البلاد وتمكنت دولة الإسلام ومجتمع المسلمين سقطت فرضية الهجرة، وقال صلى الله عليه وسلم :” لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية ".
إن اعتبار وثيقة المدينة هي المؤسسة لدولة الإسلام ومجتمعه، هو قطع لدولة الإسلام الناشئة عن جذورها وأصولها وأرضيتها، وإفقادها لمضمونها وحقيقتها وروحها ومقاصدها، لتؤول إلى دولة إجرائية مسطحة لا عمق لها ولا روح ولا مضمون. إن إبراز وثيقة المدينة عند الحديث عن دولة الإسلام الناشئة هو إبراز للشكليات والاجراءات الذي يصبح مهدرا ومضيعا للحقيقة.
ان القواسم المشتركة هي ثوابت مشتركة تتحرّك كلّ القوى دون إقصاء لأيّة قوة إلا من أقصى نفسه أو يحاول إقصاء نفسه. فاستقلال القرار الوطني والمحافظة على السيادة الوطنية والإقرار بأنّ الدين الإسلامي هو دين كلّ المجتمع و النطام الجمهوري والديموقراطية و حقوق الانسان ولا حقّ لأيّ طرف أن يزعم احتكاره للدين والجمهورية والديموقراطية و حقوق الانسان وعلوية القانون وسيادته والحكم الجمهوري هي كلّها ثوابت لا أحد يستطيع القفز عليها أو السطو عليها باعتبارها مشتركا اجتماعيا وروح الميثاق الوطني. السؤال المطروح هو لماذا يحمل هذا الحزب لقب الديمقراطي و الآخر الدستوري ما دامت هذه قواسم مشتركة بين الجميع...؟
هذا وقد شارك في اجتماع تربوي العام في باكستان أيام 24 -25-26 اكتوبر2008 في مدينة لاهور الباكستانية من عوّدنا على ازدواجية الخطاب يتسائل البعض عن الغرض الحقيقي من هذه المشاركة هل هي اتصال ببعض الاطراف الناشطين في المنطقة؟
وقال الأستاذ الغنوشي: نحن نعيش زمن متميز زمن ظهور الإسلام ، وليس علينا سوى أن نوحد صف المسلمين ونجمع كلمتهم على البر والتقوى، ونحول هذه الجماهير ونتحول معها الى قوة تغيير في الشارع، تقهر الأنظمة الطاغوتية وتقيم حكم الشورى حكم الديمقراطية حكم الاسلام. "والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون" وقال ايضا " ان ايماننا بأن الاسلام صالح لكل زمان ومكان يوجب علينا وعلى كل جيل من أجيال المسلمين بذل الوسع من أجل فهم متجدد للدين يستوعب منجزات الحضارة الانسانية ومكاسبها التي شهدت لها التجربة بالصلاح".
و على الرغم من هذه التصريحات فإننا لا نأمنه على ان يدير الحوارباسم الحركة مع السلطة لأنه تمكن من التأثير على الكثيرين و استدرجهم الى طريق مسدود بداية بالاخ محمد شمام و عبد المجيد الميلي وغيرهم كثير ولا ننياى مسؤولية الدكتور و رفيق الدرب و المؤسس صالح كركر شفاه الله .ثم يجب ان لا ننسى ضحايا هذه الخيارات المشينة المرحومين بولبابة دخيل و محرز بو دقة. وصدق الله العظيم اذ قال في كتابه العزيز من سورة المائدة :" يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضرّكم من ضلّ اذا إهتديتم" (المائدة -105) وان الذي يقول الشيئ و ضده فقد كذب مرتين "يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون" (الصف 2- 3 ) وقوله: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ ) يقول تعالى ذكره: يا أيها الذين آمنوا صدّقوا الله ورسوله، لم تقولون القول الذي لا تصدّقونه بالعمل، فأعمالكم مخالفة أقوالكم ( كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ ) يقول: عظم مقتًا عند ربكم قولكم ما لا تفعلون. واختلف أهل التأويل في السبب الذي من أجله أُنزلت هذه الآية، فقال بعضهم: أُنزلت توبيخًا من الله لقوم من المؤمنين، تمنوا معرفة أفضل الأعمال، فعرّفهم الله إياه، فلما عرفوا قصروا، فعوتبوا بهذه الآية.
و صدق الله العظيم اذ قال في سورة آل عمران: "ولتكن منكم أمّة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون" (آل عمران 104) و قال تعالى "مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" (النحل:97). و الله هو الهادي إلى سواء السبيل لا رب غيره و لا معبود سواه.
باريس في 5 نوفمبر 2008
بقلم : عبد السّلام بو شدّاخ، احد مؤسسي الحركة الاسلامية في تونس


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.