ليفربول يعلن رسميا خليفة كلوب    منوبة.. إيقاف شخص أوهم طالبين أجنبيين بتمكينهما من تأشيرتي سفر    رئيس الاتحاد يشرف على اختتام الصالون المتوسطي للفلاحة والصناعات الغذائية بصفاقس    تحويل ظرفي لحركة المرور على مستوى جسري الجمهورية والقرش الأكبر    مطالبة بتوفير 10 مليارات وحصد التتويجات: هيئة «السي. آس. آس» تحت الضّغط    الدّورة الثّالثة لمؤتمر مستقبل الطّيران المدني: وزيرة التّجهيز تقدّم رؤية تونس في مجال الطّيران المدني في أفق 2040    الثلاثاء: حالة الطّقس ودرجات الحرارة    المسابقة العالميّة الكبرى لجودة زيت الزيتون بنيويورك 26 ميداليّة لتونس    ما هي الدول التي أعلنت الحداد العام على رئيسي ومرافقيه؟    المهدية .. الملتقى الوطني لفنون الصّورة والسّينما والفنون التّشكيلية .. عروض ثريّة للإبداعات والمواهب التلمذيّة    رئيس الحكومة في زيارة ميدانية للشمال الغربي للبلاد التونسية    سجن سنية الدهماني .. يتواصل    مع الشروق .. إدانة... بنصف الحقيقة    القيروان: انتشال جثة إمرأة من قاع فسقية ماء بجلولة    رقم مفزع/ من 27 جنسية: هذا عدد الأفارقة المتواجدين في تونس..    هل فينا من يجزم بكيف سيكون الغد ...؟؟... عبد الكريم قطاطة    التضامن.. الإحتفاظ ب3 اشخاص وحجز كمية من المواد المخدرة    الليلة: سحب عابرة ورياح قوية والحرارة تتراوح بين 16 و26 درجة    عاجل: وسائل إعلام رسمية: انتخابات الرئاسة في إيران ستجرى في 28 جوان    فقدان 23 تونسيا في'حَرْقة': ايقاف 5 متهمين من بينهم والدة المنظّم واحد المفقودين    مدير عام ديوان تربية الماشية: النحل يساهم في ثلث غذاء الإنسان    بنزرت تستعد لاستقبال أبناء الجالية المقيمين بالخارج    والي بن عروس: فخور ب"دخلة" جماهير الترجي وأحييهم ب"عاطفة جيّاشة"    أغنية لفريد الأطرش تضع نانسي عجرم في مأزق !    النادي الصفاقسي : اصابة وضّاح الزّايدي تتطلب راحة باسبوعين    إضراب عن العمل بإقليم شركة فسفاط قفصة بالمظيلة    بودربالة يوجه الى نظيره الايراني برقية تعزية في وفاة إبراهيم رئيسي    وزارة التربية: هذه هي الانشطة المسموح بها بالمؤسسات التربوية خارج أوقات التدريس    وزيرة السعادة تحافظ على مركزها ال9 في التصنيف العالمي    أبطال إفريقيا: الكشف عن مدة غياب "علي معلول" عن الملاعب    تقرير يتّهم بريطانيا بالتستر عن فضيحة دم ملوّث أودت بنحو 3000 شخص    سيدي بوزيد: تواصل فعاليات الدورة 15 لمعرض التسوق بمشاركة حوالي 50 عارضا    كيف قتل "رئيسي"..خطأ تقني أم ضباب أم حادث مدبر..؟    تزامنا مع عيد الاضحى : منظمة ارشاد المستهلك توجه دعوة لقيس سعيد    نحو الترفيع في حجم التمويلات الموجهة لإجراء البحوث السريرية    وزارة التشغيل تمدّد في آجال التسجيل في برنامج مساندة المؤسسات الصغرى المتعثرة إلى غاية يوم 16 جوان القادم    فظيع: غرق شخص ببحيرة جبلية بجهة حمام بورقيبة..    الشاعر مبروك السياري والكاتبة الشابة سناء عبد الله يتألقان في مسابقة الدكتور عبد الرحمان العبد الله المشيقح الأدبية    تونس : أنواع و أسعار تقويم الأسنان    انطلقت أشغاله الميدانيّة: التعداد السكاني دعامة للتنمية الاقتصادية    اشادات دولية.. القسّام تتفاعل وإعلام الكيان مصدوم...«دخلة» الترجي حديث العالم    تونس تقدم التعازي في وفاة الرئيس الايراني    دول إفريقية مستعدّة لتنظيم عودة منظوريها طوعيا من تونس    هذه أول دولة تعلن الحداد لمدة 3 أيام على وفاة الرئيس الايراني..#خبر_عاجل    استدعاء ثلاثة لاعبين لتشكيلة البرازيل في كوبا أمريكا واستبدال إيدرسون المصاب    بينهم زعيم عربي.. زعماء دول قتلوا بحوادث تحطم طائرات    تحذير من موجة كورونا صيفية...ما القصة ؟    نهائي "الكاف": حمزة المثلوثي رجل مباراة الزمالك ونهضة بركان    المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بسيدي بوزيد تستعد للموسم الثقافي والصيفي 2024    القصرين : الوحدات العسكرية تشارك أبناء الجهة احتفالاتها بالذكرى ال68 لإنبعاث الجيش الوطني التونسي    المرشح الأول لخلافة الرئيس الإيراني..من هو ؟    4 تتويجات تونسية ضمن جوائز النقاد للأفلام العربية 2024    لتعديل الأخطاء الشائعة في اللغة العربية على لسان العامة    دار الثقافة بمعتمدية الرقاب تحتفي بشهرث الثراث    نحو 20 % من المصابين بارتفاع ضغط الدم يمكن علاجهم دون أدوية    ملف الأسبوع...المثقفون في الإسلام.. عفوا يا حضرة المثقف... !    منبر الجمعة .. المفسدون في الانترنات؟    عاجل: سليم الرياحي على موعد مع التونسيين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نص الحوار الكامل مع آية الله علي التسخيري
نشر في الفجر نيوز يوم 08 - 11 - 2008

مقابلة مع آية الله علي التسخيري الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية
حاوره: فتحي بن عيسى
آية الله محمد علي علي أكبر التسخيري من مواليد النجف بتاريخ 19/10/1944م وبها أنهى دراسته الابتدائية والمتوسطة والإعدادية والأكاديمية في كلية الفقه ، فنال الليسانس في العلوم العربية والفقه الإسلامي، كما جمع إلى ذلك مواظبته على الدروس الحوزوية حتى بلغ مرحلة البحث الخارج بإشراف كبار علماء الحوزة الشيعة من أمثال آية الله محمد باقر الصدر و آية الله السيد الخوئي وآية الله السيد محمد تقي الحكيم و آية الله الشيخ ‌جواد التبريزي وآية الله الشيخ كاظم التبريزي و آية الله السيد محمد رجائي و آية الله الشيخ صدر البادكوبي و آية الله الشيخ مجتبي اللنكراني.
هاجر إلى إيران عام 1970م وسكن في مدينة قم وواصل دراسته الحوزوية فيها ما يقارب العشر سنوات فدرس على أيدي كبار أساتذتها ومنهم : السيد الگلپايگاني و الشيخ الوحيد الخراساني والشيخ هاشم الآملي، كما قام بتدريس العلوم الحوزوية في قم والعلوم العربية والإسلامية في عدد من الجامعات والمراكز العلمية في مختلف أنحاء الجمهورية الإسلامية في إيران.
وفي العام 2001 تولى بقرار من المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية سيد علي خامئني مهمة الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية خلفا للشيخ محمد واعظ زاده الذي استقال من منصبه ، كما يتولى آية الله التسخيري مهمة نائب رئيس المجلس العالمي لاتحاد علماء المسلمين بتزكية من د. القرضاوي رئيس الاتحاد ، اضافة إلى كونه ممثل الجمهورية الاسلامية الايرانية في مجمع الفقه الاسلامي بجدة.
حضر طرابلس للمشاركة في أعمال الجمعية العمومية لجمعية الدعوة الاسلامية التي تدعمها ليبيا ، ونقلت عنه وسائل الاعلام موقفه المؤيد من دعوة العقيد القذافي لاقامة الدولة الفاطمية ، كما كان التسخيري محور وسائل الاعلام على خلفية سجال نشأ بينه وبين رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين د. القرضاوي في مؤتمر الدوحة ، عن كل هذا وحقيقة الخلاف بين المذاهب والحديث القديم الجديد السنة والشيعة كان هذا اللقاء الأول بعد تناقل وسائل الاعلام لتأييده للعقيد في دعوة اقامة الدولة الفاطمية.
فتحي بن عيسى : المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، هذا العنوان (التقريب بين المذاهب الاسلامية) ، ما هو الخلاف بين هذه المذاهب حتى يستوجب انشاء مثل هذا المجمع وهذا الكم الهائل من المؤتمرات ؟ هل حجم الخلاف بينها كبير إلى هذه الدرجة ؟!!
آية الله التسخيري : بسم الله الرحمن الرحيم ، بعد أن أرخب بكم ، الحقيقة المذاهب نشأت بعد الخلاف الطبيعي الذي تم بين علمائها حول رؤى الاسلام في مختلف القضايا الحياتية ، وأنتم تعلمون أن الاسلام فسح المجال للاجتهاد وأعطاه حريته، وهذا ناتج من واقعيته ومنطقيته، الخلاف ليس واسعا ، وربما كان الاتفاق يتجاوز 90% الحياة ومن المسائل الحياتية ، وكان في مطلعه طبيعيا ، لا يفسد للود قضية ، إلا أنه مع الأسف الشديد بعد مرحلة عصر الأئمة وبامتداد الزمان تحول من خلاف طبيعي ومن تنوع في الاجتهاد إلى حالة طائفية منغلقة ، راح البعض من علماء المذاهب ينظرون لنفسهم على أنهم هم الحق وما عداهم الباطل .
فتحي بن عيسى : نعم
آية الله التسخيري : يعني تحول الخلاف من خلاف بين خطا وصواب إلى خلاف بين كفر وايمان ، وبالتالي استطاعت الأهواء السياسية أن تخلق من هذا الخلاف نزاعا قويا تستفيد منه لصالح الحكام ولصالح أفراد ذوي مصالح ضيقة هذا الخلاف الطائفي الذي تم ترك آثاره المدمرة والدموية على مسيرتنا التاريخية ، استمر هذا المعنى وكان يستغل بين الحين والحين ، إما كما قلت من ذوي المصالح الضيقة من الحكام أو من أعدائنا أعداء الأمة الذين كانوا يستفيدون من هذا الخلاف لتحقيق مصالحهم في مبدأ فرق تسد ، إلى أن وصل الأمر تقريبا في منتصف القرن العشرين الماضي تشكلت لجنة في القاهرة باسم دار التقريب بين المذاهب الاسلامية وكان على رأسها علماء كبار من شتى المذاهب وبالخصوص من الشيعة والسنة الشيخ محمود شلتوت، الشيخ محمد محمد المدني الشيخ الباقوري الشيخ حسن البنا ، والامام الباجوردي والشيخ كاشف الغطا والشيخ القمي ، وبدأوا مسيرة جيدة دعت إلى التآلف وإلى التقريب بين الآراء وكانت المسيرة إلى حد ما أو إلى حد كبير ناجحة وأصدرت مجلة رسالة الاسلام التي وصلت إلى 60 عددا ، ثم خبأ صوتها وخفت بموت أصحابها ، بعد نجاح الثورة الاسلامية وبعد الانتهاء من الانشغال بالحروب والحرب التي فرضها صدام على الجمهورية الاسلامية ، يعني بدأت فكرة مواصلة رسالة دار التقريب في القاهرة وتم ذلك بانشاء المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية والهدف كما قلت لك هو اعادة الحالة إلى واقعها الطبيعي ، يعني اعادة الأمة إلى عقلانيها الأولى أيام أئمة المذاهب وأيام عصر الرسول عليه الصلاة والسلام .
عوائق التقريب بين المذاهب :
فتحي بن عيسى : ما تفضلت به عرض عام ، لو ندخل في التفاصيل ونحدد النقاط بدقة بشيء من الوضوح ، ما هي أهم النقاط التي تختلف فيها المذاهب وشكلت عائقا أمام مسيرة كل أو جل المؤتمرات ، أي عندما تجتمعون تقفون عند نقطة محددة ونعود إلى المربع الأول أو نقطة الصفر ، لو طلبت منكم ايجازها في نقاط فماذا تقولون ؟
آية الله التسخيري : الحقيقة أنا لا أقبل أن المؤتمرات عندما تتكر تبدا من نقطة الصفر ، وإنما هناك تقدم كبير بعد هذه اللقاءات بين العلماء من شتى أنحاء العالم الاسلامي ، أما جذر المسألة فقد أشرت إلى أن المساحة المشتركة واسعة جدا بين المذاهب .
فتحي بن عيسى : ولكننا تركنا المساحة الواسعة هذه وحصرنا أنفسنا في المساحة التي تصفونها بالضيقة .
آية الله التسخيري : هذا هو بيت القصيد .
فتحي بن عيسى : بين يدي الآن رسالة د. يوسف القرضاوي وهو يحدد فيها العقبات التي تقف وتحول بين اجتماع المسلمين ، هذه النقاط أعلنها في مؤتمر الدوحة ....
آية الله التسخيري : لو نؤجل كلام الشيخ القرضاوي ...
فتحي بن عيسى : أنا أعرف الخلاف بينكما وموقفك من هذا الاخلاف وأحترم رغبتك في عدم التحدث عنه ، ولكني هنا أقتبس من د. القرضاوي العقبات التي تقف وتحول دون أن تحقق مؤتمرات التقريب بين المذاهب لأهدافها وهي (وهنا أنا أقتبس حرفيا) :
1. الموقف من القرآن الكريم، وأنه كلام الله المكتوب في المصحف، لا يقبل الزيادة ولا النقصان.
2. الموقف من الصحابة وأمهات المؤمنين، الذين نقلوا إلينا القرآن، وحفظوا لنا السنن، وهم تلاميذ المدرسة المحمدية، وهم الذين فتحوا الفتوح، وأدخلوا الأمم في الإسلام، فلا غرو أن أثنى عليهم القرآن، وأثنى عليهم الرسول، وجعل قرنهم خير القرون بعد قرنه، كما سجَّل لهم التاريخ بطولات وصفحات ومواقف أخلاقية بمداد من نور. فلحساب مَن نشوِّه تاريخ هؤلاء الأبطال؟ ولماذا يريد بعض منا أن يصوِّر تاريخ خير قرون الأمة وكأنه ظلمات بعضها فوق بعض؟.
3. التوقف عن نشر المذهب الاعتقادي في البلاد الخالصة للمذهب الآخر. فإنك قد تكسب عشرة أو عشرين أو مائة أو مائتين، أو ألفا أو ألفين، ولكن حين يكتشف المجتمع أنك تحاول تغيير عقائده، ومحاربه مذهبه، سيتَّجه إليك باللعنة، وستقف الملايين كلُّها ضدَّك، ولكن الخطورة أن يتأخر هذا الاكتشاف.
4. الاعتراف بحقوق الأقلية، الدينية والسياسية، سواء كانت الأقلية سنية أم شيعية.
هل تتفقون مع هذا التحليل ، وهل فعلا هذه هي النقاط الأربعة التي تحول بين التقارب بين المسلمين؟
آية الله التسخيري : أنا لا أرى في هذه النقاط عائقا أمام هذا المعنى ابدا ، وسوف أشرح لك ذلك بوضوح ، أنا أريد أن أستمر في حديثي فأقول : أن المساحة المشتركة بين المذاهب تتجاوز 90% من مسائل حياتهم ، نعم هناك خلافات في تفصيلات العقيدة وليس في أصولها ، الاسلام وضع دائرة معينة ، الرسول حدد هذه الدائرة ، هذه الدائرة من دخلها دخل في دائرة الأمة الاسلامية ، ومن أنكر هذا الاطار خرج من هذه الدائرة ..
فتحي بن عيسى : ممكن تضرب لنا مثلا محددا لنفهم مقصدك بوضوح ؟
آية الله التسخيري : دعني أوضح لك ، الدائرة هي الايمان بالتوحيد ، الايمان بالنبي والنبوة الايمان بالمعاد الايمان بمسلمات القرآن نسميها مسلمات الايمان ومسلمات الاسلام التي يشترك فيها كل المسلمين ، كل من آمن بهذه القضايا فهو في اطار الأمة ، تبقى تفريعات على هذه الأصول هذه التفريعات قابلة للاجتهاد ، والاجتهاد كما قلت لكم حر ، وإذا اختلف المسلمون فالخلاف طبيعي ما داموا ملتزمين بتلك الأصول ، تلك الأصول هي الدائرة الأصيلة ويبقى الاختلاف حرا ولكن مهما اختلفوا يجب أن يؤمنوا بوحدة هذه الأمة ويؤمنوا بحقوق المسلم على المسلم وبواجباته ويؤمنوا بالترابط ويؤمنوا ايضا بالتكافل والمسؤولية المشتركة وما إلى ذلك من مسلمات الاسلام ، ما عدا هذا تبقى الحرية في الاجتهاد قائمة ، وأنا أرى أن الخلاف طبيعي ، (ليش) لأن زوايا النظر تختلف ، مباني الأفراد تختلف التي يبنون عليها !! حتى هناك خلاف في أصول الفقه ، وأصول الفقه غير أصول العقيدة والدين ، أصول الفقه يعني الأصول التي تحكم العملية الفقهية الاستباطية ، هناك من يؤمنون بالقياس ، وهناك يرفضون القياس ، الشيعة يرفضون القياس ، الظاهرية ظاهرية ابن حزم يرفضون القياس ، الاستحسان هناك من يعتبره تسعة اعشار العلم ، وهناك من يجعله بدعة ، هذه أصول الاستباط ، هذه داخلة في الاطار الذي اشرت إليه ، فأنا ارى الخلاف طبيعي بين المذاهب الاسلامية ، لو لم تتدخل العوامل الأخرى....
الخلاف مع د. القرضاوي :
فتحي بن عيسى : وهي ؟
آية الله التسخيري : لقد أشرت إليها بالمصالح السياسية للحكام أولا ، أو حتى لبعض المنتسبين إلى أهل العلم الذين ارادوا أن يستأكلوا من الخلاف على مدى التاريخ ، والعدو الاجنبي الاستعمار والاستكبار هو يحاول أن يستفيد من خلافاتنا !! وهذا الأمر الأول ، وأنا أعتقد أن التعصب أحيانا والتطرف أحيانا ، كما قلت لك أن بعضهم نقل النزاع من خطأ وصواب إلى كفر وإيمان هذا نوع من التطرف وخروج بالنزاع عن حده الطبيعي !! التحركات الاستفزازية التي تجري على يد عوام الناس أحيانا !! أو على يد المستأكلين من الحالة التي تحرك الطرف الآخر ، كل هذه الأمور خلقت فواصل وفجوات كبيرة ، هذا ما ألحظه أولا .
أما ما تفضل به شيخنا الجليل القرضاوي حفظه الله هو اشار إلى أن هذه الأمور تمنع التقارب ، أشار إلى قضية سلامة القرآن من التحريف ، أنا استغربت كثيرا من هذه الاشارة ، والحقيقة هو نفسه حفظه الله دافع عن الشيعة في قضية التهمة بالتحريف ، الشيعة منذ صدرها الأول أي منذ علمائها الأوائل الشيخ المفيد والشيخ الطوسي والسيد المرتضى وحتى عصرنا الحاضر الخط القوي يرفض مسألة التحريف بشكل كامل ، نعم هناك بعض المحدثين والذين لا قيمة لآرائهم لدى الأوساط العلمية ربما مالوا إلى هذا المعنى ، ولكنهم رفضوا من الخط العام .
فتحي بن عيسى : نعم
آية الله التسخيري : فقضية التحريف قضية محسومة ، لا الشيعة يقولون بذلك ولا السنة ، لأن السنة أيضا عندهم بعض الآراء التي يرى منها مسألة التحريف ...
فتحي بن عيسى : تقصد يمكن أن يتم تحميلها معنى التحريف في القرآن ..
آية الله التسخيري : نعم مثل مسألة نسخ التلاوة وخلاف ذلك .. أنا قلت في مؤتمر الدوحة يا اخوان تعالوا نحذف مسألة التحريف من كل مصطلحاتنا الأدبية .. من أدبياتنا وتعبيراتنا لأن طرح هذه التهمة من هذا الطرف أو من ذاك إنما يضر بالأصل القرآني القطعي ، القرآن وثيقة اسلامية رائعة يفتخر المسلمون بأنها وثيقة متواترة سالمة من كل شيء ، فإذا بدأنا يتهم بعضنا بعضا ...
فتحي بن عيسى : سقط الأصل..
آية الله التسخيري : نعم بهذا المعنى ، يعني وجهنا الضربة إلى أصلنا ، وأصلنا هو سر قوتنا وهو عز هويتنا ، طلبت منهم ذلك ، فلا أرى أن هذا القول مانعا من التقريب بين المذاهب ...
المسألة الثانية مسألة الموقف من الصحابة ، الموقف الشيعي من الصحابة هو موقف يقول هم الرعيل الأول وهم الذين حملوا الرسالة وأن عصر الرسالة هو أفضل العصور ، لكن الشيعة لا يعني .. لا يمنعون أن يُنتقد الصحابي نقدا ما ، ينتقد على موقفه السياسي ...
فتحي بن عيسى : لا يقولون بعصمتهم ..
آية الله التسخيري : نعم ، لا يقولون بعصمتهم ، ولا السنة ايضا يقولون بهذا ..
فتحي بن عيسى : ولكن السنة يقولون بعدالتهم التي قد ترتقي لمرتبة العصمة
آية الله التسخيري : نحن نرفض ذلك ، الصحابي بمجرد أنه رأى أو عاش مع الرسول لفترة قصيرة يصبح ويرتقي إلى مرتبة العدالة أو العصمة هذا لا يصح ...
فتحي بن عيسى : تجاوزا دعني أقول أن ما تفضلت به قد ينطبق على عوام (إن جاز التعبير) الصحابة ولكننا نتحدث عن كبار الصحابة كأبي بكر وعمر وعثمان ...
آية الله التسخيري : أنا سوف أقول لك .. إلى هذا الحد هذا أمر مقبول أن يناقش الصحابي على موقفه ، وأنتم تعلمون أن الصحابة اختلفوا ، أحيانا كانت بينهم مشادات قوية ، وأحيانا كان هناك سب بينهم ، ...
فتحي بن عيسى : ووصل الأمر للقتال بالسيف
آية الله التسخيري : نعم ، وجدنا صحابيا يقتل صحابيا ، وقتال معاوية وعلي واضح . أريد أن أقول هذه الحالة أنا أعتقد أنها طبيعية ولا توجب نفورا ، الحالة غير الطبيعية هي أن يبدأ انسان بالتطاول على شخصيات الصحابة ، هذا التطاول أنا لا أنكر أن بين الشيعة من يتطاولون ، هؤلاء أنا أعتقد أنهم متطرفون ، كما أن بين السنة متطرفين ، السنة أيضا فيهم حتى ممن ينتسبون إلى أهل العلم يكفرون الشيعة وينجسونهم ويحرمون ذبائحهم ويخرجونهم من الاسلام ويلعنونهم صباح مساء ، رأيتم أن مع الأسف أن قضية السب واللعن جرت في زمان بني أمية ، والآمام علي كان يسب على المنابر في صلوات الجمعة ، وهو أخو رسول الله ، أنا أعتبر هذه الحالات حالات متطرفة وأرى أن الخط الوسطي لدى الطرفين من الشيعة والسنة يجب أن يتحد في مقارعة هذه الخطوط المتطرفة وفي اسكات السفهاء في هذا المعنى ليتم التآلف القلبي المطلوب ، بقيت عندنا مسألة التشييع والتسنيين ، يعني التبشير المذهبي من طائفة في مناطق الطائفة الأخرى ، أنا شخصيا رفضت أن استعمل كلمة التبشير ..
فتحي بن عيسى : استعملت بدلا عنها كلمة التبليغ
آية الله التسخيري : التبشير اصطلحنا عليه أنه خاص بالمساحة المسيحية والتنصير ، أنا أعتقد أن الأخبار مكبرة في هذا المعنى
فتحي بن عيسى : تقصد موظفة
آية الله التسخيري : مكبرة ومهولة
فتحي بن عيسى : تقصد مضخمة
آية الله التسخيري : نعم مضخمة أكثر مما هي عليه ، أنا لا أعتقد أن هناك تخطيطا وتنظيما وراء عملية التبليغ الشيعي أو التبليغ السني لأن هناك تبليغ مقابل من الطرفين ، يعني في لبنان حتى في ايران في مناطق أخرى ...
فتحي بن عيسى : كل يحاول أن يتسحوذ على مناطق نفوذ في الجانب الآخر .
آية الله التسخيري : يعني بعض هذه الكتب كانت تدافع عن نفسها ، هذا طبيعي ، كل انسان يريد أن يدافع عن رأيه ، أنتم تعلمون أن عشرات الكتب السنية وعشرات الكتب الشيعية تدافع عن نفسها أو تهاجم الطرف الآخر ، لا نستطيع أن نقف أمام هذه الكتب التي تطرح ، وكذلك لا نستطيع أن نقف أمام اللقاءات الفردية التي تتم بين هذا وذاك ، أو أن فردا ما مثلا شيعيا طالع الانترنت وطالع هذه الكتب وتحول إلى سني أو بالعكس أن قلت لشيخنا العزيز الشيخ القرضاوي والأخوة قلت لهم لو أن فرد اقتنع وهو شيعي واعتنق الفكر السني ورآه الأفضل ، لو اصدرنا نحن وكل علماء الأرض فتاوى بمنعه ، فهو لا يؤمن بهذه الفتاوى ، اما أن يكون هناك تبليغ منظم فالأمر أراه كما قلت فيه اثارة وتكبير أكثر من اللازم ومهما جئي بأدلة أنا ناقشتها بشكل واضح ، بقي لدينا النقطة الأخيرة ما هي ؟
فتحي بن عيسى : الاعتراف بحقوق الأقليات
آية الله التسخيري : هذه حقيقة طبيعية جدا ، أنا أرفض تسمية اتباع المذهب الآخر بأقلية دينية ، الآن عندنا في ايران أهل السنة شاركوا مع أنهم أقلية شاركوا في بناء الثورة شاركوا في كل مناحي الحياة ولهم بشكل كامل حقوق المواطنة وحقوق الأخوة وهي أكثر من المواطنة في كل المجالات ....
دور ايران في نصرة السنة :
فتحي بن عيسى : ولكنكم لا تسمحون لهم بافتتاح مسجد خاص بهم في طهران ...
آية الله التسخيري : هذه القضية لا علاقة لها بحقوق السنة والشيعة ..
فتحي بن عيسى : أليس من حقهم أن يكون لهم مسجدا ...
آية الله التسخيري : لا لا أرجو أن تلحظوا شيئا فالمسألة ليست كذلك ، اولا هناك في ايران 7000 مسجد سني وربما أكثر ...
فتحي بن عيسى : ولكنكم صرحتم لصحيفة الشروق الجزائرية أنه لم يأت الأوان بعد لنفتح مسجد للسنة في ايران ؟!!!
آية الله التسخيري : قلت لك ليس هناك موقف من مسجد سني ومسجد شيعي ، وإن كنت أنا شخصيا لا أؤمن بسنية المسجد ولا بشيعيته ...
فتحي بن عيسى : وأن المساجد لله ..
آية الله التسخيري : نعم ، لكن هناك مناطق معينة حساسة لا يرى ولي الأمر صلاحية اقامة هذا المسجد هنا أو ذاك المسجد هناك ، يعني هذه الأمور تتبع المصلحة العامة والظروف العامة ، أنا قلت للشروق أن الوقت لم يحن ، وأن ناك ظروف خاصة في هذه المنطقة لا تسمح ..
فتحي بن عيسى : إذن أنتم كنتم تتحدثون عن منطقة معينة وليس عن كل ايران ؟
آية الله التسخيري : نعم ، يرى ولي الأمر أن هذه المنطقة الخاصة ليست مناسبة لاقامة هذا البناء أو هذا المسجد أو إلى ما إلى ذلك ، وقلت يجب تفهمني كما أن أتفهمك ، أنا شخصيا أتفهم أن الحكومة السعودية مثلا لا تسمح باقامة مسجد للشيعة في مكة المكرمة أو في المدينة المنورة مع أن المدينة فيها نسبة عالية جدا من الشيعة...
فتحي بن عيسى : تقصد درءا لما قد يحدث من فتنة ..
آية الله التسخيري : أحسنت ، هو هذا ، درء الفتنة ، ليس إلا ، وإلا في ايران كما قلت لك أكثر من 7000 مسجد ، في ايران أيضا لكي تعلم عزيزي عندما بدأت الثورة كان عدد علما أهل السنة وطلابهم لا يتجاوزن بضعة الآف ، أما اليوم فعندي أرقام رسمية هناك 37000 عالم وطالب علم سني في ايران وهناك تشجيع لمثل هذه الدراسات .
فتحي بن عيسى : تقصد يدرسون في الحوزات الشيعية كحوزة قم .
آية الله التسخيري : لديهم حوزات خاصة بهم ، وليس قم ، لهم حوزات سنية خالصة .
فتحي بن عيسى : هل تذكر لنا أشهرها ؟
آية الله التسخيري : مركز سلندج هذه المنطقة الكردية ، وفي بلوشستان ، في ايران عندنا شافعية وحنفية، الشافعية هم المنطقة الكردية المنطقة الغربية ، والحنفية يعيشون في المنطقة الشرقية ، يعني في منطقة سستان وبلوشستان وخراسان وشرق خراسان ، شرق ايران سني وغرب ايران سني شافعي حنفي ، كل له حوزاته الخاصة ، جامعاته الخاصة ، بل اقول لك الدستور كفل لهم في المناطق التي أكثريتها سنة هم يقضون وفق الفقه الحنفي أو الشافعي .

الزميل فتحي بن عيسى يحاور آية الله علي التسخيري
فتحي بن عيسى : على المذهب السني.
آية الله التسخيري : نعم على المذهب السني ، وحالاتهم الشخصية ، طبعا على المستوى العام الأمور التي تخص البلاد يلحظ القانون العام الذي يحكم البلد ، فأنا أعتقد أنه لا مشكلة لدينا ، بالعكس الشيعة يطالبون بأن تعطى أقليتهم في المناطق السنية أيضا حقوقهم ، وهناك شيعة كثر ، في السعودية كل المنطقة الشرقية نسبتهم عالية ربما يشكلون 10% من سكان السعودية ، هناك نسبة عالية في البحرين ، هناك ربما أكثرية في العراق ، هناك نسبة عالية في لبنان، أنا أرى أن هذه لا تشكل مشكلة جدية في تقريب العلاقات وتآلف القلوب، الحقيقة كل ما طرح لا يمنع من أن نقوم بعملية تقريب بين المذاهب ، أنا أريد أن أوضح ماذا نريد من التقريب ؟
فتحي بن عيسى : العودة إلى الأصل ؟
آية الله التسخيري : لا ، ليس المراد هذا .
فتحي بن عيسى : إذن ما هو المراد برأيكم ؟
آية الله التسخيري : المراد من التقريب بين المذاهب هو أن نكتشف أولا المساحة المشتركة ، كم هي هذه المساحة نكتشفها بين المذاهب ، المرحلة الثانية نعمل على توسعة هذه المساحة المشتركة من خلال الحوار الهادئ والجو الأخوي ، والمنطقي نوسع ، كثير من خلافتنا مصطنعة ، كثير من خلافاتنا لفظية، أحيانا تجد خلافا يبدو مستعصا عندما نتناقش معا ، نجد أنه خلافا في المصطلح أو في التعريف ، أنا أنظر إلى تعريف وأناقشه ، وأنت تنظر إلى تعريف معين وتناقشه ، ولا نصطدم، المرحلة الثانية أن نوسع ، المرحلة الثالثة أن نتعاون في تطبيق هذه المساحة المشتركة ما دامت مشتركة فيما بيننا ، فلماذا لا نتعاون في تطبيقها وتجسيدها .
المقصود بمصطلح السنة والشيعة :
فتحي بن عيسى : لماذا نتمسك بكلمة شيعي وسني ، ولا نتمسك باللفظ القرآني {{ هو سماكم المسلمين}} ، ونتعامل على هذا الأساس .
آية الله التسخيري : دعني أكمل المرحلة الرابعة وهي أن يعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه ، وأن نتعاون فيما اتفقنا عليه ، لابد أن تبقى خلافات ، هذا هو المعنى المراد من التقريب ، يعني إذا كنا مأمورين أن نبحث عن الكلمة السواء مع أهل الكتاب فكيف لا نبحث عن الكلمة السواء في داخلنا .
أما سؤالكم الكريم لماذا التمسك بهذه الألفاظ ، ففي الواقع هذه مصطلحات لا أكثر ، لتحديد أو للتعبير عن مواقف اجتهادية ، يعني الموقف الاجتهادي للشيعة له حدوده ، والموقف الاجتهادي للسنة له حدوده، هذه تعريفات لاختلافات اجتهادية .
فتحي بن عيسى : لو طلبت منكم أن توضح لنا ما معنى (شيعي) و(سني) في عبارة موجزة.
آية الله التسخيري : بالمعنى الدقيق الشيعي هو الذي يتبع ما وصل إليه من أهل البيت ويؤمن بأن النبي أوصى من بعده لأهل البيت عن طريق حديث الثقلين {{ إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي}}، برواية الترمذي، وعن طريق {{ إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت }} ، له أدلته ، يؤمن بأن الرسول العظيم أوصى بالتمسك بأهل بيته ، فما قاله أهل البيت هو يشكل كل التراث الشيعي ... أما السني فيؤمن أيضا بالرسول ولكن لا يؤمن بالوصية ، ولكن يؤمن بأن انتخاب المسلمين بعد الرسول هو الذي يجب أن يتحقق ، جيد ، هذا اختلاف اجتهادي!! هذا يرى بالوصية ، وهذا لا يرى بالوصية ، هذا في أصل المسألة .
أما بالنسبة للخلافات الفقهية والتراث الفقهي فنحن جميعا نؤمن بسنة رسول الله .
فتحي بن عيسى : هذه اللفظة (سنة رسول الله) تحتاج إلى تعريف محدد أيضا ، فالسنة عند الشيعة ليست هي نفسها عند السنة ؟
آية الله التسخيري : لا ، لا يوجد فرق بينهما أبدا ، يعني إذا كان الشيعة يؤمنون بما جاء به أهل البيت فأهل البيت يصرحون نحن لا نتحدث إلا عن سنة رسول الله ، يقول الامام الصادق حديثي حديث أبي ، حديث أبي حديث جدي ، حديث جدي حديث رسول الله ، يعني الشيعة والسنة كلاهما يؤمنان بسنة رسول الله ، قد يختلفان في الطريق إلى سنة رسول الله ، يعني أنت تؤمن بهذه الطريق ...
فتحي بن عيسى : أهل السنة يعتمدون الكتب الستة البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن حنبل ، وأنتم لا تعتمدونها وإنما تعولون على الكليني وما شابه
آية الله التسخيري : أنا أؤمن بهذا الطريق، الحقيقة الاختلاف في الطريق، ولكن الأصل والمرجع هو كتاب الله وسنة رسول الله ، وإذا اختلفنا في الطريق أحيانا ، ففي داخل الشيعة يختلفون في الطريق ، وداخل السنة يختلفون في الطريق ، وصحة الروايات وعدمها ، فأنا لا أرى اختلافا في الأصل بين الشيعة والسنة حول سنة رسول الله ابدا ، ولا أرى اختلافا بين الشيعة والسنة حول محبة أهل البيت .
حقيقة التشيع :
فتحي بن عيسى : إذا كانت الشيعة تعني محبة أهل البيت فكلنا شيعة ..
آية الله التسخيري : لا ، الشيعة ليست مجرد محبة، الشيعة محبة أهل البيت والالتزام بأقوال أهل البيت لأنهم يؤمنون بأن الرسول أمر باتباع أقوالهم وسياساتهم وعملهم الذي تم في اطار توجيهات رسول الله فلا أرى في هذا المجال فارقا أساسيا .
الموقف من دعوة العقيد لاقامة الدولة الفاطمية
فتحي بن عيسى : الدعوة إلى الدولة الفاطمية تناقلت وسائل الاعلام أنكم تؤيدونها ، ما الذي دفعكم لاتخاذ هذا الموقف، وكيف فهمتم هذه الدعوة ؟ طبعا هذه الدعوة أوجدت خلافا فهناك من يراها دعوة للتشيع ، وهناك من يراها دعوة للوحدة!! أنتم كيف رأيتموها ؟!!
آية الله التسخيري : أنا لم أؤيد الدعوة إلى الدولة الفاطمية أبدا ، وأعتقد أن المراسلين الذين نقلوا ذلك كانوا مخطئين ، أنا فقط قلت : أن هدف الأخ العقيد من طرح هذه الدعوة لم يكن هدفا مذهبيا ، لم يكن دعوة للتشيع أو دعوة للتسنن ، وإنما كان هدفه اصلاح الوضع ، (ليش) لأن العدو كان يستفيد ويحاول أن يستغل النزاع الشيعي السني ليمزق الأمة ، في حين كان الأخ العقيد إنما يقصد الخلاص من هذا النزاع وارجاع المؤشر إلى موضعه الحقيقي ، يعني مشكلتنا اليوم ليست مشكلة سنة وشيعة ، وإنما مشكلتنا مشكلة صراع بين هذه الأمة بكل خصائصها الثقافية والاستكبار والاستعمار العالمي الذي يحاول أن يبتزها هذه الخصائص، مشكلتنا مع العدو الصهيوني الذي هو رأس حربة للاستكبار العالمي ، أنا قلت أن الأخ العقيد نقل المؤشر إلى موقعه الحقيقي ، في حين يحاول العدو أن يخلق عدوا وهميا هو للشيعي السني ، وللسني الشيعي ، ....
فتحي بن عيسى : معذرة أنا لم أفهم كيف نقلها إلى الموقع الحقيقي ؟
آية الله التسخيري : أنا اقول أن الأخ العقيد حاول أن ينقل بطرحه فكرة الدولة الفاطمية ، الدولة الفاطمية تمتعت بخصائص ولها نقائص لا ريب، لكن من خصائصها المعروفة أنها انفتحت على كل المذاهب وقدمت الأزهر لكل المذاهب لتدرس فيها أراءها ، يعني كانت فيها حرية الرأي والعقلانية الاسلامية المطلوبة ، وانفتاح الجميع على الجميع، فكرة الدولة الفاطمية ليس المراد نقلها بكل سلبياتها وايجابياتها كما يقال (بعجرها وبجرها ) ، لا الأمر كذلك ، ولا أعتقد أن عاقلا يقبل نقل ذلك !! ولكن الفكرة والهدف منها كان القضاء على هذا النزاع السني الشيعي والعودة إلى الموقع الحقيقي لمعرفة النزاع .
فتحي بن عيسى : ألا ترى أن تسميتها ب (الفاطمية) هو سبب هذه الحساسية لدى البعض تجاه الفكرة التي تطرحها ، كونهم يربطون بين السيدة الزهراء والشيعة ؟!
آية الله التسخيري : هذا افراط في التصور ، هذا خطأ في التصور ، الدولة الفاطمية كما قلت لك دولة فيها نقائص وفيها حسنات ، أنا كنت أقول أن الأخ العقيد يريد أن يتخلص من هذا النزاع الوهمي وينقل الصورة إلى واقعها ولم أؤيد فكرة الدولة الفاطمية ولا اقامتها ولا أرى أن اليوم ممكن أن تقام دولة فاطمية بلغة الدولة الفاطمية ، فالدولة الفاطمية أيضا كانت تعتمد على حكومة الخليفة وديكتاتوريته تماما كالدولة العباسية والدولة الأموية ، يعني نحن انتهى عصر الحكومة المركزية التي لا تناقش ، والفاطمية أيضا من هذا القبيل ، أنا أقول الحالة ، الحالة المنفتحة في الدولة الفاطمية هي في الواقع نحتاجها ، نحن نحتاج إلى أن نتعامل بكل أخوة وبكل محبة وبكل حرية فيما بيننا ، مع الأسف الشديد المراسلون استفادوا من هذا أني أؤيد دولة فاطمية .
فتحي بن عيسى : تقصد أنهم نقلوا الخبر على طريقة (فويل للمصلين) .
آية الله التسخيري : هذا صحيح مع الأسف ، أنا قلت أنا أؤيد أن الأخ العقيد لم يكن يقصد إلا ارجاع المؤشر إلى موقعه الطبيعي .
فتحي بن عيسى : تقصد أنه كان يتحدث عن معنى سياسي وليس مذهبي ؟!
آية الله التسخيري : هو أراد أن ينفي المعنى المذهبي ، وبالعكس نحن ألبسناها لبوسا مذهبيا ، هو كان يقول ، أريد أن أوضح أن العدو اليوم يريد أن يوجد شرخا كبيرا في هذه الأمة ، فتارة يتحدث عن النفوذ الايراني وأخرى يتحدث عن أو يوحي بالنفوذ الشيعي ، ويكبر ويهول وبالتالي يحاول أن يوجد حقيقة كاذبة ، وبالعكس أيضا يحاول أن يقول أن يعني تكميل للمؤامرة أن التشيع يساوي الفرس ، وحينئذ لاحظوا المعادلة أن السنة تساوي العرب ، فالسنة يقفون ضد الشيعة والعرب ضد الفرس ، فيجب أن يكون النزاع عرقيا طائفيا هذا المراد ، أنا في أثناء حديثي قلت لهم هذا انكار للحقائق التاريخية ، أولا التشيع نشأ في الكوفة والكوفة بلاد عربية ، ثم أن الايرانيين خدموا التسنن أكبر خدمة .
فتحي بن عيسى : كيف؟
آية الله التسخيري : في زمان القرن الرابع الهجري كانت الدولة الفاطمية تسيطر على منطقة كبيرة من شمال أفريقيا ، كانت دولة الادارسة والدول الشيعية تسيطر على باقي المناطق ، كان الحمدانيون يسيطرون على الشام ، كان البوهيون يسيطرون على ايران والعراق ، يعني كان العالم الاسلامي محكوما للشيعة في القرن الرابع ، وكان الفكر السني مهددا في الواقع ، الذي أنقذ الفكر السني آنذاك هم العلماء الايرانيون يعني دور الامام الغزالي رحمة الله عليه ، دور إمام الحرمين الجويني وهذه الثلة من العلماء دعمت الفكر السني بكل قوة ، وأعطته قدرة واستمرارا أكبر على الثبات ، إذن لا نستطيع أن ننسب مذهبا إلى عنصر ، نقول التشيع فارسي ، والتسنن عربي ، هذا كلام غير صحيح ، أصلا هي مصادر الأخبار عند أهل السنة ، صحيح مسلم من هو مسلم ؟ مسلم نيسابوري ونيسابور هي منطقة موجودة الان باسم نيشابور تقرب من مشهد ، البخاري أيضا من مناطق ايران في خراسان الكبرى ، الترمذي ، ترمذ هي منطقة تقع الآن في طاجكستان ، وطاجكستان هي جزء كانت آن ذاك جزء من خراسان الكبرى ، يعني نحن يجب أن لا نصنف المذاهب تصنيفا عرقيا ، هكذا يريد عدونا ، عدونا يريد أن يصنفنا تصنيفا عرقيا وبالتالي يوجد صراعا مذهبيا عرقيا فيما بيننا ، أنا هناك أشرت إلى أننا يجب أن ننتبه إلى هذه المؤمرات ، والانتباه إلى هذه المؤمرات يعطينا صيانة ووقاية ومقاومة على تأثير هذا التآمر .
حقيقة اكمال الدين الاسلامي :
فتحي بن عيسى : شعار المؤتمر كان (إن الدين عند الله الاسلام) ، د. ابراهيم الغويل أفصح عما يقصد المنظمون بهذا الشعار ، بأن الاسلام ليس دين النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وإنما هو اسم يطلق على رسالة جميع الأنبياء والرسل وبهذا المعنى لا توجد مسميات يهودية ومسيحية وما شابه ، وأنما الجميع مسلمون ...
آية الله التسخيري : أنا أضيف إلى هذا الشيء، صحيح كل الأديان التي سبقت الاسلام هي الاسلام ، ولكن الدين الاسلامي فيه امتيازات ليست في باقي الأديان الأخرى ، يعني الدين الاسلامي هو خاتم الأديان ، وهو يجمع كل خصائصها الأصيلة التي امتدت {{ شرع لكم من الدين ما وصى به }} ، امتدت مع الأنبياء ، هو يجمعها بالاضافة إلى اضفاة هداية أعطها الله تعالى جعلت الاسلام هو المسرى الوحيد للهداية ، التعبير القرآني : {{ إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم }} ، التي هي أقوم توجد في اسلامنا نحن ، صحيح أن الأديان الشابقة كلها أديان اسلامية وصحيح أن ابراهيم يقول أسلمت وجهي لله رب العالمين ، صحيح كل هذه الأمور صحيحة لكن في الاسلام اضافات واشراقات أكثر جعلته الدين الخالد وجعلت تلك الأديان السابقة أديان مؤقتة ، أديان لعلاج مرحلة من مراحل البشرية ، أنا أعتقد أن المراحل التي مرت هي مراحل طفولة ومراحل مراهقة للبشرية ، أما عند بلوغ البشرية مستواها الجيد جاءها الاسلام الخاتم ، والاسلام الخالد ، والرسالة التي يمكنها أن تنظم مسيرة الانسان إلى يوم القيامة ، الحقيقة يجب أن نطرح الفكرة بهذا الشكل ، إن الدين عند الله الاسلام صحيح ، والاسلام يشمل كل الأديان صحيح ، ولكن هذا لا يعني أن اسلامنا ليس فيه اضافة ، بالعكس الدين الكامل {{ أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي }} ، الدين الكامل الذي لا يتحدد بمرحلة زمنية معينة كالأديان التي سبقته ، بل أقول الدين الناسخ للأديان السابقة ، هذا الدين الكامل هو اسلامنا العظيم الذي يجب أن نعتز به وأن نوضحه للآخرين ، أنا أعتقد أن ما قاله د. الغويل صحيح بهذا التوضيح .
معوقات العمل الدعوي :
فتحي بن عيسى : ما هي أهم معوقات عمل الدعوة الاسلامية ، كدعوة عالمية ؟
آية الله التسخيري : الدعوة الاسلامية أكبر العوائق أولها ما يضعه العدو من عوائق أمام هذه الدعوة ، وهذا أمر طبيعي ، فنحن لا نستطيع أن نفترض أن طريقنا مفروش بالورود ونمشي بسهولة ، العدو والشبهات التي يثيرها هذا أولا .
المانع الثاني الذي يمنعنا هو أحيانا الخلاف المذهبي الخلاف الذي ما كان المفروض به أن يطرح في مجال الدعوة إلى الاسلام ، يجب أن يتم تناسق كاملا وجدي بين كل الدعاة للوصول إلى الهدف وهو توضيح الحقيقة ، لو أن كل الدعاة وضحوا صورة الرسول العظيم الرائعة الانسانية التي يعبر عنها هو (إنما أنا رحمة مهداة)، هذا الموقف من الرسول الكريم لو اتفق الجميع على تبينه ما رأينا بعض الحمقى الغربيين يتطاولون على هذه الشخصية .
فتحي بن عيسى : تقصد أننا نحن من أعطاهم المبرر ؟
آية الله التسخيري : نحن مع الأسف لم ننسق فيما بيننا ، فأنا أعتقد أن هذا مانع آخر ... ومن الموانع الكبرى أننا لم نرب الكوادر المطلوبة ، الحاجة كبيرة جدا لكوادر تفهم الاسلام أولا ، لا أقول تفهم الاسلام بصورته ، تفهم الاسلام بروحه ، وتتفاعل مع هذه الروح أولا ، وثم تنطلق لعرض الصورة الاسلامية الكاملة ، والأفضل أن تكون بلسان قومهم بلسان المخاطبين ، مع الأسف نحن لم نرب الكادر المطلوب الذي يستطيع حمل هذه الرسالة الاسلامية السامية ، هذا أنا أعتقد أنه نقص ، إذن الموانع قلنا : خطط الأعداء، الخلافات التي ما كان لها أن تدخل لهذه الساحة ، عدم التنسيق بين الجهات التبليغية ، عدم تربية الكوادر اللازمة التي تستطيع أن تحمل صفات المبلغين الذين يبلغون رسالات الله ، رسالات الله ، التبليغ يعني الايصال إلى العمق ، ايصال الحقيقة بكل وضوح، البلاغ المبين ... العائق الآخر عدم تفهم دعاتنا لاسلامهم بشكل كامل ، ومن الموانع قدرتنا على مخاطبة الآخرين بلغاتهم .
فتحي بن عيسى : على مستوى الدعوى ظهر مصطلح أن الاسلامي يتلون بلون الداعية فأصبح لدينا اسلام ليبي واسلام باكستاني ومصري واسلام ايراني وآخر سعودي والآن نسمع باسلام أمريكي .
آية الله التسخيري : أحسنت ، هذا من الأخطاء الكبرى أن نصبغ الاسلام بلون مناطقنا الجغرافية أو لون مذاهبنا أو حتى لون تواريخنا التي تنفصل عن التاريخ الاسلامي ، ويجب أن نرقى إلى الشكل الذي أراده الاسلام ، الاسلام أراد لنا أن نفهمه بدقة وأن نبلغه بدقة ، حتى الرسول العظيم يقول القرآن : {{ ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين }}، الرسول العظيم ثم لقطعنا منه الوتين ، فكيف بالانسان الداعية وهو يتحدث باسم الاسلام ، يجب أن يفهم اسلامه جيدا، يجب أن يملك المنطق الحسن الذي يبلغه ، يجب أن لا يخشى في الله لومة لائم، والآية القرآنية تقول : {{ ويخشونه ولا يخشون احدا إلا الله وكفى بالله حسيبا}} ، الله يحاسبنا على كل خطوة وكل كلمة نقولها لأننا ننسبها إليه ، نقول : قال الله ، قال الاسلام ، قال الرسول ، هذا أمر عظيم جدا ، إما أن نكون بالمستوى أو نتخلى عن المسؤولية .
مرجعية واحدة للمسلمين :
فتحي بن عيسى : هل أنتم مع الدعوة لايجاد مرجعية واحدة للمسلمين تحسم هذا الخلاف بين الشيعة والسنة وسواهم من أطياف المسلمين وألوانهم .
آية الله التسخيري : أنا مع هذه المرجعية الواحدة شريطة أن تكون أبا للجميع ، بمعنى شريطة أن تحظى على ثقة كل المذاهب وكل التوجهات وكل ..يعني تمتلك أبوة كاملة ، الفاتيكان لا يمثل مرجعية واحدة ، هو يمثل مرجعية للكاثوليك فقط ، الأرثوذكس لديهم مرجعية إليكسي الثاني في روسيا ، ومرجعيات أخرى ، المسيحيون لا يملكون مرجعية واحدة ، المسلمون يمكنهم أن يملكوا مرجعية واحدة شريطة أن تكون ابا وتشمل الجميع وتعبر عن الجميع وتحقق تطلعات الجميع ، وأرى ذلك ممكنا ، ومع ذلك أنا لا أمانع في أن يكون للسنة مرجعية وللشيعة مرجعية ولكنهما مرجعيتان تنسقان مع بعضهما وأقول لك بصراحة هناك رغبة جامحة لدى المرجعية الشيعية للتنسيق مع المرجعية السنية وأحيانا تضغط أكثر من اللازم وتجد نوعا من الصدود هنا أو نوعا من الصدود هناك ، ولكن الظروف مهيأة للتنسيق بين المرجعيتين السنية والشيعة على الأقل حتى نستطيع أن نتخذ الموقف الواحد تجاه التحديات التي تواجه هذه الأمة .
فتحي بن عيسى : شكرا سماحة الإمام فقد أخذت من وقتك الكثير
آية الله التسخيري : حياكم الله
فتحي بن عيسى : كلمة أخيرة أو سؤال لم اسأله وكنت تتمنى لو أني فعلت ؟
آية الله التسخيري : يعني أنت سألت وبكل صراحة وأنا أشكرك على هذه الصراحة ، أنا أعود فأؤكد على أن الاطار العام الذي يوحدنا هو القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ولا نختلف عليها مطلقا ، وما عدا ذلك من مصادر ثانوية أنا أعتبر أن الايمان بأقوال أهل البيت مصدر ثانوي ، الايمان بأقوال الصحابة مصدر ثانوي ، المصدر الأول هو القرآن والسنة النبوية ، المصادر الثانوية يجب أن نستدل على حجيتها من المصدرين الأولين ، إذا أكد المصدران الأوليان أي مصدر ثانوي نقبله ، القياس مصدر ثانوي ، الاستحسان مصدر ثانوي .
فتحي بن عيسى : فردوه إلى الله وإلى الرسول
آية الله التسخيري : نعم ، الله والرسول هو المعيار في هذا الأمر ، نحن أيضا نستدل على حجية أهل البيت بالسنة الشريفة ، ولولا ذلك لما كانت حجية لي شيء، الحجية الأصيلة هي للقرآن والسنة النبوية الشريفة ، هذا ما نؤمن به جميعا كمسلمين ، وهذا ما نتوجه إليه جميعا ، اصولنا واحدة، قبلتنا واحدة، كتابنا واحد، رسولنا واحد ، ربنا قبل ذلك واحد، معادنا والايمان به واحد ، وتبقى هذه الخلافات الاجتهادية خلافات طبيعية ، يجب أن لا يضرني أنا إذا اختلفت معي، لا بأس جيد ، إذا اختلفت معي نتناقش إذا استطعت أن أقنعك أو تقنعني فأهلا وسهلا ، إن لم يقنع أحدنا الآخر فليعذر بعضنا بعضا ونبقى أخوة أحبة ، نحمل نفس المسؤولية ونفس التطلع لتحقيق أمال هذه الأمة الكبرى، إذا بلغنا هذه الحالة أنا أعتقد أننا نستطيع أن ننصر رسول الله ، وأعتقد نصبح الأمة التي ألف الله قلوبها ، والقرآن العظيم يحدثنا عن عناصر النصر الأول بقوله : {{هو الذي أيدك (شخصية القائد الرسول) بنصره (نصر الله) والمؤمنين (عنصر من عناصر النصر) وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم}} ، أسأل الله أن ينزل علينا لطفه ورأفته ورحمته ويؤلف بين قلوبنا لنكون جميعا أمة تقف خلف رسول الله وتطبق قرآنها في الأرض.
التقية والشيعة :
فتحي بن عيسى : وكأني بقارئ يقرأ هذه المقابلة وسيعلق بالقول وأنا هنا أحب أن أسمع ردكم عليه ، ما تفضل به سماحة الإمام
نوع من أنواع التقية التي يتقنها أهل الشيعة ؟
آية الله التسخيري : هذه عملية تشكيك لا يرضاها الاسلام !! الاسلام يريد للمؤمن عندما يسمع من أخيه يسمعه بكل طمأنية ، أنا ما الذي أخافه منك حتى أتقي!! هي تقية (بفتح التاء) وليست تقية (بضم التاء) ما الذي يخيفني منك حتى أتقي ، التقية يا أخي حالة طبيعية لكل عامل في سبيل قضية كبرى ، الآن كل هؤلاء الثوار في العالم كل هؤلاء أصحاب المبادئ هل يكشفون كل ما لديهم من تفاصيل أمام أعدائهم ، أو أمام الطغاة والمستكبرين !! لا ، إذا رأى ضغطا عليه فهو لا يكشف كل حقيقته ، هذه حالة طبيعية !! حتى الرسول العظيم أحيانا كان يتعامل مع هؤلاء المنافقين بنوع من المداراة وسمها أنت تقية ، يعني عبد الله ابن أبي سلول كان يأتي إلى بيت الرسول والرسول يضحك في وجهه وهو يعلم من هو هذا المنافق ، تسمي هذا تقية !! ما أدري سمها ما شئت .
فتحي بن عيسى : النتيجة واحدة.
آية الله التسخيري : المداراة هي من صفات المؤمن ، روايات الرسول وأهل البيت تؤكد على المداراة ، المدارة هي نوع من التقية ، عدم طرح كل الأفكار أمام ظالم جبار قاتل هو نوع من التقية، العقللاء هكذا يسلكون ، القرآن يقول : {{ إلا أن تتقوا منهم تقاة}} ، القرآن يتحدث عن قضية عمار بن ياسر ، هذه قضية قرآنية عقلية طبيعية
فتحي بن عيسى : أرجو أن لا تنطبق على حديثنا الآن ؟
آية الله التسخيري : لا ، لا علاقة لها بحديثنا ، إنما قلته لك هو قلب مكشوف للواقع القائم ونرجو أن نحذف من أدبياتنا كما قلت نحذف قضية تحريف القرآن نحذف قضايا الشكيك والتقية وأمثال ذلك
فتحي بن عيسى : شكرا سماحة آية الله علي التسخيري
آية الله التسخيري : اسأل الله جل وعلا أن يمن عليك بالتوفيق وابلاغ الحقيقة وحسن العاقبة.
طرابلس - خاص ليبيا اليوم


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.