أحالت دائرة الاتهام بنابل ملف قضية قتل على أنظار الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بقرمبالية تورط فيه أربعة متهمين و أحيل فيها المتهم الرئيسي بحالة فرارمن أجل تهمة القتل العمد المقترن بجريمة أخرى وهي السرقة وهو مفتش عنه كذلك في قضايا اصدار صكوك بدون رصيد في حين تم اصدار بطاقة ايداع في شأن شركائه وهم زوجته وقريبان له «وناس» شاب عمره 36 عاما متزوج وله أبناء وهو يمتهن العمل كتاجر استقر بالسكنى بمسقط رأسه بولاية القيروان ثم انتقل ليستقر بولاية بن عروس كانت حياته تسير على أحسن مايرام الى أن تعرض الى عملية قتل بطريقة فظيعة على يد زميل له وصديق عمره حيث عمد الى ذبحه من الوريد الى الوريد و ألقى جثته بمدينة بني خلاد حيث عثر عليها أعوان الأمن أواخر شهر سبتمبر 2009 وباشروا تحرياتهم في الجريمة. وبسماع زوجة الهالك ذكرت أن زوجها كان يعمل كتاجر للزيوت النباتية ويملك سيارة ينقل على متنها البضاعة وخلال شهر رمضان 2009 اقتنى زوجها 30 طنا من الزيت وسعى الى بيعها حتى يتسنى له الحصول على نسبة فائض هامة من الشركة التي يعمل بها وقد أعلم زوجته أنه سيبيع الكمية لصديق له كان توسط له للعمل بشركة زيوت أخرى وتم تسليمه شاحنة لبيع الزيوت مماثلة لشاحنته الا أنهما لم يتفقا في البداية على الثمن مما جعل وناس يفكر في العدول عن فكرة البيع. استدرجه وذبحه و يوم الجريمة هاتفه صديقه التاجر وطلب منه ملاقاته لأنه قرر اقتناء كمية الزيت منه والمقدرة ب1800 كلغ وقد طلب «وناس» من زوجته تمكينه من الأموال التي جمعها والمتأتية من عملية بيع الزيت وقدرها 5 آلاف دينار ليتحول بعد بيع الزيت الى الشركة التي يعمل بها ويقوم بالمحاسبة ثم غادر المنزل وقد هاتف «وناس» زوجته في أكثر من مناسبة و أعلمها أنه بصدد انتظار صديقه التاجر ليبيعه الزيت وقد طال انتظاره الى ساعة متأخرة من الليل لتنقطع أخباره بصفة فجئية عن زوجته ثم تم العثور عليه ظهر اليوم الموالي مذبوحا وملقى بالطريق العام ببني خلاد كما تمت سرقة أمواله و سيارته والبضاعة التي كانت بحوزته. عائلة في قفص الاتهام بانطلاق التحريات في الجريمة انحصرت الشبهة في صديق الهالك الذي بمحاولة ايقافه اتضح أنه فر خارج البلاد بعد تنفيذ الجريمة فتم ايقاف زوجته وقريبين له ساعداه في عملية الفرار وباحالتهم على قاضي التحقيق الأول بالمحكمة الابتدائية بقرمبالية وجهت لزوجة القاتل الفار تهمة المشاركة في القتل العمد اثر ارتكاب الجاني لجريمة أخرى وهي السرقة في حين وجهت لقريبيه تهمة اخفاء شخص تفتش عنه السلط العمومية وتخليصه من قبضتها وتسهيل ومساعدة شخص والتوسط بتنظيم عملية مغادرته خلسة للتراب التونسي. وباستنطاق زوجة القاتل ذكرت أن زوجها عاد الى المنزل يوم الجريمة وثيابه ملطخة بالدماء مما أثار استغرابها و طلب منها غسل تلك الثياب ثم قام باتلافها و بركوبها الشاحنة معه فاحت منها رائحة الدماء وكأنه تم ذبح شخص داخلها كما لاحظت أن زوجها يتحوز ببضاعة مضاعفة من الزيت أكثر مما يملك ولكن لم يخبرها البتة بارتكابه لجريمة قتل بل ذكر لها أنه تعرض الى عملية اعتداء حيث تم تعنيفه رفقة صديقه الهالك أثناء استلام وتسليم البضاعة بغاية سرقتهما وقد تعرض صديقه الى اعتداء قاتل وهو يخشى أن يتم اتهامه بقتله بسبب وجود آثار بصماته على شاحنة الهالك وقد مكنها من مبلغ مالي وصكين بنكيين وقام بنقلها على متن سيارة قريبه الى جهة قابس ومنها الى بن قردان حيث تركها بمنزل والديه وودعهما و أعلم قريبيه بأنه مورط في قضايا اصدار صكوك دون رصيد كما أنه يخشى التورط في قضية قتل صديقه الهالك فوعداه بأن يتدبرا أمر تهريبه الى التراب الليبي وذلك ماتم فعلا. وباستنطاق قريبي المتهم الرئيسي أكدا أنهما نقلاه من جهة قابس الى بن قردان في ساعة متأخرة من الليل صحبة زوجته وابنه عن حسن نية ولم يعلما بقتله لصديقه نافيين مساعدته أو التوسط له في «الحرقان» الى ليبيا. فأصدر قاضي التحقيق في شأنهم بطاقات ايداع بالسجن وسيقدمون للمحاكمة قريبا في حين مازال المتهم الرئيسي في القضية متحصنا بالفرار.