ليعلم أولادنا و الاجيال القادمة أننا لم نخن مبادئ شهدائنا وفقة مع الشهيد الثاني رحمه الله : الشهيد مصطفى بن بولعيد لم يعد مكان يذكر فيه الشهداء الأبرار رحمهم الله الا المناسبات و الترحم عليهم !!!
و نحن على مشارف نوفمبر المجيد من سنة 54 حيث كان هناك رجال مؤمنين بقضية الشعب الجزائري الذي اصبح مقهورا على جميع المستويات و في جميع الحالات أرى أنه من الضروري اعادة النظر في احياء مبادئ هؤلاء الشهداء الأكابر و المثقفين الذين ضحوا يمستقبلهم العلمي و بأرواحهم لينعم الشعب الجزائري بحرية و عدالة و استقرار و أمام خفق وزراء في المسؤولية التس كلفوت بها اليهم وأمام عدم مشاركة شريحة من الخبراء و المثقفين في صنع القرار السياسي و الاجتماعي و العلمي و دراسة استراتجيات متوسطة و بعيدة المدى ؛ ها نحن و جامعاتنا ترتب حسب هيآت عالمية نزيهة؛ تصنف جامعات الجزائر بالأسوء جامعات في العلم! هل أنا هو المسؤول أم الطلبة و الطالبات الجامعيين عن هذا التدهور الغير المشرف لارض أجدادي؟ ليت وزسر التعليم العالي معالب الززير رشيد حراوبية يتذكر أؤلائك الرجال و الطلبة الجامعيين الذين وهبوا أنفسهم لاستقلال البلا و لينعم خلفهم بالتربية و التعليم و الرفاهية فهل يا وزراء الجزائر تسمعون؟؟؟
ولد الشهيد مصطفى بن بولعيد بن محمد بن بولعيد في شهر فيفري 1917 بمنطقة أريس ولاية الاوراس من أسرة ميسورة الحال، تلقى دراسته الابتدائية حتى مستوى الشهادة الأهلية باللغتين بباتنة بدأ مصطفى بن بولعيد يزاول نشاطه السياسي في سن مبكر، وفي سنة 1944 دعي الشهيد للتجنيد الإجباري في الجيش الاستعماري غير أنه رفض الانصياع للإدارة الاستعمارية وتمرد عليها وألقي عليه القبض وزج به في السجن بمدينة قالمة حيث بقي فيه ثمانية أشهر، ثم أطلق سراحه أثناء الحرب العالمية الثانية، وبعد عودته من جديد إلى مسقط رأسه واصل القائد بن بولعيد نشاطه السياسي بإصرار وتفان أكثر، ضمن حزب الشعب الجزائري وذلك خلال عام 1946 ثم في حزب حركة انتصار الحريات الديمقراطية بعد ظهوره عام 1947م الذي رشحه لانتخابات المجلس الجزائري سنة 1948 بسبب حيويته وقدرته التنظيمية ثم عين عضوا في اللجنة المركزية للحزب، وبعد ذلك عضوا في اللجنة الثورية للوحدة والعمل. ثم كلف بتنظيم الحركة السرية والإعداد للعمل والتنظيم في قطاع الأوراس. وبعد أربعة أشهر من اندلاع ثورة الفاتح نوفمبر عمل بن بولعيد على تنظيم الطرق التي تضمن إيصال السلاح من تونس وليبيا إلى الجزائر، وقد قبض عليه عندما كان يحاول الدخول إلى ليبيا في 12 فيفري 1955، وأدخل سجن القصبة العسكرية بقسنطينة وقدم للمحاكمة أمام محكمة قسنطينة العسكرية فحوكم مرتين إحداهما بالإعدام والثانية بعشرين سنة سجنا. واستطاع هذا البطل المغوار الفرار من سجن الكدية بقسنطينة الذي نقل إليه مع عدد من المسجونين وذلك رغم الحراسة المشددة بالأسلاك الشائكة والأسوار العالية، وعاد من جديد إلى صفوف المجاهدين ليواصل مهمته في الكفاح والنضال، ولقد شاء القدر أن تكون نهاية مصطفى بن بولعيد بواسطة طرد ألقيت به طائرات العدو، حيث عثر المجاهدون على جهاز إرسال ضخم بداخل هذا الطرد إلا أن الجهاز كان بدون بطاريات. وعندما حاول أحد المجاهدين –وهو خبير في المفرقعات- تشغيل هذا الجهاز بعد إحضار البطاريات وتركيبها وذلك بحضور الشهيد بن بولعيد الذي جاء ليأمر الجميع بترك الجهاز والاستعداد للذهاب لمقر الاجتماع وما هي إلا لحظات من دخول الشهيد عتبة باب المنزل الصغير حتى دوي انفجار رهيب أزال المنزل من الأساس، واستشهد بن بولعيد مع خمسة من المجاهدين وذلك إلى 22 مارس 1956 بالجبل الأزرق بالأوراس.