أثار برنامج تلفزيوني نشرته القناة الأولى الألمانية 'ا. ر. دي' جدلا كبيرا في أوساط الجالية الإسلامية في المانيا بعد انتقاده لموضوع الحجاب والالتزام بأوامر الشريعة الإسلامية وحقوق النساء الغائبة للمرأة المسلمة داخل ألمانيا حيث استضافت مقدمة البرنامج أليس شفارتزر والتي تعرف نفسها في كثير من الأحيان بأنها ناقدة للدين الإسلامي في برنامجها الحواري أعضاء برلمان وساسة ألماناً بالإضافة إلى المخرجة الألمانية التركية غونر ياسمين بالاسي. وتأتي هذه الحلقة بعد الخطاب الاخير للرئيس الألماني كريستيان فولف في الذكرى العشرين لتوحيد شطري ألمانيا، الذي أعلن فيه أن الإسلام أصبح جزءاً من ألمانيا والذي أثار جدلاً حاداً في الأوساط السياسية إلى درجة أن عددا من السياسيين الألمان أصدروا تحذيرات من مساواة الإسلام بالمسيحية واعتبروا أن أقوال الرئيس لا تمثل جميع الألمان، هذه الأقوال وغيرها كانت الدافع لإثارة الموضوع مجددا إعلاميا على الأقل لتتساءل شفارتزر إن كان الإسلام والشريعة والحجاب هي جزء حقا من الثقافة الألمانية والمجتمع الألماني. وفي حين تعددت الإجابات ما بين مؤيد ومعارض بين أحزاب اليسار والتي تنادي باندماج أكبر للمسلمين وأحزاب اليمين والتي ترى بأن الإسلام ليس جزءا من الثقافة الألمانية وبأن تزايد أعداد المسلمين يهدد وجود المانيا جاء الهجوم الأكبر من المخرجة السينمائية الألمانية التركية غونر ياسمين بلاسي والتي اعتبرت الإسلام ذا ثقافة ذكورية وبأن تطبيق الشريعة لا يخدم الكثير من الفتيات اللواتي يجبرن على ارتداء الحجاب بحسب قول الأخيرة ولا يسمح لهن بالاندماج المطلوب داخل المجتمع الألماني، وأشارت بلاسي إلى أنها وبحكم كونها تركية ألمانية ونشأت في مجتمع مختلط وبحكم معايشتها لكثير من العائلات التركية التي تسكن المانيا فان عددا كبيرا من فتياتها اللواتي يلبسن الحجاب أو يضعن غطاء الرأس يفعلنه اما مكرهات واما لانهن يخشين من نبذهن من مجتمعهن الأسري أو ضمن الجالية ولذلك لا يجرؤن على إتيان فعل آخر. هذا الكلام اثار انتقادات واسعة بين صفوف الجالية الإسلامية في المانيا وأثار جدلا كبيرا في الوسط الإعلامي الألماني، صحيفة 'دي فيلت' الألمانية كتبت في افتتاحيتها بأنه كان غير متوقع سماع كل هذا الهجوم عن الإسلام خاصة من مسلمة تعيش في المانيا، وقالت الصحيفة إن الدفاع الوحيد عن الإسلام جاء من طرف ساسة ألمان كعضو البرلمان من حزب الخضر هانز كريستيان شتروبله الذي حاول جاهدا تفنيد أقوال بلاسي إلا أنه وبرغم حنكته السياسية بدا عاجزا تماما. في ظل احتدام النقاش في ألمانيا حول اندماج الأجانب والمهاجرين في المجتمع، لاسيما المسلمين منهم، أعلن الرئيس الألماني كريستيان فولف في خطابه يوم الأحد الماضي تشرين الأول (أكتوبر) بمناسبة مرور عشرين عاماً على توحيد ألمانيا، أن الإسلام صار جزءاً من ألمانيا، وطالب بكل وضوح بمزيد من الاحترام له. يذكر أن المجتمع الألماني يشهد جدلا واسعا بعد أقوال الرئيس الألماني عن وجوب احترام الإسلام في المانيا إلا أن الكثيرين في ألمانيا لا يشاطرونه الرأي، وخصوصاً أعضاء حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي الذي ينتمي إليه، إذ قال عدد من أعضاء البرلمان الألماني إن الإسلام لا ينتمي إلى ألمانيا مثل المسيحية واليهودية. رئيس لجنة الشؤون الداخلية بالبرلمان الألماني، فولفغانغ بوسباخ انتقد خطبة الرئيس الألماني بقوله 'ما هو الإسلام الذي يقصده السيد فولف؟ هل هو ذلك الإسلام المطبق في عدد من الدول ويناقض مبادئ الحرية والديمقراطية السائدة هنا؟ هذا الإسلام لا ينتمي إلى بلادنا'. من ناحيته شدد رئيس رابطة الجالية التركية في ألمانيا، كينان كولات، في حديث لإذاعة جنوب غرب ألمانيا 'إس في إر' على دعمه لتصريحات الرئيس الألماني، وأكد أنه 'خلال عقود قليلة سيتحدث المرء عن ثقافة مسيحية ويهودية وإسلامية في ألمانيا... لكن في الوقت الراهن يرى بعض السياسيين في هذا الأمر علامة من علامات زوال جمهورية ألمانيا الاتحادية'. ولفت كولات الانتباه إلى أن أحوال كثير من المهاجرين أفضل مما يتوقع غالبية الألمان، وأن كثيراً منهم يسعون إلى تحسين ظروفهم، مستدلاً على ذلك بتحسن معدلات التحصيل الأكاديمي لأطفال المهاجرين، حتى من ينتمون للشريحة الاجتماعية المتدنية في المجتمع.