خميس بن بريك - تونس أنهى المخرج التونسي شوقي الماجري تصوير فيلمه الروائي الطويل "مملكة النمل" الذي يروي معاناة الفلسطينيين اليومية داخل الأراضي المحتلّة، ويسترجع ماضي فلسطين وتضحيات شهدائها. ويتوقع أن تجهز النسخة الأولى من الفيلم في مارس/آذار المقبل. وكان الماجري قد صور سابقا أغلب المشاهد في سوريا منذ أشهر، ثم انتقل إلى تونس حيث صور في عدد من مدنها ومنها مدينة الهوارية الساحلية (شمال شرق) المعروفة بمغاورها. واختار الماجري التصوير داخل المغاور لكونه يراوح في فيلمه بين معاناة الفلسطينيين فوق الأرض وبين لجوئهم إلى الكهوف "الممتلئة بعبق التاريخ بحثا عن السكينة والحب والسلام"، حسب تعبيره. المخرج التونسي شوقي الماجري (الجزيرة نت) ويقول الماجري للجزيرة نت إن "الفيلم يصوّر عالما فوق الأرض تسوده الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني المقاوم، وعالما تحت الأرض يرمز إلى عراقة فلسطين وتوق أهلها للسلام". ونفى الماجري أن يكون هناك أي تشابه بين المغاور التي يتحدث عنها والحياة داخل الأنفاق التي يشقها الفلسطينيون في قطاع غزة وما يجري من تهريب، مثلما يعتقد البعض. حب وجدار ويروي فيلم "مملكة النمل" قصة حبّ تجمع شابا مقاوما يدعى طارق وجليلة التي تنجب منه طفلا بالسجن، فيسير على خطى أبيه إلى أن يستشهد خلال الانتفاضة دون أن يتمكن أبوه المطارد من رؤيته. ويتحدث الفيلم أيضا عن الجدار العازل الإسرائيلي الذي يمزق أوصال المدن الفلسطينية. ويلعب أدوار البطولة نخبة من النجوم الممثلين الأردنيين والفلسطينيين، منهم جميل عواد ومنذر الرياحنة وصبا مبارك وجوليت عواد، والطفل الفلسطيني عبد اللطيف عثمان والتونسية صباح بوزويتة، إضافة للممثل السوري عابد فهد الذي يتقمص دور ضابط إسرائيلي. ويجسد الممثل جميل عواد دور "أبو النمل"، وهو شخصية مركزية، يقول عنها المخرج إنها "تفكر كالنمل الذي يبني ممالكه ومخازنه تحت الأرض". جميل عواد في دور "أبو النمل" (الجزيرة نت) أبو النمل و"أبو النمل" هو شيخ فلسطيني يعيش معظم أوقاته داخل المغاور، حيث يحتفظ بعظام الشهداء الذين قتلوا دفاعا عن فلسطين، وهو "ينقل ذكراهم وإرثهم إلى الأجيال المتعاقبة"، على حد قول الماجري. ويضيف المخرج "هناك رسالة بأنّ القضية الفلسطينية ليست دفاعا عن الحاضر والأحياء فقط، وإنما هي دفاع عن الماضي والشهداء"، في دعوة للوقوف أمام ما تقوم به آلة الحرب الإسرائيلية من تجريف للقبور الفلسطينية. يذكر أنّ الفيلم إنتاج تونسي عربي، تشارك فيه شركة "الضفاف" التونسية بدعم من وزارة الثقافة التونسية، وراديو وتلفزيون العرب (أي.آر.تي)، وقطاع الإنتاج في مصر. وتبلغ ميزانيته حوالي مليونيْ دولار، وفق ما صرح به المنتج نجيب عياد. "ومملكة النمل" هو أول فيلم طويل لشوقي الماجري، وهو العمل الثاني له الذي يتناول القضية الفلسطينية بعد مسلسل "الاجتياح"، الذي جسّد العدوان الإسرائيلي على مخيم جنين إبان انتفاضة الأقصى. والماجري من المخرجين التونسيين الذين ذاع صيتهم وحصل على جوائز عربية وعالمية، وأخرج عدّة مسلسلات من بينها "الاجتياح" و"هدوء نسبي" و"أسمهان"