اعتمد المجلس الدولي لحقوق الإنسان تقرير جولدستون الذي يدين الانتهاكات الإسرائيلية في حرب غزة الجمعة 16-10-2009، وصوتت 25 دولة من إجمالي أعضاء المجلس البالغ 47 دولة لصالح اعتماد التقرير، في حين رفضت ست دول اعتماد التقرير، وامتنعت 11 دولة أخرى عن التصويت وتغيبت 5 دول أخرى. وأظهرت نتائج التصويت، وفقا للمراقبين، انقساما "كبيرا" في أصوات الدول الأوروبية الأعضاء في المجلس، و"أقل حدة" بالنسبة للدول التابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي، بينما بدت المجموعة العربية في المجلس الوحيدة التي خرجت متحدة ومتماسكة في موقفها المؤيد لاعتماد التقرير. وشملت الدول التي صوتت لصالح اعتماد التقرير كلا من: مصر والبحرين وقطر والسعودية والأردن وإندونيسيا وباكستان وبنجلاديش وجيبوتي وروسيا والسنغال ونيجيريا وغانا وجنوب إفريقيا وليبريا وموريشيوس والأرجنتين والبرازيل وبوليفيا وتشيلي والصين والهند ونيكاراجوا والفلبين وكوبا. وتصدرت الولاياتالمتحدة الدول التي رفضت اعتماد التقرير إلى جانب خمس دول أوربية هي: هولندا وإيطاليا والمجر وأوكرانيا وسلوفاكيا. ومن بين الدول الإحدى عشر التي امتنعت عن التصويت، 4 دول أوربية هي: بريطانيا وبلجيكا والنرويج وسلوفينيا، و3 إفريقية هي: الكاميرون والجابون وبوركينا فاسو، إضافة إلى اليابان وكوريا الجنوبية من آسيا والمكسيك من أمريكا الشمالية والأورجواي من أمريكا الجنوبية. ويلاحظ أيضا أن 3 من الدول الأوربية التي شملتها الجولة الخارجية الحالية للرئيس المصري "حسني مبارك" إما رفضت اعتماد التقرير أو امتنعت عن التصويت؛ حيث رفضت اعتماد التقرير كل من المجر وإيطاليا بينما امتنعت سلوفينيا عن التصويت. وتغيبت عن التصويت خمس دول أخرى هي: فرنسا وقرغيزستان ومدغشقر والبوسنة وجزر ماروتيوس في المحيط الهندي. انقسام أوروبي واتحاد عربي ويشير مراقبون إلى أن نتائج التصويت على تقرير جولدستون في المجلس الدولي لحقوق الإنسان أظهرت أن موقف المعسكر الأوروبى من التصويت كان الأكثر انقساما، ويبدو أن الأوروبيين -وفقا للمراقبين- واجهوا موقفا حرجا، فالقبول بمشروع القرار لم يكن مطروحا، والخيار كان بين الرفض أو الامتناع، لكن الرفض كان سيترتب عليه آثار سلبية على العلاقات الأوروبية العربية والإسلامية وربما الإفريقية أيضا، كما كان سيفتح على الأوروبيين بابا واسعا من الانتقادات وسيفقدهم مصداقيتهم أمام العالم. ولم تسلم منظمة المؤتمر الإسلامي هي الأخرى من الانقسام، وفقا للمراقبين، لكن على مستوى محدود إذ خرجت كل من الكاميرون وبوركينا فاسو والجابون عن موقف المنظمة بامتناعها عن التصويت، ولم تصوت البوسنة والهرسك التي تحظى بوضعية عضو مراقب بالمنظمة منذ عام أربعة وتسعين. وظهر جليا من خلال نتيجة التصويت، وفقا للمراقبين، أن المجموعة العربية بالمجلس هي الوحيدة التي خرجت متحدة ومتماسكة وربما أقوى من هذه المعركة الدبلوماسية. ورحبت الدول العربية والسلطة الفلسطينية وعدة فصائل فلسطينية -بينها حماس- باعتماد تقرير جولدستون، واصفة إياه بأنه انتصار يحسب للقضية الفلسطينية. التقرير باتجاه الجنائية ويدعو تقرير جولدستون مجلس الأمن التابع لمنظمة الأممالمتحدة إلى إحالة القضية إلى المحكمة الجنائية الدولية إذا لم يحقق الإسرائيليون والفلسطينيون في الانتهاكات المنسوبة لهم. وفي هذا الصدد، اتجه وفد فلسطيني إلى المحكمة الجنائية الدولية لتقديم وثائق جديدة تدين إسرائيل الجمعة 16-10-2009 وذلك بعد ساعات من اعتماد المجلس الدولي لحقوق الإنسان تقرير جولدستون. وأعلنت المحكمة الجنائية الدولية في بيان لها الجمعة أن "المدعي لويس مورينو أوكامبو (رئيس المحكمة الجنائية) استقبل وفدا فلسطينيا برئاسة وزير العدل في السلطة الفلسطينية علي خشان"، وقدم الوفد الفلسطيني وثائق جديدة تدعم طلب التحقيق الذي رفع بداية 2009.
مصدر الخبر : a href="http://www.facebook.com/sharer.php?u=http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=1138&t=تقرير "جولدستون".. من وافق؟ من رفض؟ من امتنع؟&src=sp" onclick="NewWindow(this.href,'name','600','400','no');return false"