كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية السبت 17-10-2009 أنها اطلعت على وثائق تؤكد أن برنامجا أطلقته الحكومة البريطانية في وقت سابق تحت غطاء المساعدات الاجتماعية للمسلمين وتتجاوز كلفته مائتي مليون دولار، يهدف في حقيقته إلى "التجسس على المسلمين الأبرياء وجمع معلومات عنهم". وأضافت الصحيفة أن البرنامج، الذي وصف ب"أضخم عملية تجسس" في التاريخ المعاصر لبريطانيا، تم إطلاقه قبل ثلاثة أعوام تحت شعار "منع التطرف العنيف"، ويهدف إلى جمع معلومات حساسة عن "الأبرياء المسلمين" الذين يعيشون في بريطانيا ممن لا ينخرطون في أنشطة إجرامية، ويتم توجيه البرنامج وجهة استخباراتية بدلا من الطبيعة الاجتماعية المعلنة له. وتشمل المعلومات التي تجمعها السلطات، بحسب "الجارديان"، وجهات النظر السياسية والدينية، ومعلومات عن الصحة العقلية، والنشاط الجنسي، وغيرها من المعلومات الحساسة، ويتم تخزين المعلومات عن الأشخاص المعنيين حتى بلوغهم سن ال100. وأوردت الصحيفة أمثلة، منها أن السلطات ضغطت في مقاطعة ميدلاند على جمعية لتمويل مشروع للصحة النفسية لمساعدة المسلمين من أجل تمرير المعلومات إلى الاستخبارات، كما أعلنت إحدى الجمعيات التي تقدم مشاريع جديدة للشباب في لندن أنها تتعرض لضغوط من قبل شرطة العاصمة لتقديم أسماء وتفاصيل عن الشباب المسلم كشرط للتمويل. إهانة للحريات ووصفت شامي تشاكرابارتي، مديرة المركز الوطني للحريات المدنية في بريطانيا (ليبرتي)، البرنامج البريطاني بأنه "أضخم عملية تجسس في بريطانيا في العصر الحديث، وأنه إهانة للحريات المدنية". وشددت الجارديان على أن "برنامج التجسس الداخلي لجمع المعلومات عن الأبرياء يعتمد في الأساس على دينهم وليس بسبب سلوكهم". من جهته، دافع الناطق باسم وزارة الداخلية عن البرنامج قائلا: إن "أي مزاعم بأن إستراتيجية المنع تقوم على التجسس هي ببساطة خاطئة، فالبرنامج يعمل مع المجتمعات المحلية لحماية الضعفاء ومعالجة الأسباب الجذرية للتطرف"، موضحا أنه يتم جمع المعلومات الاستخبارية كجزء من برنامج اجتماعي؛ "لمنع التطرف واستدراج الأفراد إلى إيديولوجية تنظيم القاعدة وارتكاب أعمال إرهابية"، على حد قوله. سخط بين المسلمين ما كشفت عنه "الجارديان أثار ردود فعل غاضبة لدى بعض أبناء الأقلية المسلمة في بريطانيا، حيث قالت زريب روحي أحمد، المديرة التنفيذية لمنتدى مسلمي بريطانيا، ل"إسلام أون لاين.نت" عبر الهاتف: "من شأن ذلك أن يثير السخط لدى الأقلية المسلمة ويغذي مشاعر الغضب ويعطي فرصة لمتطرفين كي يجندوا أناسا دعما لقضيتهم". وأضافت: "أتبنى موقفا رافضا لهذه الإستراتيجية باعتبار أنها تضر بالتماسك الاجتماعي (...) إن تسليط الضوء على المسلمين لن يفيد في محاربة التطرف، إنما يؤدي إلى عزل المسلمين". وساهمت تفجيرات لندن يوم 7-7-2005 في زيادة مناخ "الإسلاموفوبيا" (الخوف المرضي من الإسلام) في المجتمع البريطاني، وصار عدد كبير من أبناء الأقلية المسلمة، الذين يقدر عددهم بحوالي 2.4 مليون مسلم من أصل أكثر من 60 مليون نسمة، يواجهون صعوبات في الاندماج في المجتمع، خاصة أن بعض البريطانيين يجزم باستحالة جمع المسلمين بين الهويتين الإسلامية والبريطانية. وكانت دراسة حكومية أجريت مؤخرا قد كشفت عن أن عددا هائلا من القصص السلبية عن المسلمين تتناقلها وسائل الإعلام البريطانية التي تعمد إلى تشويه صورة المسلمين وعقيدتهم بوصفهم "أعداء داخل المجتمع". كما نشرت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية في وقت سابق نتائج استطلاع عالمي للرأي كشفت عن أن بريطانيا تعد أكثر الدول التي يساورها القلق إزاء مسلميها. مصدر الخبر : a href="http://www.facebook.com/sharer.php?u=http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=1162&t="أضخم برنامج تجسس" على مسلمي بريطانيا&src=sp" onclick="NewWindow(this.href,'name','600','400','no');return false"