طاقم السفينة يأكلون السمك المشوي.. والمريض يتعافى علمت "الصباح" أن شركة التأمين العالمية البريطانية "اللويد" هي التي تقوم حاليا بدور الوسيط المفاوض مع القراصنة خاطفي سفينة الشحن التونسية "حنبعل2". ورغم أن القراصنة خفضوا من مبلغ الفدية المطلوبة لتحرير الرهائن والسفينة من 10 مليون دولار إلى 4 مليون دولار (أي حوالي 6 مليون دينار تونسي) إلا أن بعض الصعوبات ما تزال تعرقل اتمام صفقة التفاوض وفق معطيات تحصلنا عليها من مصادر مختلفة موثوق بصحتها. ومن بين أبرز تلك الصعوبات هو تنازع القراصنة فيما بينهم على الظفر بمبلغ الفدية، إذ تدعي أكثر من مجموعة قراصنة أو عصابة قراصنة أحقيتها في الحصول على الفدية المطلوبة وهو أمر يدل ايضا على أن القراصنة يعملون في شكل مجموعات منفردة...
يأكلون السمك وينامون جيدا.. !!؟
لكن الأمر الايجابي والملفت للانتباه في القضية هو أن طاقم السفينة المختطفة بخير ويأكلون ويشربون وينامون جيدا..!!؟، بل ان القراصنة يقدمون لهم سمكا مشويا على حد تأكيدات صدرت عن جهات معنية مباشرة بعملية التفاوض مع القراصنة. علما ان التونسيين الرهائن أكدوا خلال آخر اتصال لهم مع اهاليهم في تونس تحديدا يوم 13 ديسمبر الجاري أنهم يمرون بظروف قاسية ويأكلون طعاما صعب الهضم (أرز مغلى بالماء) وهم مراقبون ومحاصرون كامل مدار اليوم بالقراصنة. وكانت "الصباح" انفردت في مقال صدر يوم السبت الماضي بنشر تفاصيل مثيرة تشير إلى ترجيح جهات دولية رسمية في امكانية استغلال القراصنة للسفينة "حنبعل2" للقيام بعمليات قرصنة لسفن شحن أخرى. كما علمنا أن التونسي نزار عتب الذي تم اجلاؤه مؤخرا من الباخرة التونسية المختطفة، أجريت عليه عملية جراحية ناجحة في استئصال الزائدة الدودية، يوجد حاليا بجيبوتي تحت رعاية وحدة من قوات البحرية الدولية بالتعاون مع مكتب الأممالمتحدة بجيبوتي، وامكانية ترحيله إلى تونس خلال اليومين المقبلين واردة جدا، مع العلم أن تكتما شديدا يحوم حول موعد عودته إلى تونس.
دور بطولي
كما علمنا أيضا ان ربان السفينة التونسية فوزي فرادي (34 عاما) يقوم بدور هام ومجهودات كبيرة هناك سواء من حيث ضمان أمن وسلامة كافة أفراد طاقم الباخرة، أو من خلال التحاور والتفاوض مع الخاطفين يوميا لتيسير شؤون الرهائن اليومية والاتصال بالجهات المعنية بعملية التفاوض.. من ذلك أنه نجح في تحرير الرهينة البحار نزار عتب الذي كان يعاني من أزمة صحية حادة بسبب التهاب الزائدة الدودية، بعد أن سمح له القراصنة بطلب النجدة من الحرس البحري لإنقاذه ونقله بعد ذلك إلى سفينة تابعة للبحرية التايلاندية على متن قارب صغير ليتم لاحقا نقله إلى طائرة مروحية ألمانية تابعة للقوات البحرية الدولية مجهزة طبيا ثم علاجه. يذكر أن "الصباح" انفردت أيضا في عددها ليوم امس في الكشف عن مستجدات عن السفينة المختطفة وطاقمها لعل من أبرزها تخفيض القراصنة في مبلغ الفدية. كما يذكر أن الباخرة حنبعل2 اختطفت مع طاقمها المكون من 31 بحارا من بينهم 23 تونسيا منذ ما يزيد عن 40 يوما وذلك بخليج عدن في عرض السواحل اليمنية وهي متجهة من ماليزيا إلى اليونان محملة بالزيت النباتي.