دخلت المواجهات الدائرة بين محتجين وقوات الأمن في ولاية سيدي بوزيد منعرجا خطيرا يوم الجمعة 24 ديسمبر الجاري، حيث أسفرت المواجهات التي دارت بين قوات الأمن ومتظاهرين في مدينة منزل بوزيان عن قتل أحد المحتجين بالرصاص الحي، وإصابة عشرات آخرين وصفت إصابات بعضهم بالخطيرة مع حديث عن وفاة شخص آخر لم يتأكد بعد. وقد كانت مسيرة حاشدة تعد آلاف المحتجين حسب شهود عيان من مختلف الشرائح الاجتماعية قد جابت شوارع مدينة بوزيان وجوبهت باستعمال مفرط لقنابل الغاز والرصاص الحي، وقتل الشاب محمد العماري وهو خريج جامعة عاطل عن العمل، ما أجج غضب المتظاهرين الذين رشقوا قوات الأمن بالحجارة وأشعلوا النار في ثلاث سيارات حرس وطني كانت بصدد إطلاق قنابل الغاز والرصاص الحي على المتظاهرين، كما أضرموا النيران في مركز للحرس الوطني وفي أحد مقرات الشعب التابعة للحزب الحاكم حسب مصادر نقابية. وقد علمنا أن السلطة دفعت بتعزيزات أمنية مكثفة إلى مدينة بوزيان التي تتصاعد منها أعمدة الدخان بكثافة. وذكرت مصادرنا أن مستشفيات السند والحسين بوزيان بقفصة قبلت عدد من الجرحى فاق الثلاثين جريحا حسب مصادر طبية، كما تم نقل عدد مماثل من الجرحى إلى مستشفيات مدينة صفاقس. وذكرت مصادرنا أن شابين هما محمد لمين (19 سنة) ورامي أولاد نصر(20 سنة) يرقدان في وضعية حرجة جدا حسب وصف مصادر طبية في مستشفى الحبيب بورقيبة بمدينة صفاقس، وتحاصر قوات البوليس السياسي مداخل المستشفى وتمنع الزيارة عنهما. كما علمت "كلمة" أن قوات البوليس مستعينة بعدد من ميليشيات التجمع الحاكم قامت مساء يوم أمس الجمعة بمداهمات أمنية واسعة للمنازل باستعمال الكلاب البوليسية، وتم اعتقال عشرات الشباب المتهم بالمشاركة في الاحتجاجات. كما قامت تلك القوات بخلع المحلات التجارية ونهب محتوياتها واتلافها. وفي مدينة المكناسي اختطف الاستاذ عصام الغابري حيث تعرض إلى تعذيب شديد من طرف قوات الأمن وتم القاءه في منطقة نائية بالمدينة، ونظم الاتحاد الجهوي بالمكناسي اعتصاما تلته مسيرة جابت شوارع المدينة واستعملت فيها قوات الأمن الغاز المسيل للدموع وحسب شهود عيان فإن قوات الأمن تقوم بحملة مداهمات واعتقالات في المدينة المحاصرة حيث يفرض منع التجول منذ الساعة الثامنة ليلا. و في سياق التفاعل مع أحداث سيدي بوزيد تجمع عدد كبير من الأهالي في مدينة بنزرت أمام الاتحاد الجهوي للشغل ورفعوا شعارات مساندة لأهالي سيدي بوزيد توجت برفع عريضة للمكتب التنفيذي لاتحاد الشغل وتكوين لجنة جهوية لتفعيل مساندة أهالي سيدي بوزيد. كما يشن عشرات المواطنين اعتصاما منذ الساعة الثامنة من مساء يوم الجمعة اعتصاما بمقر الحزب الديمقراطي التقدمي، وتنظم اليوم السبت تجمعات نقابية دعت إليها عدد من الاتحادات الجهوية في صفاقس وسوسة والقيروان، وتحتضن ساحة محمد علي اليوم تجمعا نقابيا لتفعيل مساندة أهالي سيدي بوزيد. من جهة أخرى حمّلت وزارة الداخلية و التنمية المحلية في بلاغ نشرته وكالة تونس إفريقيا للانباء المتظاهرين مسؤولية الأحداث الدامية التي شهدتها مدينة منزل بوزيان معتبرة أن قوات الأمن استعملت الرصاص الحي في حالة دفاع شرعي على النفس بعد استنفاذ جميع الوسائل السلمية لثني المتظاهرين عن استعمال العنف.