نوفل بيروك/ المغرب / خاص للحوار نت / في غمرة الاحتفالات برأس السنة الميلادية تفد على مدينة مراكش السياحية وفود من المشاهير و السياح من كل حدب و صوب لعلهم يجدون ضالتهم في أيام ( البهجة ) . فبالأمس وصل إلى المدينة الرئيس الفرنسي ساركوزي الذي يفتخر دائما بكونه يعشق الجميلات، مصحوبا بزوجته كارلا كما فضل الكوميدي المغربي جمال الدبوز رفقة زوجته ميليسيا قضاء احتفالات رأس السنة المبتور في مدينة النخيل ( مراكش ) ، بالإضافة إلى شخصيات وازنة و مشاهير تهتز لذكرهم أجساد المهووسين . و بالإضافة إلى الشخصيات المشهورة، حج الى مدينة البهجة الآلاف من السياح الذين أصبحوا يتصيدون الفرص لقضاء ليال حمراء برياضات و فنادق المدينة، تهرق فيها مئات القنينات من الفودكا و الشامبانيا الأنيقة، و بجولة قصيرة في وسط المدينة و بين ردهات الفنادق المصنفة تصفعك مظاهر المجون في كثير منها، بالإضافة إلى جماعات من الشباب التائه بين دروب البطالة الذين ينتشون ببؤسهم بين الأزقة المظلمة ، دون الحديث عن شابات الطبقة المتوسطة و الراقية اللائي يرتدين ثوبا غربيا للهروب من الواقع ينفثن غبار التبجح من قنينات الشيشا المقرفة . هذا ما آلت إليه مدينة العلم و العلماء، مدينة سبعة رجال حقيقيين ، بنوا مجدها و أعلوا شأنها و رفعوا رايتها ، بعدما كانت الحمراء تصدح بالاذان من صوامعها و تتفنن بالقران من حناجر قرائها ، أصبحت اليوم تصرخ من صخب شوارعها و مجون فنادقها . بعدما كانت مدينة الفنون و البهجة أصبحت تحس بها و قد ضاقت بها الأرض بما رحبت ، تتنفس ببطء و تتبسم في استسلام كأنها تطلب النجدة من أبناءها البارين الذين لا يزالون يعضون بالنواجذ على ثراثهم و تقاليدهم فأيان يعود الزمن القديم ؟