علي عبدالعال أكد رئيس الوزراء التونسي، محمد الغنوشي، أن المجال مفتوح لحركة النهضة الإسلامية المحظورة للمشاركة في الحياة السياسية القادمة. وللمرة الأولى منذ بداية الانتفاضة الشعبية في منتصف كانون الأول/ديسمبر التي أنهت 23 عاما من حكم زين العابدين بن علي، شارك الإسلاميون أمس الثلاثاء في العاصمة التونسية في تظاهرة تقدمها القيادي الإسلامي المعروف، صادق شورو، الرئيس السابق لحركة النهضة، وأكبر قادتها في الداخل. وفي تعليق له قال الغنوشي أن "مشاركة هذا الحزب واردة جدًا"، مضيفا في اتصال هاتفي مع قناة "العربية" أن الأجزاء الخاصة بتعديل قانون تنظيم ومشاركة الأحزاب، هو ما سيتيح لكل حزب سياسي تقديم ترشحه للانتخابات شرط التزامه بمصلحة تونس وشعبها، واحترام الحريات. وأشار الوزير الذي دفعته الاحتجاجات الشعبية إلى الاستقالة هو والرئيس المؤقت فؤاد المبزع من حزب التجمع الدستوري الحاكم سابقا الذي كان يتزعمه بن علي إلى أن الانتخابات "ستجرى خلال ستة أشهر على أقصى تقدير". واعتبر أن ستة أشهر تكون فترة معقولة حتى ندخل الإصلاحات في مستوى المنظومة القانونية وتتمكن الأحزاب من تنظيم صفوفها وتستعد للانتخابات حتى لا تكون صورية. ومن جهته، قال علي العريض القيادي في حزب النهضة لوكالة فرانس برس: "ننوي تقديم طلب ترخيص"، وأضاف العريض الذي سجن 14 عاما (1990-2004) في عهد النظام السابق "لم نقدم طلبا في السابق لأننا كنا مطاردين ولا نستطيع الاجتماع، ولكننا ندرس الأمر". وأضاف العريض "إذا وجدت ديمقراطية فسنكون طرفا كبقية الأطراف نمارس حقوقنا وواجباتنا". وتابع "نريد إصلاحا سياسيا كاملا غير منقوص (...) نريد سن عفو تشريعي عام" كان قد وعد رئيس الوزراء التونسي، ما من شأنه أن يتيح عودة أعضاء النهضة في الخارج إلى البلاد وبينهم زعيم الحركة، راشد الغنوشي، المقيم في منفاه ببريطانيا. وقال العريض أيضا "نريد الاعتراف بالأحزاب والحقوق المدنية وعودة كريمة للمغتربين (...) وأن يتم التشاور مع الجميع". عودة المرزوقي من منفاه من جهة أخرى، استقبل مؤيدون مبتهجون الزعيم المعارض، منصف المرزوقي، زعيم حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، لدى عودته إلى الوطن، في تناقض مثير مع زيارته السابقة حين كانت الشرطة السرية تطارده. وبذلك يعد المرزوقي من أول شخصيات المعارضة المقيمة في المنفى التي تعود إلى الوطن بعد موجة الاضطرابات التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي. وردد حشد من أنصار المرزوقي الهتافات حين ظهر في مطار تونسقرطاج عائد من باريس. وكانت أول كلماته أمام الحشود "الثورة يجب أن تستمر". وقدم له مجموعة من أنصاره علم تونس ورفعوه على أكتافهم. وقال المرزوقي ينتابني إحساس بالفخر أن أرى "المافيا الكبيرة" التي حكمت هذا البلد وكان يدعمها أشخاص معينون يفرون من البلاد. وقال إن أول شيء سيفعله هو السفر إلى بلدة سيدي بوزيد لزيارة قبر محمد بوعزيزي. كان المرزوقي قد فر من تونس في التسعينات. وعاد منذ ثلاث سنوات لكنه غادر البلاد مرة أخرى بعد شهرين قائلا انه لا يمكنه أن يعمل بسبب مضايقات السلطات. وأثناء تلك الفترة حاصر مئات من الشرطة بملابس مدنية منزله ومكتبه طول الوقت وتعقبوه إلى الاجتماعات