حدثت مصر.... قالت مصر . . يا آل فرعون لقد كان يلهيكم الأمل عندما قمعتم غضب الفلاح وأجهزتم على احتجاج الصانع وأحبطتم حركة الطلاب ... كان يلهيكم الأمل حين كان الشعب يحتج على دفعات وبالتقسيط المريح .. عندما كان الشعب يدفع ببعض قطاعاته إلى الشارع بطيبة وحياء وخجل وببطئ وتردد ... كان يلهكم الأمل عندما كان الشعب مطأطئا رأسه يلتقط قوته ورزقه ... أما اليوم فقد رفع الشعب رأسه.. . مثل البركان يمكن أن يمتد هدوءه إلى عشرات السنين، لكنك لا تأمن صمته للأبد!!! . فها هو بركان شينموداكي بجزيرة كيوشو في اليونان استفاق صباح يوم الواحد والثلاثين من شهر يناير لسنة 2011 بعد خمود دام 52 سنة، فعم دخانه الآفاق وابتدأ يثور .. . استفاق بعد مضي كل هذه السنين وبعدما ظن الجميع أنه سكن وحمد ولن يتحرك، فأقاموا البيوت على ترابه وزرعوا المزارع من حوله .. استمتعوا بحياتهم متناسين أنهم يقيمون على حمم يمكن أن تتفجر بين الفينة والأخرى.. حمم يمكن أن تدمر كل ما بنوا وكل ما حصدوا وخزّنوا.. ... اليوم خرجت مصر على بكرة أبيها لتسترد مصيرها ومصريتها .. تسترد هويتها.. تسترد مجدها .. تسترد ثروتها ...تسترد عَرَق عمالها من لصوص طالما شرقوا به.. من لصوص ظنوا أنهم قد استغفلوا الشعوب وملكوا البلاد وخيراتها، فأخذوا يجمعون من الأموال والذهب ما لا يستطيع المسكين عدّ أصفارها!! ... ما أبشعهم ..وما أطمعهم ..وما أجشعهم..وما أصغرهم ..وما أحقرهم ..وما أخف عقولهم!!! ألا يعلمون أن النيل انتفض؟؟ وأن الأهرامات استيقظت؟؟ وأن الأزهر انتبه من غفلته؟؟ وأن مصر تحدثت؟؟ ... عبثا يحاولون!! لقد تحالف عليهم مثلث التاريخ، وأرسل لهم برقية عاجلة ممهورة بالأحمر الداكن "ارحلوا" فالوقت ينفذ، واعلموا أن مصر أمهلتكم لبرهة من الزمن.. وإلاّ فإن بركان غضبها سيجرفكم بماء نيلها! ويرجمكم بصخور أهراماتها! ويصعقكم بآذان أزهرها! .. ..فارحلوا الآن ، غادروا مصر خلسة من أبوابها الخلفية كي يدخلها الأحرار من أبوابها الأمامية . .. أيها الجبابرة غادروها في مهانة خائفين.. .. ليعيش أهل مصرالأحرار بسلام آمنين.. . . للصحفية/ فوزية محمد الجوهري
