من غزة يكتب - أحمد عدوان بادئ ذي بدأ أتوجه إلي ثوار مصر بالتهنئة والمباركة لسقوط اخر فراعنة الاسرة الفرعونية الحاكمة،بعد ثلاثون سنه من التخريب والفساد الاداري والاخلاقي والعربدة البوليسية والسياسية في البلاد وجرها نحو الديون ورهنها بيد المشروع الصهيوني والامريكي وأبعاد مصر من حضن الوطن العربي الدافئ وجر الشعب نحو البطالة والتغييب عن الدور المنوط بها كدولة ريادية ولها سيادة علي أرضها بعد ان كبلوها باتفاقيات النظام المشئوم وعلي راسها كامب ديفيد بالفعل اليوم يتذوق الشعب المصري طعم الحرية ويرسم لوحة مصر العزيزة المنتصرة التي عافت الاستبداد والظلم اليوم يعزف الشعب سمفونية النصر بعد أن اعلن اللواء عمر سليمان قرار الرئيس المصري 'السابق' حسني مبارك بالتنحي، وتكليف المجلس الاعلى للقوات المسلحة المصرية بتولي القيادة في الدولة المصرية،ليعلن لنا ان الشعب المصري حقق معجزة لم يكن يتخيلها اي انسان بعد عصور الاستبداد والترويج للتوريث والحكم بالحديد والنار وأقتطاع ثروات البلاد لصالح الاسرة الحاكمة وزبانيتها بعد ان كان المواطن المصري مهانا في بلده وخارجها وكان اسم المصري مرتبطاً في السكوت والخنوع لكن اليوم الثورة المليونية الشعبية اثبت ان المصري رجل عزيز أبن رجال ، وأثبت لكل من كان يراهن علي ضعف المصري في بلده قبل ان يكون خارجها أن الارادة والعزيمة لدي الشعب المصري تفوق الجبال وان يوم الظلم ساعه ودولة الحق إلي قيام الساعة اليوم سيبقي شاهداً في تاريخ سياسيات القمع والاذلال وحكومات التنسيق الامني من المحتل الصهيوني والامريكي والتطبيع المستمر ان ذلك ما هو الا زيف وما هو الا لحظات معدودة وان طال عليه الزمان أن نجاح الثورة المصرية لهي رمز فخر لكل أنسان مظلوم وتجربة بأن الصمت لا يجدي ومن هنا فأن وقفة الشباب المصري الجادة تضرب رأس هؤلاء الاعلاميين الذين راهنوا علي بقاء الرئيس سته أشهر اخريات فتجرأو علي وصف الثورة المليونية علي انها عبثية ولا ترقي إلا انها ثورة (عيال) ، فنحازوا لوحدوية الرئيس وخطاباته المتكبرة وضربوا عرض الحائط صوت الثائرين المتالمين فنقلوا لنا الصورة مغلوطة وسخروا من أقلامهم لتجريح أنات هؤلاء المعذبين بسياط الديكتاتورية ولهيب الظلم والضنك الذي عايشوه مغموساً في لقمة عيشهم،لمجرد مناصرة الرئيس الذي لم يراعي من الوهلة الأولي لخطورة الموقف ولم يركن لمطالب شعبه العادلة ولولا قنوات كانت تمثل محورا فارقاً في تاريخ الثورة المصرية وعلي رأسها دور الجزيرة الرائد في مسانده الثوار في مصر والتغطية الأعلامية المستمرة التي كانت تكشف زيف القنوات الاخري وكانت تسير في صالح تلك الثورة لتنقل لهم الأخبار الدقيقة ،فما كان دور الجزيرة إلا حماية لارواح الملايين من المتظاهرين من خلال نشرها للوقائع الحقيقية ومن هنا فأن الجزيرة تعتبر قناة إعلامية رائدة كشفت زيف تلك القنوات الاعلامية الكاذبة التي كانت تبث صور مزيفة وتصور ساحة التحرير خالية فتنشر لنا صورة النيل في أبهي صورته وبث الاخبار المثبطة لتفريق الناس واحباطهم لم يكن انتصار شباب مصر علي الظلم والطغيان مفاجئاً لي لأنني أبن مصر الذي اؤمن بعدالة مطالب شعبها من اليوم الأول و بالرغم من المؤمرات التي حيكت ضدهم إلا ان كلمة الشعب كانت هي الأقوي والاكثر حضوراً وهي التي انتصرت اخيراً لتعلن عن سقوط مبارك ومنظومته الفاسدة بل وسقوط اتفاقات كامب ديفيد وما يترتب عليها وتعلن عن تأسيس مرحلة جديدة وخلق مشروع عربي يعيد للامه كرامتها ومكانتها امام الامم نعم ايها الاحرار لا زال هناك الكثير لاستكمال طريق العزة والانتصار ولاقامة دولة يسودها القانون وحرية المواطن فانتقال مصر من الجور والظلم إلي النور والحرية هو بمثابة تحول العالم بأسره إلي قواعد الحكم الرشيد وحينها ستكون الكلمة الفصل لتلك الشعوب الحرة القادرة علي كنس كل الطغيان والاستبداد إلي مزابل التاريخ إن الامة برمتها تنظر إلي مصر وهي تنهض وتنفض عنها غبار الذل وتلمل نفسها بعد استئصال الورم الخبيث فكلنا ننتظركم يا خير اجناد الأرض فتجهزوا وعين الله ترعاكم