في إيطاليا نصبت لك خيمة,فاستبشرنا خيراً بأن البدويّ,العربيّ الليبيّ يأنف الرُخام,والقصور,والنبيذ الأحمر المُعتّق,وأنك لا بد وأن تحمل على شُغاف الروح بعضاً من الثائر اليتيم,المؤمن"عمر المختار"...لكنك وبعد أن جمعت حسناوات لا يأبهن بشرف أثدائهن,وقمت بإهدائهن نُسخاً من القرآن الكريم وهن يتضاحكن استهزاءً بما فعلت,قلت في نفسي:إن العقيد لم يعد عقيداً,وأنت تعلم علم اليقين ما الذي يعنيه عقيد قومه في اللغة الأعلى التي انحدرت من كتاب الله الأصدق.
وأينما يممتُ وجهك يا سيادة العقيد كنت تُصر على إقامة,ونصب تلك الخيمة,فأعجبت بك أيما إعجاب بصفتك البدوي الذي لا "يبوق" ببيته,خيمته ولا يستبدلها بقصور الدنيا.
وأينما وقفت وتهيأت للخطابة كنتُ أحد العربان المعجبين بذلك الثوب التقليديّ الذي يخلو من ربطة العنق,ولا يمت بصلة لأية "ماركة" إفرنسية أو إيطالية من طراز"كريستيان ديور",و"بييركاردان",و"جافينشي" وغيرها,واعتقدت أنها ليست من مطامح شخصيتك العربية البدوية.
سيادة العقيد, لقد ظننت,وإن في بعض الظن إثم كبير أنك كنت صاحب القلب الكبير الذي يحبس في صدره قلبا كبيراً,فقُل لي,كيف يا بدويّ,يا عربيّ,يا ثائر,يا صاحب الخيمة...كيف تقبل بذبح الناس الموجوعين من فصيلة أهلك,كيف تقبل لهم الذبح على يد مرتزقة بطائرات يقودها مرتزقة لا يمتون للإسلام وللعروبة بأدنى درجة من القرابة؟!.
أهكذا علمتك الخيمة؟ حاشا الله.!
أو تذكر ما قاله لك والدك حينما امتطيت دبابة بعد انقلابك الفذ,ورحت لتزوره مُبشراً بنجاح ثورتك؟ يا أبي:ها أنذا أصبحت قائد ليبيا,فأجابك ذلك البدوي الصادق أبوك:أنا لم أقل بأنك لن تُصبح قائداً لكنني قلت أنك لن تصبح رجلاً!.
أجل يا سيادة العقيد إن الرجولة تقتضي بأن تكون وفياً لخيمتك لا أن تقصفها بطائرات يقودها مرتزقة,وخيمة الزعيم الحقيقي شعبه كما روت الحكايات