ألمانيا.. انهيار سدّ بسبب الفيضانات و شلل تام في المواصلات    العجز المسجل في الاموال الذاتية لشركة الفولاذ بلغ قرابة 339 مليون دينار خلال 2022..    إطلاق منصّة جبائية    الولوج الى منصّة الكنام بالهوية الرقمية    علوش العيد .. أسواق الشمال الغربي «رحمة» للتونسيين    بن عروس.. نتائج عمليّة القرعة الخاصّة بتركيبة المجلس الجهوي و المجالس المحلية    لوقف الحرب في غزّة .. هذه تفاصيل المقترح الأمريكي    رابطة الأبطال: الريال بطل للمرّة ال15 في تاريخه    رادس: محام يعتدي بالعنف الشديد على رئيس مركز    عادل خضر نائب لأمين اتحاد الأدباء العرب    أمطار الليلة بهذه المناطق..    إختيار بلدية صفاقس كأنظف بلدية على مستوى جهوي    الرابطة 2.. نتائج مباريات الدفعة الثانية من الجولة 24    بنزرت: وفاة أب غرقا ونجاة إبنيه في شاطئ سيدي سالم    كرة اليد: الترجي يحرز كأس تونس للمرة 30 ويتوج بالثنائي    شاطئ سيدي سالم ببنزرت: وفاة أب غرقا عند محاولته إنقاذ طفليه    تحذير طبي: الوشم يعزز فرص الإصابة ب''سرطان خطير''    3 دول عربية ضمن أعلى 10 حرارات مسجلة عالميا مع بداية فصل الصيف    محرزية الطويل تكشف أسباب إعتزالها الفنّ    إستقرار نسبة الفائدة عند 7.97% للشهر الثاني على التوالي    الحمادي: هيئة المحامين ترفض التحاق القضاة المعفيين رغم حصولها على مبالغ مالية منهم    عاجل/ الإحتفاظ بشخص يهرّب المهاجرين الأفارقة من الكاف الى العاصمة    بداية من اليوم: اعتماد تسعيرة موحّدة لبيع لحوم الضأن المحلية    بلاغ مروري بمناسبة دربي العاصمة    عاجل/ الهلال الأحمر يكشف حجم المساعدات المالية لغزة وتفاصيل صرفها    وزارة التربية: نشر أعداد ورموز المراقبة المستمرة الخاصة بالمترشحين لامتحان بكالوريا 2024    الهلال الأحمر : '' كل ما تم تدواله هي محاولة لتشويه صورة المنظمة ''    عاجل/ إتلاف تبرعات غزة: الهلال الأحمر يرد ويكشف معطيات خطيرة    110 مليون دينار تمويلات لقطاع التمور...فرصة لدعم الإنتاج    غرق قارب بأفغانستان يودي بحياة 20 شخصا    غدا : التونسيون في إنتظار دربي العاصمة فلمن سيكون التتويج ؟    كرة اليد: اليوم نهائي كأس تونس أكابر وكبريات.    تجربة أول لقاح للسرطان في العالم    بعد إغتيال 37 مترشحا : غدا المكسيك تجري الإنتخابات الاكثر دموية في العالم    أنس جابر معربة عن حزنها: الحرب في غزة غير عادلة.. والعالم صامت    وزيرة الإقتصاد و مدير المنطقة المغاربية للمغرب العربي في إجتماع لتنفيذ بعض المشاريع    حريق ضخم جنوب الجزائر    وزير الصحة : ضرورة دعم العمل المشترك لمكافحة آفة التدخين    عاجل/ بنزرت: هذا ما تقرّر في حق قاتل والده    اتحاد الفلاحة: هذه اسعار الأضاحي.. وما يتم تداوله مبالغ فيه    قتلى في موجة حر شديدة تضرب الهند    غمزة فنية ..الفنان التونسي مغلوب على أمره !    لأول مرة بالمهدية...دورة مغاربية ثقافية سياحية رياضية    من الواقع .. حكاية زوجة عذراء !    الانتقال الطاقي...مشروع للضخ بقدرة 400 ميغاواط    انطلاقا من غرة جوان: 43 د السعر الأقصى للكلغ الواحد من لحم الضأن    رئيس الحكومة يستقبل المدير العام للمجمع السعودي 'أكوا باور'    مفقودة منذ سنتين: الصيادلة يدعون لتوفير أدوية الإقلاع عن التدخين    أول تعليق من نيللي كريم بعد الانفصال عن هشام عاشور    البرلمان : جلسة إستماع حول مقترح قانون الفنان و المهن الفنية    مستشفى الحبيب ثامر: لجنة مكافحة التدخين تنجح في مساعدة 70% من الوافدين عليها على الإقلاع عن التدخين    الشايبي يُشرف على افتتاح موسم الأنشطة الدّينية بمقام سيدي بالحسن الشّاذلي    الدخول إلى المتاحف والمواقع الأثرية والتاريخية مجانا يوم الأحد 2 جوان    الرابطة المحترفة الأولى: مرحلة تفادي النزول – الجولة 13: مباراة مصيرية لنجم المتلوي ومستقبل سليمان    الإعلان عن تنظيم الدورة 25 لأيام قرطاج المسرحية من 23 إلى 30 نوفمبر 2024    من أبرز سمات المجتمع المسلم .. التكافل الاجتماعي في الأعياد والمناسبات    مواطن التيسير في أداء مناسك الحج    عندك فكرة ...علاش سمي ''عيد الأضحى'' بهذا الاسم ؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ليبيا :بوابة أمريكا الجديدة للإنقضاض على المنطقة
نشر في الحوار نت يوم 08 - 03 - 2011


د.الطيب بيتي العلوي
عندما وفد الجنرال"جورو"إلى دمشق بعد معاهدة فرساي"،وإقتسام حطام الإمبراطورية العثمانية لتأكيد استيلاء فرنسا على سوريا،دخل المسجد الأموي حيث يرقدرفات صلاح الدين الأيوبي–القاهرالعظيم للصليبيين- ووطيء قبره بقدميه وصاح:"إستيقظ يا صلاح الدين لقد عدنا"من كتاب تغريب العالم " للإنثروبولوجي" سيرج لاتوش

هناك مسلمة آمن بها"هنري كيسينغر"في الزمن الساداتي-للسبعيانت-،بأن:"زول نظام السادات" في مصر،هونهاية الأمركة في المنطقة، الذي يعني ببساطة، النهاية الحتمية للوجود الغربي برمته في الشرق الأوسط ،فكان لا بد-بحكم الضرورات- من إستنباث"حكم مبارك الذي تم إختياره بعناية لعلاقاته الأكيدة مع المحافل الماسونية الشرقية في بريطانيا ،ومخابراتها عبرزوجته وأسرتها ذات الارتباط الوثيق بالماسونية والمخابرات الإنجليزية

كماكان مشروع السيطرة على آباركل دول الخليج بدون إستثناء،والهجوم بالذات على العراق مشروعا أمريكيا خطط له:"كيسينغر–نيكسون"،بعد أن بدت أول بوادر الأزمة الإقتصادية بالولايات المتحدة في أواسط الستينات،حين واجه المفكرون السياسيون والإقتصاديون أزمة شاملة وخانقة في التنظير،أعادت إلى الساحة السياسية الأمريكية ومعتركاتها الإقتصادية ضرورة العودة إلى أطروحات البراغماتية للأربعينات، المؤصلة للأسس النظرية"من أجل إستخدام القوة السافرة"والدعوة صراحة إلى سيادة شريعة الغاب في السياسة الدولية،كما وضع قواعدها الثابتة- زمنها-"نيكولاس جون سبيسكسمان" في كتابه الشهير"الإستراتيجية الأمريكية في السياسية الخارجية"الصادرعام 1942 الذي كان بمثابة إلإنجيل السياسي لفلاسفة السياسة الكبار البراغماتيين المعروفين مثل:جون ديوي،وليم جيمس،وجيمس برنهام،وغريسون كيرك،وهارولد لاسول،هذا الفكرالذي تبناه روزفات وترومان وإيزنهاور،ثم عاد الى الساحة السياسية في عهد نيكسون ثم ريغان،
ولم تكون مشاريع "النظام الإقتصادي الجديد"و"النظام العالمي الجديد"سوى مشروعين جديدين للصوصوية الغربية الجديدة،بعدأن تم إستنزاف الخزائن المالية الغربية في المشاريع "الدونكيشوطية"التدليسية، تلبية للجشع الرأسمالي،والإحتكارية "العولمية"البشعة،قبل شيوع أطروحات "فهم العالم الجديد"الصادرة بعد إنهيار الإتحاد السوفياتي

ومن هذا المنظور:فإن بوادرنهاية الهيمنة الغربية بالمنطقة في ستينات القرن الماضي،كانت بالنسبة للغرب،بمثابة ضياع للعالم الغربي برمته،التي تعني بكل بساطة:
-خمود التأثيرالغربي في بقية الدول الفقيرة الذي كان سيؤدي –زمنها- إلى تقلص هيمنة المشاريع الغربية،حثيثا،في العالم أيضا-،
-وللتذكير....،فلقد كان للدورالمصري وفي الزمن الناصري-في الستينات-ذلك العامل الفعال في تحرير باقي الدول العربية والإفريقية،بالدعم المادي والمعنوي في تصفية الإستعمارالغربي في العالم الثالث،الذي تحولت كبريات دوله المتحررة ،فيما بعد،إلى ما يسمى"بدول عدم الإنحياز"الممتدة أذرعها–بالتاثير الناصري-في هند"نهرو"وصين "ماو"وإندونيسيا "سوكارنو"بآسيا، وتشيكوسلوفاكيا"تيتيو"بأوروبا،وكوبا كاسترو بأمريكا اللاتينية، وكونغو"باتريس لومومبا"وغانا الزعيم الأسطوري الإفريقي و"كوامي نيكروما"و"جوليوس نيرريري" الثائرالإفريقي الكبير من تانزانيا، في القارة الإفريقية،.... أولائك العمالقة الذين رسموا خريطة مقاومة للمشروع الغربي في كل القارات التي أرعبت الغرب–زمنها-وزعزعت أركانه، حيث كان يعني ذلك ببساطة،بالنسبة للغرب:
- النهايةالأكيدة لتفوق الرجل الأبيض،الذي هونهاية الحضارة الغربية..،لأن"موت الغرب لذاته،هي نهاية الغرب في ذاته"على حد تعبير الأنثربولوجي"سيرج لاتوش"
-ومعناه أيضا،نهاية إستمرارسيرورة"حضارية"عميقة الجذورفلسفية إستمدت أصولها العميقة من التقاليد(الإغريقية-الرومانية)القديمة والقيم(اليهودية-المسيحية)الدينية،المؤسسة لمفهمة الأصول الثابتة (للحضارة الغربية)،التي إختزلها الإمريكيون-ببراغماتية خبيثة متعددة الأوجه والأهداف–منذ دخولهم للإستحواذ على كامل الكعكة في المنطقة- إلى مفاهيم محددة لا يمكن التخلي عنها وهي:
أولا: الهيمنة الحصرية لثقافة "الأمركة" بعودة "السيادة" imeriumبمفهومها الروماني القديم
ثانيا:التأكيدعلى"حصرية"الديانة الدنيوية الجديدة" للإقتصاد السياسي الجديد،عبر"العقلانينة البروتستنانية المختزلة إلى النفعية:( الأنغلوساكسونية- اليهودية(1)"كرسالة أخلاقية جديدة"كونية،روجت لها كل من فلسفتي:السياسة والإقتصاد الإنجليزي:( طوماس هوبز- (جون ستيورات مل- دافيدهيوم-آدم سميث)و"عملاتية بشاعة الماكيافيلية البراغماتية الأمريكية:-(بيرس-وليم جيمس–جون ديوي) تحركها وتأطرها خلفيات وبواعث ذلك الخليط "الإستسراري" ésoterique المشبوهللتقاليد السريةLالقبالية-الماسونية القديمة)(2)حسب تعبير الفليسوف السويسري الكبير"شيون"التي تتجذرفيها حقيقة الكراهية البغيضة اللاشعورية و"اللاعقلانية" نحو الشرق العربي وشعوبه(لكون الغرب يرتاح –روحيا- لتعاليم البوذيات3) وهذه الكراهية الشديدة،تخفي"سيكولوجيا"أيضاعقدا دونية ثاوية بين حنايا أضلع الضميرالجمعي للغرب(أنظر التفاصيل في كتاب "الطريق إلى الإسلام" للمستشرق النمساوي "ليوبولد فايس") ،وفقدت كل النظم الفلسفية الغربية البراقة حرارتها بموجب حروبها الكونية وثقافات كولونياليتها التي افرزتها فلسفاتها "التنويرة"،ولكنها غلبت الكثير من المتغربين الثالثيين على أمرهم -كما قال نيكروما-وحولت العديد منهم إلى أدوات ولعب إستعمارية ضد تراثهم التقليدي الذي إمتصته فطرتهم وعقولهم منذ نعومة أظفارهم ، منبهرين ب"عالمية" تلك النظريات وعمومياتها الغامضة،وتنسيقاتها الرقيقة والدقيقية،التي صممت على مقاسات حاجيات أوروبا: القرن الثامن عشروالتاسع عشروالتفاعلات الغربية مع تحولاته المستجدة وصراعاته المستمرة مع"الآخر"-كما شرح ذلك أحد كبار الفلاسفة الأفارقة الغانيين فيأواخر القرن الثامن عشر،المعروف غربيا والمجهول إفريقيا وعربيا: أنطون وليم آموA.Amo

-الإحتلال الأمريكي لليبيا :ضرورة:( إقتصادية –إستراتيجية-سياسية-إيديولوجية)،بل هي ضرورة وجوديةto be or not to be في المرحلة الراهنة:
-إن تخلي الغرب عن مناطق الثورات العربية الحالية الآن عموما،والصمت عنها بعدم محاولة إحتوائها،أووأدها،أو تذويبها،أوتمييعها،لهي من سابع المستحيلات،وكأن الغرب-بصمته عن هذه الثورات- سيمضي على صك نهاية حضارته،ويضرب آخر مسمارفي نعشه لأسباب معقدة جدا بعيدة عن تكرارية حصرية العوامل:(الجيو-إقتصاد-سياسية)–حيث نلاحظ دائما تكرارية ذلك التواجد الإئتلافي-عند الملمات،كما هوالحال اليوم- للتلاحم الغربي المكين والمتين منذ حروبه الصليبية الأولى،عندما تحرك العالم الغربي في أواخرالقرن الحادي عشر –الصليب في يدوالسيف في الأخرى- في كافات الاتجاهات في أكبرالمغامرات الحربية التي "تصورها العقل البشري جنونا على الإطلاق"حسب التعبير الحرفي للأنثربولوجي"سيرج لاتوش- إستكملها الفاتحون الإسبان في القرن السادس عشر،لرسم خرائط جديدة للعالم،بعد إندحارالصليبيين ،فتسربل الغرب بلبوس جديد على هيئة الوكالات التجارية،والحصون والإرساليات، شكلت شبكة إتصالات محسوبة بحساب المثلثات الدقيقة على مستوى الكرة الأرضية، عبرالمنقبات المكونة للإمبرياليات الثلاث:التي تتم دائما بهذه النمطية التي لاتتغير:تبدأبحملات التبشير،ثم التطهير العرقي وصولا إلى الخيرات بغزو الأرواح لخلق الأسواق(ولكل أزمنة غربية أساليبها ومعداتها ورجالها،مع الحفاظ دائما على الأخيلة والأهداف) وهي:
- بعد موت العالم المسيحي بهزيمة الصليبيين تأتي مرحلة :( الإمبراطورية-العالم) l'empire-mond لكارلوس الخامس السريعة الزوال المولدة للمرحلة الثالثة:(الدولة –الأمة)l'état –nation لنابوليون، المولدة للكولونياليات وتطاحنات الإمبرياليات في ما بينها،و المولدة للحربين الكبريين العبثيتين التي تمولها دائما الأبناك اليهودية الداعمة للملكية البريطانية المشبوهة ،الموصلة للمرحلة الرابعة:(الإقتصاد-العالم) l'économie- monde المؤدي في مجال العلاقات الدولية إلى التفوق الساحق للإمبريالية الجديدة –أمريكا-التي أفسحت الطريق أمام العناصرالأكثرعدوانية ورجعية في الثقافة التاريخية للغرب،للسعي من إجل إقرارسيطرة أميركا،ومواصلة حروب القرصنة للبلدان التي ناضلت من أجل إستقلالها في الماضي القريب الذي ولدأكبرمشروع "رشوي" تحايلي في تاريخ العالم،الذي تم عبره أمركة أوروبا، وسلبها ما تبقى من هويتها الحضارية والثقافية،عندما عبأت"الأوليغارشية المالية" لوول ستريت،عشرات الملايين من القروض المخفضة إلى الحدود الأدنى،وتمريرهبات ورشاوى لبلدان أوروبا الرأسمالية وخاصية الفاشية منها،وبعقد إتفاقيات سرية وعلنية مع كل حكومة على حدة ،وربط بلدان بمبدأ"مونرو"مثل اليونان (التي إشترتها ألمانيا –اليوم- بالكامل مقابل الديون المليارية من اليورو التي "ركًعت"اليونان، وتحولت بلد سقراط وأفلاطون وأرسطو إلى مجرد مواخير وأوكاردعارة للمجمعات الإيروتيكية الغربية، ومنتزهات ألمانية وإسكندنافية لثقافات الخنا الجديدة، ومنتجعات لغلمة وفانتازمات شقر الروس والجرمان ،تعيث في اليونان فسادا الشركات السياسية والعقارية "اليهودية"-المتعدد الجنسيات-ما فيها يهود مغاربيون ومشارقيون
–كما أعادت أمريكا عبرمشروع"مارشال"(اكثر من 15مليار دولار لكامل أوروبا الغربية) صياغة أوروبا الجديدة لما بعد الحرب، وفقا للتغيرات الهيكلية للإقتصاد الميركنتيلي (اليهودي-الأنجلوساكسوني) الذي إنهارنهائيا في مارس لعام 2010 مع قلاقل اليونان،وانهارالصرح الأورروبي(الإقتصادي- والمؤسساتي) نهائيا مع نهاية 2010 ،ولم يتبق في جعبة الغرب اليوم سوى آخر حملة عسكرية على الشرق عبرالإنزال العسكري السريع بليبيا ،بموافقة مشبوهة لبعض ما يسمون أنفسهم ب"الثوار"،(حيث سنشاهد من جديد آخرمهازل بيع الأوطان بإسم "الثوارانيات" الجديدة)وذلك تمهيدا ومساعدة للأمريكان للإستحواذ على الآبارالليبية،بعد أن لم يتبق اليوم في أرصدة مخزون أوروبا الغربية وأمريكا من الطاقة سوى اقل من سنتين،مما يعنى السقوط الأكيد للغرب في مجاعات عهوده وظلامياته القرن أوسطية،حيث سستتقلص وتختفي نهائيا كل أسطورات "الأنوار(3) والتنويروالعقلانيات والقيم الإنسانية العليا التي لم ترمنها الشعوب المقهورة إلى اليوم سوى النهب والسلب،
الأمريكيون هم أكبرالمتضررين من الثورات العربية الحالية:
لقد جاء الدخول الأمريكي في المنطقة بعد نهاية مقولة الغرب الإستعلائية التي أسمت بداية القرن العشرين الى عشية 1914 ب"العهد الجميل لأوربا"،فتحول ذلك"العهد الجميل الخرافي-الحداثي" في غضون الأسبوع الأول من الحرب الهمجية الغربية الأولى، إلى "الأرض الخراب"كما صورتها لنا جيدا قصيدة "ت.س.إليوت" الشهيرة عام 1919،تلك الحرب التي حركتها أنظمة خفية ومولتها أبناك "روتشيلد" اليهودية لأغراض لن تجدهافي كراسات الغرب "الأكاديمية" سوى عند من يكتب من "خارج السياج" ذلك الخراب الذي يتنبأ بها- للغرابة-عرافو فلاسفة النور والأنوار،ومنظروهم وعقلائهم ومجانينهم ومبدعوهم، والتي ألجمت كل العقول"الأريسطوطاليسية" الغربية،أسفرت عن مشاهد بشعة "أثرتها" بشاعات الحرب الثانية ل38 لحضارة كاذبة ادعائية،ومتغطرسة ومدمرة التي أسماها أوباما قبيل خطاب "الدمية "مبارك بساعتين ب:القرن الأمريكي بإمتياز،-الذي إدعى بكل تغطرس راكبا على الثورتين التونسية والمصرية،وملوحا –خفية- بإستأصالهما-،بأن القرن الواحدوالعشرين سيكون أيضا قرنا أمريكيا بإمتياز....فافهم !
لقد دخلت الولايات المتحدة المنطقة، كإمتداد طبيعي واقليمي للمستعمرين الأوروبين القدامى" منذ أن عاد الغرب مرة ثانية عبر ربيبته إسرائيل أولا لتجرأختها الشقيقة الكبرى –لتحميها- بمجرد أن خرجت امريكا–في بداية العشرينات- من:
أولا:"العهد القديم التوراتي"-الذي يربط أمريكا عقديا وثقافيا بإسرائيل،حيث كان من أهم قيم تلك الفترة هي"العزلة عن العالم"-(بالمنظور الزهدي-الماسيحاني) - بالإنكافاء على الداخل في(غنوصية التقوى)،لتنتقل إلى (العهد الجديد)(الإصلاحي-البروتستنانتي) الذي من أهم قيمه : "التوسعية"، أو كما يسميه "الديموقراطيون" ب: الإمبريالية التقدمية" التي تستهدف "تحضير"البشرية، ونقل الديموقراطية والتقدم"وترشيد "شعوب العماء المبين"كما أسماها المؤرخ الأمريكي"جون فيسك"أحد مؤسسي الفلسفة البراغماتية في بداية القرن العشرين-الذي ترجمه مبدأ"ويلسون"أو" الليبرالية العالمية" المبني على مبدأ "الإحتواء" المتمثل في النقاط الأربع عشرة الشهيرة لويلسون، لكي تتحول أمريكا إلى"أرض الميعاد"وإلى الدولة الصليبية الجديدة(2) كما وضح ذلك جيدا المؤرخ الأمريكي "وليام فولبرايت" الذي يقول بالحرف الواحد"بأن كلا من تقاليد:العهد القديم والعهد الجديد في أمريكا،هما تعبيرواحد عن جانبين بارزين في الشخصية الأمريكية التاريخية لكل الرؤساء الأمريكيين، التي طبعت السياسات الداخلية، مما يساعد القارئ العادي للتفرقة ما بين خطابات البوشيين:الأب والإبن، التي تطغى عليها النغمة الصليبية السافرة، وبين خطابات أوباما الصليبية "الناعمة" بلغة "التغييرية و"العالمية"ذات الأبعاد البراغماتية المتعددة الأوجه (انظر مقالي في هذا الموضوع) عبرالحروب الناعمة والثورات "المخملية" بهدف العودة من النافدة الخلفية-بلطف- إلى إعادة اكتساح مناطق الإستعمارالقديم، بأية صورة وبأي ثمن حسب الحيثيات التالية:
-من حيث إستفادة الولايات المتحدة وإسرائيل من الحقد الغربي التاريخي القديم منذ الأغارقة والرومان مرورا بالبونابرتية المولدة للكولونياليات
-ومن حيث تداخل عوامل(تاريخو-دينية-سوسيو-ثقافية)، وأسباب يتداخل فيها التاريخ والمكان
- ومن حيث تم بنجاح الترويج "لإضطهاد الشعب اليهودي" بأوربا قديما وحديثا وإعلاء شأوا لمحرقة النازية-ذاك المنتوج الثقافي الغربي الحصري-الذي وُظف أيما توظيف من الجانبين–صهيونيا- تمهيدا للسيطرة على المنطقة عبر إستنباث انظمة سايسكوبية يقوم الغرب بتجديدها وتلوينها في كل ما يسمى ب"المراحل الإنتقالية"الغربية-عند الإقتضاء-

-ومن حيث الإستفادة من القيم المشتركة: (القيم اليهودية-المسيحية) التي وحدت الأهداف بين الصهاينة واليهودية العالمية وأوروبا والولايات المتحدة،للتنسيق الأوركسترالي للمصالح المشتركة
-وكل هذه الحيثيات تقودنا إلى المسلمة التالية:
إن سقوط مصروتونس وليبيا واليمن والبحرين –اليوم- وغدا المتبقون- في أيادي أية قوة مناهضة للغرب، فإن ذلك يعني:التعجيل بنهاية الأمركة الكونية، وإنهاء الحلم الذي صرح به أوباما مؤخرا،بالحفاظ على الوهج الأمريكي الذي أسماه أوباما، بأن القرن الحالي"21" سيكون أيضا القرن الأمريكي بامتياز،الذي تلته خطابات ساركوزي وهرولة ميركل الى تل أبيب والإجتماع الطارئ للأطلسي لتحديد توقيت الضربة المفاجئة-لا على القذافي وإنقاذا لليبيين- ولكن للإنقضاض على البترول لكي يحط الأمريكيون هذه المرة عصاهم وترحالهم في المنطقة إلى يوم يبعثون،بعد السيطرة على البوابيتين:بوابة الشرق :العراق/وبوابة المغرب :ليبيا وإفريقيا ،في وقت وصل فيه الغرب إلى "مرحلة (تاريخية) جديدة حاسمة غير مسبوقة وبدون سابق إنذار،مع عدم رضوخه بقبول أن المراحل السابقة (للحضارة الغربية) قد ماتت... مع عدم قدرة الغرب أيضا على تحمل مشاعر بشاعة مراسيم دفن حضارته، ولكنه مع ذلك،سيستميت في الإستمرارفي تحنيطها مثل المومياء الأزلية...)...حسب التعبير الحرفي للخبيرة الفرنسية المشهورة" فيفيان فورستر"Viviane Forresterمن كتابها "الفظاعة الإقتصادية " L'horreuréconomique ص: 11
-أو كما تسائل القاص والكاتب-المحلل السياسي الإسباني المعروف"بينجمان برادو Benjaman Prado عندما كتب في روايته الجديدة "أوروبا مملكة الرعب "قائلا: ".. إننا نخال العالم الغربي، وكأنه تحول إلى حوض ماء ثقيل عكر،تدوروسطه الدول الأوروبية التي تنجرف حثيثا إلى القعر، لتُبتلع قُُدما الواحدة تلو الأخرى .."


فهل قرأ منظرونا، وإعلاميونا، ومثقفونا، ومتفلسفونا، وابداعيونا ما بين سطور خطاب اوباما جيدا وشطحات وزيرته "كلينتون" في جنيف ،وتصريحات رساء أوروبا إبان الأزمة الليبية،لكي يتعلم هؤلاء بأن التركيز على الدمى في العالم العربي وإستغفال صانعي الدمى ومحركيهم ،وما يهيؤونه من مشاريع ومخططات جهنمية للمنطقة،لهوعين الشطط والسذاجة والعته والبلادة و"الشطارة" ؟ أم سيستمرهؤلاء في نشر الهذاءات والبذاءات والشعارات إلى أن تميد بنا الأرض ونحن "لسنا على قلة-عددا وعتادا وخيرات ومؤهلات- ولكننا كثر كغثاء السيل" كما ورد في الأثر النبوي الشريف؟

هوامش:
3-فالبوذية ليست واحدة- تنظيرا وتطبيقا- فهناك بوذيات ،كما أن الهندوسية والشنتوية والبراهماتية والكونفوشيوسية وتعاليم "لاوتسو" الصينية تختلف تصورتها وأغراضها الروحية والدنوية عن بعضها البعض-(وانظر الى ذلك التآلف الروحي الكائن ما بين خصوصية بوذية اليابان أو"البوذية البيضاء" كما يسمي اليابانيون انفسهم، وعلاقتها التاريخية مع الامبرياليات الغربية، باعتبار أن اليابان هي الدولة الأسوية البوذية الوحيدة ذات التقاليد الإستعمارية الYمبريالية دون كل حضارات جنوب شرق آسيا،بمحاولاتها إستعمار"التنين" البوذي الصيني" غير مامرة ،ذلك الإله الطيب المسالم البدين"-عكس الإله البودي الياباني النحيف البركاني العنيف-الذي هو أقرب الى الإله العبراني "ياهو" وتحالف اليباني العسكري مع الفاشيات الأوروبية في الحربين العالميتين، إلى أن إبتليت بإمبرالية أظلم-أمريكا- التي وضعت حدا للأطماع الأمبريالية اليابانية بتقزيمها إلى حجمها الطبيعي لكي تقبعها داخل جزرها


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.