اغتصاب السلطة هو رأس كل خطيئة; السلطة للأمة، مرجعيتها الأمة، وهي حق للأمة وحدها .. من أهم أسباب خروج الحسين بن علي رضي الله عنه، ليس ليكون الأمر له، بل ليعود السلطان إلى الأمة، التي تمت مصادرتها وتوريثها كمقتنيات شخصية من قبل معاوية إلى ولده، ثم بدأ المتصارعون يتنافسون في امتلاكها، وهي كأمة من سقط المتاع تسبح بحمد من أخذها وتلعن من تركها, وستبقى الأمة في هذه الدائرة يتلقفها المغامرون من الطغاة، حتى تتخذ الأمة وقفة عز مع الحسين رضي الله عنه في كربلاء، وتنصره ولو بعد حين, ذلك الذي انتصر للأمة وقدم دمه ودم الغالين من بنيه وبني أبيه وأخيه لتحرير الأمة من الاستبداد، حين تنصر الأمة الحسين رضي الله عنه، وتقف مع الحق ضد القوة، وتأخذ المبادرة لتكون هي صاحبة السيادة والمرجعية لها وفيها وليس في حزب ولا عائلة ولا فرد، حينها نقول قد انتصر الحسين رضي الله عنه وانتهت كربلاء، أما حتى يأتي ذلك اليوم فكل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء، ولا تزال بنات محمد صلى الله عليه وسلم يشردن في الأرض باسم منع الفتنة، ولا تزال رؤوس أبناء محمد تحمل على الرماح من أجل تثبيت الممانعة ورص الصفوف ومنع الفوضى، إلخ..... إن أردت أن تنصر الحسين رضي الله عنه يا حسن نصر الله وتنتصر له، فكن ضد كل طاغية سواء أكان مسلما أم عابدا للبقرة، سنيا أم شيعيا، وعلامة الطاغية اغتصاب السلطة، وما تحت ذلك كله تفصيل، اغتصاب السلطة سيئة تجب كل حسنة للحاكم، سيئة لا ينفع معها أي تجمل, ماحصل في سورية الايام الماضية من قتل للشباب لايقل بشاعة عن مجزرة كربلاء والظلم هو الظلم، لايعرف له لون محدد، ويتكرر في كل عصر, واذا جنح عقلاء سورية الى التهدئة فليس احتراما لبشار ونظامه الدموي، ولكن حقنا لدماء الشباب، لآن النطام البعثي لبس ثوب يزيد،و طرح خطته علنا بتصفية كل متظاهر، ليصبح الشعب السوري كله حسين. امامنا تجربة القذافي ومايفعله في الليبيين ولايختلف النظام السوري عن النظام الليبي في سياسته تجاه شعبه ومن المضحك انهما كانا في تحالف مسبق كونهما يسيران على نفس النهج الثوري, طبعا ليس النهج الثوري للحسين, نهج ثوري اخر مختلف تماما... وأمة من العبيد لن تحرر وطنا سليبا، لن يحرر فلسطين إلا قوم من الأحرار..