عادل النهدي أحب البلاد التي أنجبتكم أحب الأيادي التي أنشأتكم أحب الطريق الذي أوصلتكم، أحب الذي كان منكم ولو كان منكم أذى أحب وافخر بالحب ما كان فيكم أنتم أحب العباد إليّ وانتم إليّ رديف الوفاء. ألستم إذا متّ جئتم إليّ، بكيتم كثيرا، ضحكتم قليلا ألستم إذا كان حزني حزنتم؟ وإن كان بِشري تنشّقتم البشر مثل الندى، أنتم بنيّ ، وانتم إليّ مقامكم بين كل العباد عليّا، يا رافعي الرأس يا ثائرين وقوفا بليل ومنتبهين حذار، حذار يريد الذين بغوا قبل فيكم تنامون ساعة، فيبنون في ساعة ما تهدم من ملكهم ذات ثورة يبنون ملكا عضود. وأنّى يكون وأنتم على الجمر نمتم، وأنّى تنامون والجمر حامي الجبين! قفوا ناظرين، حماة لتونس في العالمين حماة العروبة والمجد والدين ملتحمين.. هذا الطريق عسير نعم طويل كطول المدى والسنين من يصطبر ينتهي منتهاه ومن ينكسر يصطلي في حماه أنتم أحب العباد إليّ وحبُّكمُ، مثل حبّ السّجود لوشم الجباه ... ألا هل ترون صفيّ المياه كذاك ترون الحِمى في عُلاه إذا الشعب سار بكل انتباه يعلو الحمام رباه فأنّى يُعيدُ الكلاب أسودا وأنّى يلين لمن كمّ فاه ... هناك بعيدا عن الشمس كنتم، وكان الذين بغوا في البلاد يدوسون عرض البلاد وحين صحوتم، كنور الضحى بين زخّ المطر، تلاشت جميع الصور ولم يبق إلاّ الخبر: فرّ الذي فرّ هبّ الذي هبّ ذاع الخبر. ثورة شعب عظيم، على العابثين أتت فرّ الرئيس وشعبي انتصر عاش القدر انتم أحب العباد إليّ سأكتب تاريخكم في السّماء أعلّقُه ليلة النصف فوق القمر يضيء على الأرض كلَّ البشر ... شربتم بأيديكم الماء يوم الهروب كان انتصارا جميلا وكان القدوم شبيه الشروق وكان الذهاب شبيه الغروب، وكان القمر يخجل من وصف ثورتكم كل حر، يخاف إذا ما انشغلتم عن الكائدين إذا ما سكنتم ولم تخمدوا مكر تلك الجيوب مازال في النصر بعض العيوب يتوب الذي قد زنى إِذْ يتوب وخائن تونس أنّى يتوب له المنفى يمشي له كيف شاء يحيى به كيف شاء يذهب بعيدا، بعيدا ، بعيدا، غضوب لنا الأرض من بعده، والسماء.. الأرض من بعده لا تذوب، تحب الذين حموها كثيرا وتثّاقل من بقايا الجيوب حذار، حذار، يعود الشروق بها كالغروب يا أيها الشعب، يا سيدي رفض الطغاة بحكم الوجوب أنتم أحب العباد إليّ. سويسرا، لوزان 14 أفريل