عرض وزير الدفاع الإسرائيلي السابق والرجل الثاني في حزب كاديما المعارض خطة "سلام" تقضي بقيام دولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة، بالإضافة إلى طرح إمكانية التفاوض والتفاهم مع حركة حماس المسيطرة على قطاع غزة منذ يونيو 2007. يأتي ذلك في وقت تحدثت فيه وسائل إعلام إسرائيلية عن نية الرئيس الفلسطيني محمود عباس "حل السلطة الفلسطينية"، وعن تفاهم سري توصل إليه رئيس وزرائه سلام فياض مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما لإعلان دولة فلسطينية من جانب واحد على حدود عام 1967. وقال موفاز إنه في حال أبدت حماس استعدادها للحوار، فيجب على "إسرائيل" أن تجلس على طاولة المفاوضات معها. وتقضي خطته بإقامة دولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة تشمل ما بين 50% إلى 60% من أراضي الضفة الغربيةالمحتلة. واعتبر أن "تنفيذ هذه الخطة ضروري لأنّ حالة الهدوء النسبي الراهنة خطيرة؛ لكونها ستؤدي في نهاية المطاف إلى مواجهة عنيفة ودامية بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني". واقترح أن يتم ضم جميع المستوطنات الكبيرة في الضفة إلى "إسرائيل"، معتبرا أنه لا مانع من تنفيذ مقترح تبادل الأراضي مع الفلسطينيين، ورأى أن الدول العظمى لن تتوانى بعد ذلك عن دعم الدولة الفلسطينية الجديدة. تجميل وخبث سياسي
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عن موفاز قوله إن: "الخطة الجديدة ستغير كثيرا في المنطقة، في البداية ستقام دولة فلسطينية بحدود مؤقتة، ولن تتم عملية إخلاء المستوطنات، ولن ينتشر الجيش الإسرائيلي من جديد، شريطة عدم حصول أية مواجهات مع المستوطنين". واعتبر أن هذه الخطة بحاجة إلى قيادة فلسطينية تتفهمها وتنفذها؛ حيث إنها تسمح للشعب الفلسطيني بتحقيق كل ما يريده، مشددا على أنه في نهاية المطاف سيحصل الفلسطينيون على كامل مساحة أراضي 1967 ولكن ليس الحدود. تعليقا على خطة موفاز، وصفت حركة حماس تصريحاته ب"الخبث الإسرائيلي واللعب على التناقضات داخل الساحة الفلسطينية". وقال المتحدث باسم الحركة فوزي برهوم في تصريحات ل"إسلام أون لاين" إنّ "موفاز يريد أن يجمل وجه الاحتلال". وجدد موقف حركته الرافض لأية مفاوضات مع إسرائيل، قائلا: "لن نقبل بمفاوضات تعطي الاحتلال الشرعية على أرضنا ومقدساتنا، ولن نستنسخ تجارب فاشلة دامت نحو عقدين من الزمن". ورأى برهوم في دعوة موفاز التي جاءت بعد أيام قليلة من إعلان الرئيس عباس اعتزامه عدم الترشح للانتخابات المقبلة، "تعزيزا لموقف حماس القاضي بالتمسك بمشروع المقاومة والعودة للحق الفلسطيني". ودعا إلى توحيد الصف الفلسطيني وتقوية الجبهة الداخلية في مواجهة التحديات الراهنة. يأتي ذلك في وقت تحدثت فيه تقارير إسرائيلية عن اعتزام الرئيس عباس الإعلان عن فشل العملية السلمية وحل السلطة الفلسطينية. ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" اليوم عن مسئولين في السلطة قولهم إنّ الرئيس عباس ينتظر، قبيل الإعلان عن نيته، ليرى إذا ما كانت ستقوم واشنطن والأطراف الأخرى ببذل ما يكفي من الضغوط على إسرائيل لوقف بناء المستوطنات وإيجاد حل لمسألة الدولتين. وأعلن الرئيس عباس الخميس الماضي في خطاب موجه للشعب الفلسطيني أنه لن يترشح لولاية جديدة في الانتخابات المقررة في يناير المقبل، معربا عن إحباطه لتعثر عملية السلام. ونقلت الصحيفة عن مساعدين لعباس قولهم إنه بخطابه وجه رسالة احتجاجية إلى الأمريكيين، تفيد بأنّ انحيازهم لصالح إسرائيل أدى إلى تخريب العملية السلمية، وأنه محبط من الموقف الأمريكي بعد أن خذله وأسقط الشروط المسبقة للتفاوض. إعلان الدولة برهوم يرى أن موفاز يحاول تجميل وجه الاحتلال في غضون ذلك، قالت مصادر في حكومة الاحتلال إنّ رئيس الحكومة الفلسطينية في رام الله سلام فياض توصل إلى تفاهم سري مع الإدارة الأمريكية سيتم بموجبه إعلان قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 من جانب واحد يحظى باعتراف رسمي من قبل الولاياتالمتحدة ومجلس الأمن. وذكرت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية اليوم أنّ رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو طالب الإدارة الأمريكية بالتحفظ على مثل هذا المقترح، واستعمال حق "الفيتو" (النقض) ضده في حال تم عرضه على مجلس الأمن. وأضافت الصحيفة أنّ اتفاق فياض مع الإدارة الأمريكية من شأنه "أن يعيد حدود إسرائيل إلى حدود عام 1948؛ حيث ستكون السيادة الإسرائيلية على القدس مجرد احتلال وسيعطى للفلسطينيين حقهم بالدفاع عن النفس هناك". ووفقا ل"هاآرتس" فإنّ الخطة تقضي بأن تتوجه السلطة الفلسطينية والعديد من الدول العربية إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة لطلب السيادة على حدود عام 1967.