ابراهيم بالكيلاني ( أوسلو ) بمبادرة من أبرز المؤسسات الاسلامية في النرويج ، تأسس المجلس الاسلامي النرويجي سنة 1993 ، كمظلة تجمع اليوم 34 مركزا ومؤسسة اسلامية في النرويج . و يمثل المجلس الجالية الاسلامية النرويجية أمام السلط الرسمية و المؤسسات الأهلية و الاعلامية . و هو إطار تنسيقي يجمع الجهود للعمل من أجل : · تمكين المسلمين من العيش وفقا للتعاليم الإسلامية في المجتمع النرويجي، والمساهمة في بناء هوية المسلم النرويجي. · تعزيز الوحدة بين المسلمين في النرويج وحماية حقوق ومصالح المنظمات الأعضاء. · أن يكون المجلس أداة في بناء الجسور والحوار الذي يخلق التفاهم والاحترام المتبادل بين المسلمين وغير المسلمين في النرويج، فيما يتعلق بالدين والثقافة والقيم الأخلاقية. و ينضوي تحت المجلس 9 من جملة أكبر 10 مؤسسات على الساحة الاسلامية العاملة في النرويج و من أبرز هذه المؤسسات : المركز الثقافي الاسلامي الألباني ، المركز الثقافي الاسلامي ، الجمعية الاسلامية المشتركة للبوسنا و الهرسك : الرابطة الاسلامية في النرويج ، مركز التوفيق الاسلامي ، إدارة منهج القرآن ، مركز جماعة أهل السنة و غيرها . عقد المجلس جمعيته العمومية يوم السبت الموافق ل 26 مارس 2011 بحضور ممثلين عن المؤسسات الأعضاء في مقر الرابطة الاسلامية في النرويج . و قد تعرض التقرير الأدبي الذي قدمه رئيس المجلس إلى العديد من الملفات التي كانت حاضرة في وسائل الاعلام في علاقة مع الجالية و أهمها : 1. "الشرطة الأخلاقية" بمعنى التوجيه القسري للسلوك و ذلك باعتماد سلطة المنظومة الأخلاقية في علاقتها بالحرية الفردية . 2. عودة الحديث عن الصور الكاريكاتورية المستهدفة لمقام النبوة بعد إعادة نشرها في موقع المخابرات النرويجية على الشبكة الاجتماعية ( الفايسبوك ) . 3. التطرف خاصة بعد أحداث التفجير التي حدثت في استكهولم . إذ نظم المجلس بالاشتراك مع جمعيات مسيحية وقفة احتجاجية ضد التفجير و تضامنية مع أهالي استكهولم و الضحايا . و قد شارك وزير الخارجية في هذه الوقفة الاحتجاجية . 4. الحجاب إذ سعت بعض الأطراف إلى منع الحجاب في المدارس الابتدائية ، و قد صرحت بذلك وزيرة التعليم و التي تتولى رئاسة حزب اليسار الاشتراكي الذي يحظى بتقدير من الجالية لمواقفه الايجابية تجاه القضية الفلسطينية و العديد من القضايا الاسلامية . و رئيسة الحزب نفسها رفعت لواء مقاطعة اسرائيل في الحكومة النرويجية . و لكن بعد تواصل بنّاء بين فعاليات الجالية و الحزب ، حسم أعضاء الحزب خيار عدم التقدم بأي مشروع قرار لمنع الحجاب . و هذا يشير إلى أهمية التواصل السياسي بين مكونات الجالية و الأحزاب السياسية و القدرة على تجنيب الجالية مزيد من الضغوط و الاحراجات . 5. الحديث عن بروز ظاهرة كره لليهود لدى طلاب الجالية المسلمة في المدارس ، خاصة بعد الاعتداءات الوحشية على قطاع غزة . و قد تم تنظيم لقاءات حوارية بين الشباب المسلم و الشباب اليهودي و هي خطوة في إطار التعايش و البحث عن المشترك الذي يجمع شباب النرويج بغض النظر عن الانتماءات الدينية . 6. مقترح تعليم الأئمة الذي تقدم به حزب اليسار إلى البرلمان ، و قد أكد المجلس الاسلامي النرويجي على أن تعليم الأئمة و مشرفي المؤسسات الدينية ليست مهمة رسمية لتصوغها الحكومة في صيغة محددة ، و دعا المجلس عوض ذلك إلى تنظيم دورات تكوينية للمسؤولين الدينيين و إرشادهم في كيفية التعامل مع مجتمع متعدد الثقافات و الديانات . 7. تصريحات و فتاوي مجلس الافتاء و البحوث الأوروبي الذي يترأسه العلامة يوسف القرضاوي و خاصة تلك المواقف التي تتعلق بالقضية الفلسطينية و دعم العمليات الاستشهادية أو تلك التي تتعلق بموقف الاسلام من بعض القضايا التي يعتبرها الغرب جزء من الحرية الشخصية . 8. الحوارات التي تناولت فكر الاخوان المسلمين بعد انتاج فيلم " الحرية ، المساواة و الاخوان المسلمون " الذي أعده وليد القبيسي . و قد تعرض الفيلم إلى نقد لاذع من بعض النقاد باعتباره لا يتوفر على الشروط الفنية للأفلام السينمائية ، و لكن الجدل السياسي هو الذي دفع به إلى ساحة الاعلام . و فيما يتعلق بالأنشطة التي ترتبط بالعلاقات الاجتماعية فقد تم التأكيد على أهمية ما تم انجازه فيها و تمت الاشارة إلى : 1. مشروع اللحم الحلال حيث تم انجاز اتفاقية مع شركة متخصصة يقضي بتوفير اللحم الحلال تحت المراقبة الشرعية للمجلس و قد تم منح "ماركة السلام " لهذه المنتجات . و تم التواصل مع شركات التوزيع و البيع الكبيرة المنتشرة في كامل النرويج لتوفير هذه المواد في محلاتها . 2. مقابر المسلمين حيث تم الاتفاق مع العديد من البلديات لتخصيص أمكان يدفن فيها موتى المسلمين . و تتولى مؤسسة خدمات الاشراف على تيسير غسل الموتى في المستشفيات و نقل الموتى إلى المقابر . 3. تدعيم مواهب الشباب في قراءة القرآن و الانشاد الاسلامي ، حيث تنظم مسابقات وتوزع الجوائز على الفائزين في احتفالية بهيجة تجمع أبناء الجالية . و في هذا الاطار تعتبر الرابطة الاسلامية في النرويج رائدة في مجال تحفيظ القرآن ، إذ هي تشرف على دورة سنوية برعاية مؤسسات اسلامية تدوم لمد أريعين يوما تخصص للراغبين و المؤهلين لحفظ كتاب الله كاملا ، و تبلغ الدورة هذه السنة دوريتها الرابعة و النتائج و لله الحمد طيبة . 4. المخيم الشبابي حيث يدعم المجلس المخيم السنوي لجمعية الشباب المسلم التابع للرابطة الاسلامية الذي يقام في أوائل شهر يونيو من كل سنة . و يسعى المخيم إلى تجميع الشباب المسلم في لقاء ترفيهي و تكويني و تربوي يشرف عليه مجموعة من الخبرات و تشارك فيه بعض الشخصيات الدعوية من داخل أوروبا .
و قد صادق المشاركون في الجمعية العمومية على مشروع تعديل لإتفاقية سابقة توافقت عليها بعض المؤسسات فيما يتعلق بالتقويم القمري الذي يحقق للجالية الوحدة و التنظيم و الدقة الزمنية عند وضع رزنامة الأنشطة و الأعمال السنوية . و قد تم في هذه الجمعية انتخاب إدارة جديدة للمجلس . و قد أكد رئيس المجلس سنيد كوبيليكا الذي تم إعادة انتخابه من جديد كرئيس للمجلس الاسلامي النرويجي في دورته الجديدة إلى أهمية تظافر الجهود بين جميع المؤسسات الاسلامية و البحث عن المشترك و تعضيده , و أكد سنيد أيضا على ضرورة تكثيف الجهود للتواصل و العناية بالشباب و العمل على تفعيل المرأة المسلمة لتأخذ مكانها في العمل الاسلامي في النرويج .