انفجرت عبوة ناسفة بعد ظهر الجمعة لدى مرور آلية عسكرية تابعة للقوة الدولية الموقتة في لبنان (يونيفيل) عند مدخل مدينة صيدا في الجنوب، ما أسفر عن جرح ستة عناصر في الكتيبة الايطالية ومدنيين لبنانيين اثنين، في هجوم هو الاول من نوعه منذ العام 2008. وكانت وكالة انباء "انسا" الايطالية نقلت عن مصادر في وزارة الدفاع الايطالية ان جنديا ايطاليا قتل، لكن وزير الدفاع الايطالي اينياسيو لا روسا عاد ونفى سقوط أي قتيل في صفوف القوة الايطالية. واكد الناطق باسم اليونيفيل نيراج سينغ ان "انفجارا استهدف دورية لوجستية على الطريق الدولي بالقرب من صيدا"، منددا بهذا "العمل الشائن" الذي يهدف "بوضوح الى المس بقرار مجلس الامن 1701 والاستقرار في الجنوب" اللبناني. واضاف "تجدد اليونيفيل بعد هذا الاعتداء تصميمها والتزامها بالتفويض المعطى لها اقوى من اي وقت مضى. سنواصل عملياتنا في الجنوب الى جانب الجيش اللبناني من اجل تنفيذ المهمة الموكلة الينا بموجب القرار 1701". واوضح مصدر امني لفرانس برس ان العبوة كانت مزروعة الى جانب الطريق وانفجرت لدى مرور الآلية في منطقة الاولي، جسر الرميلة، عند مدخل مدينة صيدا اثناء توجه الآلية من بيروت نحو الجنوب. وقد تسبب الانفجار، بحسب مصدر طبي، باصابة ستة جنود ايطاليين بجروح اصابة اثنين منهم خطرة، ومدنيين لبنانيين كانا على الطريق، اصابة طفيفة. واوضح الوزير الايطالي ان الاعتداء نفذ بواسطة "عبوة بدائية اصابت سيارة جيب وليس الية مصفحة"، وان احد الجنديين المصابين اصابة بالغة "قد يفقد احدى عينيه فيما اخضع الجندي الاخر لعملية جراحية". واعلن الجيش اللبناني واليونيفيل فتح تحقيق في الحادث. وقد ضرب الجيش اللبناني طوقا امنيا حول المكان، وقطع الطريق العام السريع وحول السير على الطرق الفرعية. واعتبر الرئيس اللبناني ميشال سليمان ان الانفجار "الاجرامي" يرمي الى "زعزعة الامن والاستقرار في البلاد". ودان رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري "باسم الحكومة اللبنانية بأشد عبارات الادانة هذا العمل الارهابي الذي لا يستهدف دور الاصدقاء في العالم في حماية السيادة اللبنانية وتوفير مقومات الاستقرار لبلدنا، انما هو يستهدف سلامة لبنان وشعبه". وحذر من "اي محاولات لاستخدام لبنان ساحة جديدة لتوجيه الرسائل ضد المجتمع الدولي وقوات الطوارئ الدولية في جنوب لبنان تحديدا". واتصل رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي بالممثل الخاص للأمم المتحدة في لبنان مايكل وليامز منددا بالانفجار، ومنوها "بالجهود التي تبذلها الاممالمتحدة لدعم الامن والاستقرار في جنوب لبنان". في روما، اكد رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني تعاطفه مع "عائلات الجرحى وعناصرنا الذين يؤدون مهمة سلام" مضيفا "نتمنى لهم الشفاء العاجل". وقدم وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني تعازيه الى عائلات المصابين "الذين قدموا حياتهم لتشريف بلادهم ضمن مهمة سلام". ودان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الهجوم، وقال "ادين الهجوم على قوة الاممالمتحدة لحفظ السلام الذي وقع في لبنان. انه امر مؤسف وخصوصا ان اليوم يصادف اليوم العالمي لقوات حفظ السلام في الاممالمتحدة". واضاف ان "الاممالمتحدة ستعمل في شكل وثيق مع السلطات اللبنانية من اجل تحقيق كامل وسريع حول الهجوم بهدف احالة مرتكبيه امام القضاء". وتنتشر القوة الدولية في الجنوب منذ 1978، وتم تعزيزها العام 2006 اثر نزاع بين حزب الله واسرائيل استمر 33 يوما وتسبب بمقتل اكثر من 1200 شخص في الجانب اللبناني و160 في الجانب الاسرائيلي. ومنذ العام 1978، قتل 292 جنديا من اليونيفيل في الجنوب، بحسب ارقام القوة الدولية. وتعرضت قوة اليونيفيل لعدد من الهجمات منذ العام 2006 كان اشدها هجوم اودى بحياة ستة جنود من الكتيبة الاسبانية في العام 2007، وآخرها هجوم في العام 2008 أسفر عن جرح جنديين ايرلنديين اثنين. ويبلغ عديد اليونيفيل حاليا حوالي 13 الف عنصر.