أعرب الدكتور علي محمد الصلابي الكاتب والباحث الليبي في الشؤون الإسلامية عن أسفه لقرار السلطات الليبية منع جميع كتبه من التداول في معرض الكتاب بليبيا، واكتفى في تصريحات لوكالة قدس برس بالتذكير بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم، الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي عبد الله النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إنّ الحلال بيّن والحرام بيّن، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات فقد وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه، ألا وإنّ لكل ملك حمى، ألا وإنّ حمى الله محارمه، ألا وإنّ في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب). وكانت مصادر إعلامية ليبية قد أكدت أنّ السلطات الليبية منعت جميع كتب الدكتور علي الصلابي من مشاركتها في معرض الجماهيرية الدولي للكتاب الذي افتتح في العاشر من الشهر الحالي ويستمر حتى التاسع عشر من نفس الشهر. وذكرت صحيفة "ليبيا اليوم" الليبية أنّ أمين المؤسسة العامة للثقافة نوري الحميدي أصدر تعليماته بمنع كتب الصلابي من المشاركة بعد أن كان مسموحا بها. وأشارت إلى أنّ هذه ليست المرة الأولى التي تمنع فيها السلطات الليبية كتب الصلابي من الدخول أو المشاركة في معارض الكتاب في ليبيا فقد تم مع بداية افتتاح المعرض منع كتاب الحركة السنوسية الذي يتناول شخصيات محورية في الحركة وهي: الإمام (محمد بن علي السنوسي) مؤسس الحركة، و(محمد المهدي) الزعيم الثاني للحركة، والإمام المجاهد (أحمد السنوسي)، والملك (إدريس السنوسي)، إضافة إلى شيخ الشهداء (عمر المختار). كما منعت السلطات الأمنية قبل عامين كتب الصلابي من المشاركة في معرض طرابلس الدولي للكتاب الذي أقيم في سبتمبر عام 2007، إلاّ بعد جهود قامت بها مؤسسة القذافي للتنمية التي يرأسها الدكتور سيف الإسلام القذافي أثمرت في حينها رفع قرار المنع، ليصبح، ولأول مرة، مسموحًا لكتب الدكتور علي الصلابي بالتداول داخل ليبيا. ويأتي قرار المنع الأخير بعد تصريحات للدكتور علي الصلابي أفتى فيها بعدم جواز استخدام مصطلح "الزنادقة" لوصف الإسلاميين، وبعدم جواز بقاء عناصر الجماعة المقاتلة في السجن، وذلك إثر المراجعات الفكرية التي قاموا بها، وأشاد بها علماء وكتاب إسلاميون من مختلف أنحاء العالم. كما تأتي في ظل أجواء من التفاؤل بإصلاح حقيقي يقوده الدكتور سيف الإسلام القذافي وتشارك فيه جميع الفعاليات الليبية، وهي تفاؤلات أشاعت أجواء من الأمل بحل تاريخي للصراع التقليدي بين الإسلاميين ونظام الحكم في ليبيا.