رجّح العميد مختار بن نصر بوزارة الدفاع أن تكون الحرائق التي طالت بعض الغابات في تونس "بفعل فاعل"، وهو ما يمكن أن يفيد بأن هناك أطراف متطرفة تسعى لإحراق الغابات لإدخال البلبلة في البلاد. وحسب حبيب عبيد مدير المحافظة على الغابات بالإدارة العامة للغابات تم تسجيل 49 حريقا منذ غرة جوان الماضي إلى غاية 20 جويلية الحالي. علما أن حرائق العام الماضي تقدر بنحو 150 حريق، لكن المساحات المتلفة كانت أقل من هذه السنة.
وأتلفت الحرائق المسلجة خلال هذه الفترة قرابة 530 هكتارا، منها 400 هكتار أتلفت "بدار شيشو" بولاية نابل وتحديدا بين قليبية والهوارية. أمّا بقية المساحة المحروقة (130 هكتار) فتتفرق على عديد الولايات الغابية.
وبالنسبة إلى غابة "دار شيشو"، التي نشب بها الحريق يوم 14 جويلية الحالي، فهي تمتد على 12 ألف هكتار، ووقع غراستها من قبل الدولة منذ 60 عاما لتثبيت الرمال وحماية البيئة.
وبحسب حبيب عبيد مدير المحافظة على الغابات، فقد أتى الحريق في بادئ الأمر على 17 هكتار وبعدما وقع إخماده من قبل الجيش الوطني والحماية المدنية عاد الحريق ليندلع مرّة أخرى حتى شما 87 هكتار ثمّ 300 هكتارا وفي النهاية 400 هكتارا.
واستغرب حبيب عبيد من اندلاع الحريق بغابة "دار شيشو" من خمس جهات وفي نفس التوقيت، وهو ما يعزز الشكوك بأن هناك محاولات إجرامية تقف وراءها بعض الجهات لخلق الدمار في البلاد.
علما أن البلاد تعيش حالة من الاحتقان والانفلات الأمني الذي طالما يبرز كلما اقترب موعد الانتخابات، بما يثبت أن هناك أياد خفية تحرك مجموعات متطرفة ومأجورة لإفساد الانتخابات وتكبيد البلاد خسائر كبيرة.
