هذا هو عنوان المقال وإن شئت فسمه بنظرة في الواقع التونسي أول خطاب قام به السيد القائد السبسي غداة تسلمه لمنصب الوزير الاول حدثنا فيه عن استرجاع هيبة الدولة كهدف أول يقوم به بعد تمسكه بالوزارة ولم يفصل حينها أو يبين لنا المعنى المقصود من ذلك ؟؟ وإن كان المعنى واضحا لا يحتاج لبيان خصوصا وأن قائله كان يوما ما كاتب دولة لوزير الداخلية ؟؟ وقد فهمها الناس بإعادة تكوين دولة البوليس من جديد واسترجاع الشرطة لوظيفتها القمعية ؟؟ ولكنه سارع بخبث الثعلب العجوز باستبعاد هذا المعنى وفسر (هيبة الدولة ) برجوع الدولة لنشاطها العادي بالسهر على مصالح الناس ؟؟؟؟؟؟ لم يكن القايد السبسي يريد إثارة المشاكل في بداية مشواره الالتفافي على ثورة شعب سقاها بدمه ؟؟ فأظهر في مقابلاته الصحفية الأولى اتساع صدره وروح الدعابة لديه ؟؟؟ ولكنه فاته أن ما بالطبع لا يتغير وهو الذي لم يتعود على الصراحة أبدا طيلة الحقبة البورقيبية البائدة فكان على مضض يستمع للأسئلة المحرجة ويلتف حولها متجنبا الإجابة ؟؟ وكان حينها أول العهد بالإلتفاف؟؟ شيئا فشيئا بدأت تظهر ملامح هيبة الدولة لدى قايد السبسي ؟ وإن كان الشعب متأ كدا من ماهيتها ؟ وأنا لن أطيل في سرد الأحداث والأدلة ولكن باختصار شديد ؟؟ هيبة الدولة لدى القائد السبسي تعني الوقوف بقوة وبحزم نعم وبكل حزم أمام أي مطالب سياسية من شأنها تكريس الخيار الديمقراطي والحريات في البلاد لأن ذلك لا يخدم مصلحة المتنفذين الذين أتوا به للوزارة الأولى؟؟ يظهر ذلك من خلال قمعه الشديد لمحاولتي اعتصام القصبة 3 فقد أجمع أمره وجمع كل ما لديه من قوة وبأس في سبيل منع الإعتصام ومن ورائه المطالبة بتسريع الإجراءات الهادفة لإنجاح مطالب الثورة التونسية ؟ حينها فقط ظهر بأس الشرطة التونسية وتنظيمها وتصميمها على إنجاز المهمات ؟؟ أما أمام حفنة من اللصوص والمجرمين فالشرطة تكاد تكون غائبة باستثناء بعض المرات تتواجد فيها الشرطة من باب الحفاظ على ماء الوجه وتجنب الإحراج ؟ وكذلك تظهر هيبة دولة السبسي من خلال عدم التصريح بمحاسبة كبار جلادي الداخلية أيام الجمر في تسعينات القرن الماضي بل ولا حتى التلميح ؟ وذلك لعلمه أن الآلة القمعية لبن علي سيحتاجا هو أيضا للإلتفات على الثورة ؟؟ تظهر أيضا هيبة دولة السبسي من خلال تعيينه تجمعيين سابقين في مناصب هامة في الدولة وكذلك وزراء سابقين لبن علي كوزير الداخلية الصيد مثلا ( أسد علي وفي الحروب نعامة ) وكذلك وهو الأهم في التلكؤ في محاسبة مفسدي النظام السابق بل و إطلاق سراحهم وأنا أقول أن إلقاء القبض عليهم كان فقط لذر الرماد على العيون وليظهر بمظهر المستجيب لمطالب الشلرع التونسي ؟؟ ولكن مؤخرا ضاق صدره فظهرت سريرته للعلن عندما سخر من إحدى صحفيات قناة تونس 7 ومن خلال إبعاده للصحفي الذي استجوب مدير الأمن ؟؟ رائيا في ذلك إنقاصا من هيبة الدولة المفقودة ؟ باختصار بشائر هيبة الدولة لدى السبسي ستظهر للعلن شيئا فشيئا ؟ سيحاول القائد السبسي مستعينا بوزارة الداخلية (المهيضة الجناح عندما هاجمها مواطنون(شرطة سريون ) في وضح النهار بعد تصريحات الراجحي المثيرة للجدل فأغلقت بابها وأسدلت نقابها ) الاعب الأساسي في مهمة الإلتفاف على الثورة إدخال البلاد في حالة فوضى بدأت بوادرها في أحداث جندوبة ونشر جيش من المندسين والملتحين داخل التيار الاسلامي عموما لحملهم على القيام بأعمال عنف تدين التيار الإسلامي عموما بما فيها حركة النهضة ويستعمل فزاعة المخلوع بن علي وهي الأسلاميين لاستعادة هيبة الدولة المفقودة ؟؟؟ والإلتفاف على إرادة الشعب التونسي ؟؟ وإلغاء إجراءالأنتخابات تحت مبررات شتى ؟؟ وإن غدا لناظره قريب ؟؟؟ على أن استعادة هيبة دولة السبسي لن تتم بإذن الله إن تصدى لها الشعب ونسيت الأحزاب الجدية خصوماتها وحمت شباب الثورة الذي لولاه لما أطيح بالمخلوع. العمري التونسي