مازالت تجليات ثورتنا المجيدة 25 يناير تتوالى ، بين الفرص والتهديدات والمخاوف والتطمينات ، ومازالت التحولات تتوالى هي الأخرى بين ألوان الطيف السياسي والعقدي ما يؤكد أن مصر الجديدة في حالة ميلاد طويل ، ميلاد للدولة والشعب والمؤسسات والكيانات ، القديمة بتوفيق أوضاعها والجديدة بحماسها وطموحها ،وفي جميع الأحوال تشهد الساحة العديد من التحولات منها : ** سيادة القانون بنمط غير معهود حين يقف الرئيس المخلوع وأبنائه ووزرائه في قفص الاتهام لتؤكد الشواهد أن الشعب هو الأقوى والأبقى مهما طال الزمن وغر المستبد قوته وقدرته ** حرص المجلس العسكري على انتقال السلطة لحكومة مدنية وإلحاح دعاة الليبرالية والديمقراطية على إبقاء العسكر على منصة الحكم بدعاوى حماية الدولة المدنية! ** عدم استقرار الحالة الأمنية لأسباب لكننا لم نصل لمستوى أحداث لندن ما يؤكد حضارية الثورة والشعب والمؤسسات ** المزيد من الصعوبات المعيشية على مستوى الأجور والأسعار والخدمات لكننا مازلنا في منطقة الآمان المجتمعي بمنظومة القيم الاجتماعية التي استدعتها الثورة ** المزيد من الضغوط الداخلية والإقليمية والدولية بهدف التدخل لتحويل بوصلة الثورة التي مازالت وطنية مصرية خالصة ** قبول الإسلاميين بالدولة المدنية وإصرار الليبراليين على الدولة العسكرية أو اللا دولة بإطالة الفترة الانتقالية وتأخير بناء مؤسسات مصر ما بعد الثورة
** حالة الاستقطاب الحاد والقاسي بين المربع الليبرالي – العلماني والناصري واليساري – والمربع الإسلامي
** تأجيل الديمقراطية وربما تجميدها أو الإطاحة بها خوفاً من أغلبية التيار الإسلامي المتوقعة في الانتخابات القادمة
** تغيير الأماكن والمقاعد بين السلطة والليبرليين ، قبل الثورة كانت السلطة في المقدمة ومن خلفها التيارات الليبرالية والعلمانية واليسارية تشرعن وتقنن وبعد الثورة تقدمت النخبة العلمانية وتريد سحب أو جر السلطة المدنية والعسكرية
** الانكشاف السياسي والديمقراطي وربما الأخلاقي عن بعض دعاة الليبرالية بالالتفاف على إرادة أكثر من 77% من الكتلة التصويتية للمصريين ومحاولة فرض إرهاب وابتزاز الأقلية
** كثرة الأحزاب والائتلافات لدرجة غير مسبوقة – 48 حزباً و 186 ائتلافاً – مع قلة الأفكار والبرامج والخطط وندرة التأطير الفاعل والمؤثر
** حالة الارتباك التي تعانيها مؤسسة الحكم بجناحيها المدني والعسكري في التصريحات والمواقف والممارسات
** دخول بعض الجماعات الصوفية على خط العمل السياسي بعد طول خدمة لمنظومة الاستبداد والفساد والقمع
** تحول الخلاف الفكري والبرامجي إلى خصام نكد حل فيه الشقاق مكان الوفاق والصراع مكان التنوع والإبداع وربما نحن في طريق الصدام
وأخيراً .... رغم التحولات السابقة التي تغلب فيها السلبيات على الإيجابيات والتهديدات على الفرص والمخاوف على التطمينات ، إلا أن روح الثورة وإرادة التغيير والنهضة وقيم التعاون والتعايش والشعور بالمسئولية وحماية الثورة تعطي الأمل أننا سنعبر هذه المرحلة ونصل إلى بر الآمان بثورتنا المصرية الرائعة.