يأبى الرحمان الرحيم ألا ينقضي هذا الشهر الكريم وفي مفتتح العشر الأواخر منه إلاّ وقد منّ على شعب ليبيا الشقيق وعلى الأمّة بهذا النصر المبين، وذلك بعد أكثر من ستة أشهر من إندلاع ثورة 17 فبراير من أجل الحرية والكرامة، فلقد تمكن الثوار بتوفيق الله ليلة الإثنين 22 من رمضان من دخول العاصمة طرابلس مظفرين رافعين رايات الثورة على كل مؤسسات الدولة، عدا أجزاء صغيرة لا شك في التحاقها بباقي أجزاء القطر الليبي ، إلى جانب وقوع رموز للنظام في الأسر أو فرارهم أو انضمامهم إلى صفوف الثوار واستسلامهم بما في ذلك الكتيبة المكلفة بحماية رأس النظام وبذلك تكون نهاية حكم عربي آخر على خطى نظامي المخلوعين التونسي والمصري ، وانتصار ثالث للثورة العربية في نفس سنة الربيع العربي الذي انطلقت شرارته من تونس، ولم يبق أمام رأس النظام إلا أن يسلم بالأمر الواقع وبنهاية نظامه حقنا للدماء. وحركة النهضة التي سبق لها أن أصدرت أكثر من بيان وساهمت في أكثر من فعالية مناصرة لأشقائها في محنتهم، تهنئ من أعماق القلب أشقاءنا الذين قاسمناهم ثورتهم المباركة منذ إندلاعها بما عزز أواصر الأخوة بين الشعبين ، كيف لا والتونسيون والليبيون شعب واحد، تجمعه وحدة الدين والحضارة والمصير. كما تترحم النهضة على أرواح الشهداء الأبرار وتهنئ كافة أبناء شعبها في ليبيا والإخوة في قيادة المجلس الوطني الإنتقالي ممثلا بالشيخ مصطفى عبد الجليل وبهذه المناسبة المباركة تذكر الحركة الجميع بما يلي: 1- ضرورة ضبط النفس والتحلي بالحلم والصبر والعفو حقنا للدماء ومنعا للتشفي والإنتقام سيرا وراء خطى نبينا عليه السلام على أن يترك للعدالة أن تأخذ مجراها إنصافا للمظلومين مصداقا لقوله تعالى" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ" سورة المائدة 2- وجوب المحافظة على وحدة الشعب الليبي و سلامة ترابه الوطني، والعمل الجاد على إستيعاب كافة المكونات الوطنية الفكرية والسياسية والقبلية من أجل أن تنطلق ليبيا الجديدة نحو المستقبل متخففة من جراحات الماضي ،دولة ديمقراطية عربية مسلمة ينعم فيها جميع مواطنيها بالعدل والحرية والكرامة . الإثنين 22/ رمضان/1432 ه - الموافق 22/ أوت/2011 م حركة النهضة الرئيس الأستاذ راشد الغنوشي