تونس الصباح: مع بلوغ انتشار فيروس أنفلونزا A/H1N1 مرحلة العدوى المجتمعية، وقصد الحد من انتشاره بالأوساط التربوية والتكوينية، صدرت عن وزارتي الصحة والتربية مذكرة تؤكد على وجوب التعاطي مع كل الحالات المشتبه فيها مهما كان نوعها.
كحالات أنفلونزا تقتضي العزل والإبعاد المدرسي الآلي دون اللجوء إلى التأكد المخبري للأنفلونزا، ما يعني الاستغناء عن انتظار تأكد الإصابة من خلال ما تقرره التحاليل واعتبارها آليًا فريب اتش واحد آن واحد... ويتم اعتماد التحاليل لإثبات الحالة بالمناطق التي لا تسجل انتشارًا سريعًا. وهكذا، فعلى الولي الاحتفاظ بابنه بالبيت وعدم إرساله إلى المدرسة عند ظهور أية أعراض أنفلونزا من حرارة وعلامات تنفسية... مثل هذا الإجراء يدعو كذلك إلى الاستغناء عن مطالبة التلميذ المتغيب بالاستظهار بشهادة طبية تثبت سلامته وتعافيه كما هو الحال راهنًا عند استئناف الدراسة. هذا التوجه الجديد في التعامل الوقائي مع المرض، تم الإعلان عنه في لقاء إعلامي انتظم أمس بوزارة الصحة ضم الإطارات الصحية والتربوية المعنية. وتجدد خلال اللقاء التعرض إلى الإجراءات الخاصة بتدارك الغيابات وتدارك حصص الدرس الضائعة جراء غلق المؤسسات التعليمية والتي تناولتها «الصباح» في عدد أمس. كما تم التأكيد من جانب ممثل وزارة التربية بأن التمديد في عطلة العيد غير وارد ولا مبرر له لاحتواء العدوى بالوسط المدرسي. واستنادًا إلى آخر جرد للوضع الوبائي الناجم عن انتشار الفيروس، تم التصريح بتقصي أكثر من 300 حالة على الصعيد الوطني منها 200 حالة بالوسط التربوي، انطلقت أساسًا بالمؤسسات التابعة للبعثات الأجنبية ثم أخذت في الانتشار بشكل مكثف خلال الأسبوعين الماضيين بالمؤسسات العمومية. وإلى غاية أمس تم غلق كلي لتسع مؤسسات، وغلق أقسام داخل عشر مؤسسات. وتتمركز معظم الإصابات المجمعة في مناطق محصورة تتوزع على ولايات نابل وأريانة وبنسبة أقل صفاقس تليها بنزرت.. وشدد المتدخلون على أن الانتشار المسجل لا يدعو للفزع لكنه يتطلب الجد. المؤسسات الجامعية وفيما يتعلق بالوضع في المؤسسات الجامعية، تم الإعلان عن غلق مؤسسة واحدة الهندسة المعمارية سيدي بوسعيد يستأنف النشاط بها يوم الثلاثاء القادم. ويناهز العدد الجملي للإصابات في مؤسسات التعليم العالي 43 حالة منها 8 حالات بمبيت جامعي بزغوان إلى جانب 6 حالات أخرى بمؤسسة جامعية بالجهة، ورصد حالات بمؤسسات تابعة لجامعة قرطاج بالعاصمة. ولمزيد تفصيل ودعم إجراءات الوقاية والترصد، أقدمت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي على تعيين منسق دائم بكل الجامعات والدواوين الجامعية لمتابعة الوضع بصفة يومية، مع إقرار تخصيص اعتمادات مالية لتأمين توفير المستلزمات الصحية لا سيما المحرار داخل المؤسسات التعليمية.. من جانب آخر، ولامتصاص حالة الفزع التي انتابت الأولياء ولتبسيط آليات الإعلام والتبليغ وكذلك التحسيس، تقرر الشروع في تنظيم لقاءات معهم بكل مؤسسة تربوية بالتنسيق مع الفرق الصحية. شروط الغلق أما الجديد الذي أتت به المذكرة المشتركة، فيتعلق باعتبار تسجيل 3 حالات أنفلونزا «أ» على الأقل في نفس الفصل وفي نفس الأسبوع كحالة مجمعة تقتضي غلق القسم. وبالنسبة إلى اللجوء إلى الغلق التام للمؤسسة التربوية، فيستند إلى تسجيل 3 حالات أنفلونزا مجمعة بنفس المؤسسة وبنفس الأسبوع بالنسبة إلى المؤسسات التي لا يتعدى عدد تلاميذها 500 تلميذ. وعند تجاوز هذا العدد من التلاميذ (فوق 500) بالمؤسسة الواحدة، يتم الغلق عند تسجيل 5 حالات مجمعة في نفس الأسبوع. الكمامات للمريض أكد إطار طبي أن الكمامات لا يمكن أن تفيد المواطن السليم وأن استعمالها يهم أساسًا المريض بالأنفلونزا الذي يتعيّن عليه وضعها لحماية المحيطين به مشددًا على وجوب استعمالها بمناسبة العيد الذي يكثر فيه التزاور وتكثر فيه مخاطر العدوى من شخص مريض إلى آخر. منية اليوسفي