اعتقلت السلطات التونسية ليبيًّا وثلاثة تونسيين يشتبه في أنهم كانوا يخططون لخطف معارضين للعقيد الليبي للقذافي وإحداث بلبلة وفوضى في محافظة "تطاوين" جنوبي تونس الواقعة على الحدود مع ليبيا. ويتعلق الأمر بعسكري ليبي لم تكشف السلطات التونسية عن هويته عمل على إغراء ثلاثة تونسيين من أجل اختطاف معارضين لنظام القذافي, ومن ثم إعادتهم إلى ليبيا، والعمل على إثارة الاضطرابات بالمنطقة الحدودية مع ليبيا لدفع التونسيين لطرد اللاجئين الليبيين، بحسب الداخلية التونسية. وأضاف المتحدث باسم الداخلية التونسية هشام المؤدب لوكالة "آكي" الإيطالية للأنباء: إن "عسكريًّا ليبيًّا مواليًا لنظام القذافي حاول منذ فترة ربط الصلة مع ليبيين مقيمين في بلدة رمادة الحدودية وإغرائهم بالمال بقصد مساعدته في اختطاف معارضين ليبيين وإعادتهم إلى أرض الوطن". واستدرك: "لكنه لم يجد لديهم الرغبة الكافية، فاستمال ثلاثة تونسيين من أبناء الجهة (من سكان محافظة تطاوين) وخطط معهم ثانية للقيام بتفجير سيارات وشاحنات لنقل المحروقات بقصد إحداث بلبلة في المنطقة، ومن ثم اتهام الثوار الليبيين ودفع السكان المحليين إلى الاشتباك معهم وطردهم ما يسمح لقوات الكتائب من السيطرة على الحدود وعلى المنافذ الحدودية"، حسب قوله. وأوضح أن "المجموعة أبقت على مخطط خطف المعارضين"، وأن "العسكري الليبي كان مراقبًا من قبل القوات العسكرية بعد أن أبلغ أحد المواطنين عن تحركاته المشبوهة"، وقد فشل في إدخال المتفجرات إلى تونس. ويمثل حاليًا المتهمون الأربعة أمام أحد قضاة التحقيق بمحكمة البداية بالمحافظة لمواصلة التحقيق معهم. وهذه هي المرة الثانية التي تعلن فيها السلطات التونسية عن مخطط لأعوان القذافي للقيام بأعمال تخريبية في تونس بعد أن تمكن الثوار من دخول العاصمة طرابلس قبل أكثر من أسبوع. وكان عسكري ليبي سلم نفسه للسلطات التونسية اعترف منذ فترة بأنه كلف من قبل نظام القذافي بتفجير سفارة دولة عربية في تونس بمتفجرات تزن 16 كلج مصنعة من مادة (تي إن تي) شديدة الانفجار. من جهة أخرى، فتحت تونس مساء الأحد معبر رأس جدير الحدودي مع ليبيا بعد إغلاقه لنحو ستة أيام بعد أن تمكن الثوار الليبيون مساء الجمعة من السيطرة على الجزء الليبي منه، وقد دارت بينهم وبين القوات الموالية لنظام القذافي اشتباكات عنيفة أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى. وذكر التليفزيون التونسي آنذاك أن عددًا من أفراد القوات الموالية للعقيد الليبي سلموا أنفسهم إلى الجيش التونسي بعد تلك الاشتباكات.