الحوثيون يعلنون استهداف حاملة الطائرات الأمريكية "هاري ترومان" 3 مرات في 24 ساعة    تواصل المنافسات الأوروبية.. باريس سان جرمان وريال مدريد إلى النهائي وأرسنال يستعد لدوري الأبطال    كبير الأحبار بتونس يعتذر للوحدات الأمنية بجربة    الأهلي يحقق فوزًا مهمًا على الهلال السوداني    طقس الأربعاء: ارتفاع في درجات الحرارة    في 25 دولة: مئات الموقوفين بإفريقيا ضمن حملة منسّقة لمكافحة الجرائم السيبرانية    مع الشروق : التهجير على قدم وساق    وزيرة الصناعة تفتتح الجناح التونسي في معرض «هانوفر» بألمانيا    قيمة تحويلات التونسيين بالخارج    كرة السلة...فرجة في القرجاني واثارة في المنستير    الخارجية: سفارة تونس ببريتوريا نسقت لتأمين خروج جمهور فريق الترجي من ملعب المباراة    الخارجية : سفارة تونس ببريتوريا نسقت لتأمين خروج جمهور فريق الترجي من ملعب المباراة التي جمعته بفريق ماميلودي صانداونز الجنوب افريقيا    أخبار الحكومة    توقعات بشأن منخفض جوي    من بينهم «الديناري» وصالح الجدي .. هؤلاء تميّزوا في رمضان 2025    الدراما التونسية في رمضان...انتعاشة ومصالحة مع الأسرة    "الذراري الحُمر" و"عالحافة" في المسابقة الرسمية لمهرجان مالمو للسينما العربية    أولا وأخيرا.. «شي يوقف العقل»    من وعي الثورة إلى الثورة على الوهم : متى يتجاوز العقل العربي مربع المعبد الخرافي ؟    حكومة غزة: نحن أمام لحظة إنسانية فارقة.. مجاعة في القطاع وعلى أحرار العالم التحرك    البرلمان الأوروبي يعتمد صرف 4 مليارات يورو لمصر    حجز كميات ضخمة من "الكوكايين" و"القنب الهندي" وإيقاف 11 مروجًا بينهم أجانب.    مركز "افادة" ينظم في أفريل 2025 دورات تكوينية في التصرف المالي واعداد دليل الاجراءات والنفاذ للمعلومة لفائدة الجمعيات    صفاقس : أمسية ثقافية ترفيهية ب"وادي العوابد " بقرمدة إحتفاء بشهر الثقافة وبمناسبة عيد الفطر    الغرفة التجارية والصناعية بالوسط تنظم لقاء خبراء لفائئدة المؤسسات الراغبة في ازالة الكربون وتحقيق التحول الطاقي الجمعة 11 أفريل    كاس افريقيا لاقل من 17 سنة: فوز تونس على الصومال 3- صفر    زلزال ميانمار: ارتفاع عدد القتلى    النفيضة: حجز 80 طنًا من السداري منتهية الصلوحية في مداهمة لمستودع تابع لأحد مصانع العلف    القبض على 7 عناصر تكفيرية محل مناشير تفتيش في مختلف ولايات الجمهورية (الحرس الوطني)    باجة: تسجيل 17 اصابة فى حوادث مرور خلال يومين    هزيمة الترجي الرياضي أمام صنداونز في ذهاب ربع نهائي رابطة الأبطال    القبض على عنصر إجرامي مطلوب للعدالة أثناء محاولته سرقة النحاس من مصنع مهجور..وهذه التفاصيل..    تونس: تطور المداخيل السياحية ب5% خلال الثلاثية الأولى من 2025    عاجل/ بطاقة ايداع بالسجن في حق "أنستغراموز" معروفة..    قابس : مطالبة متجددة بصيانة الفسحة الشاطئية بقابس وحمايتها من زحف رمال البحر    بمناسبة العودة من عطلة العيد: مرصد سلامة المرور يدعو إلى توخي الحذر..    تراجع حوادث الطرقات ب 27 %..    إصابة 6 أشخاص في تصادم بين ''لواج''وسيارة    دبلوماسية اقتصادية: تونس تدعم حضورها في السوق السويدية    المهدية: "الدورة الرابعة لمهرجان التراث بوادي باجة تحفر عميقا في عادات وتقاليد المنطقة" (مدير المهرجان)    إصابة 16 شخصا في حادث مرور بالوسلاتية    كذبة افريل ... يا حسرة .. كان زمان …عبد الكريم قطاطة    بداية من اليوم.. اغلاق موسم صيد الأخطبوط لهذه السنة    التشكيلة المنتظرة للترجي أمام ماميلودي صنداونز في دوري الأبطال    رفع 563 مخالفة اقتصادية خلال شهر رمضان بهذه الولاية..    تحرك رسمي في إيران بشأن تهديدات ترامب    يومي 5 و6 افريل: دورة ثانية لتظاهرة "يومان دون سيارات" بشارع الحبيب بورقيبة    عاجل/ غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت وسقوط شهداء..    صفاقس: زيارات إلى أقسام الاستعجالي بالعديد من المؤسسات الصحية بالجهة.    إنتبه...كذبة أفريل بإنتظارك اليوم    Factcheck: السعودية لم تعلن وقوع خطأ برؤية هلال شوال وتقرير الجزيرة يعود إلى 2011    وفاة الممثلة التونسية إيناس النجار بعد صراع مع المرض    عادة شائعة قد تلحق ضررا خطيرا بعينيك    توزر: الإدارة الجهوية للصحة تنتهي من تنظيم حملات تقصي السكري وضعط الدم بمناسبة شهر رمضان تحت شعار "رمضانيات صحية"    موعد عيد الفطر يثير ضجة وانقسام غير مسبوق بين الدول العربية..!    6 أنشطة يمكنك القيام بها في الصباح لإنقاص وزن الماء في الجسم    نصائح للعودة إلى الروتين الطبيعي بعد رمضان    10 مشروبات صحية تقلل دهون البطن.. إليك السر..    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مكانة الأم في التشريع الإسلامي :فداء دبلان
نشر في الحوار نت يوم 11 - 09 - 2009


فداء دبلان
"ووصينا الإنسان بوالديه،حملته أمه وهنا على وهن،وفصاله في عامين أن أشكر لي ولوالديك إلي المصير..." قرآن كريم .
يضطرنا الحديث عن الأم في التشريع الإسلامي، إلى الحديث عن مكانة المرأة في الإسلام ودورها الخطير في مكونات الأسرة الأساسية،وتربية الأطفال،وتأسيس المجتمع الصالح، حيث عرض القرآن الكريم إلي شأن المرأة في أكثر من عشر سور(سورة النساء الكبرى،وسورة النساء الصغرى،والبقرة،والمائدة،والنور،والأحزاب،والمجادلة،والممتحنة، والتحريم) مما يدل على المكانة التي ينبغي أن تحظى بها المرأة في المجتمع كأنثى، وزوجة، وأم،ومربية الأجيال...
وسأقتصر في هذه العجالة للحديث عن الأم في الإسلام لاستحالة الإحاطة بهذه الجوانب كلها حسب ما تفرضه كتابة المقالة من شروط ومواصفات فأقول:
إن أكثر ما يسعد به الإنسان المسلم في هذه الحياة،ويجازى عليه خير الجزاء - رضا الوالدين-، وأشد ما يشقى به ويستحق عليه سخط الله وعذابه في الآخرة –غضب الوالدين-
وتبين الآيات القرآنية الكريمة حقوق الآباء على الأبناء،وما يجب على كل ابن وابنة أن يتهجاه لاكتساب رضا الوالدين، أجملها اختصارا في ما يلي :
- الإحسان إليهما
- إكرامهما
- السلوك الطيب النبيل تجاههما،ومعاملتهما بكل احترام وتبجيل
-مصاحبتهما وخدمتهما ومرافقتهما،وقضاء أغراضهما،بمد يد المعونة إليهما، واغنائهما عن السؤال وتحصينهما عن كل أنواع الحيف والظلم والمسغبة.
وليس بر الولدين قاصر على الحياة الدنيا ، بل يمتد إلى ما بعد الموت،فقد ورد في الخير الصحيح"أن رجلا من بني سلمه قال :يارسول الله،هل بقي من بر أبويه شيء أبرهما به بعد موتهما؟ قال : نعم،الصلاة عليهما،والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما،وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما ، وإكرام صديقهما"فمن أكرم صديقا،ومحبا ،أو قريبا لوالديه، فقد بربهما لأن في إكرام هؤلاء،أو مجرد احترامهم،ما يدعوهم بالدعاء لهما بعد مماتهما
إلا أن هناك مكانة خاصة للأم ،فقد شرف الإسلام الأمومة،وأعلى من قدرها-نسبيا- أكثر من قدر الأب،وأضفى عليها بالغ التكريم،وأنزل الأم منزلة خاصة من الرعاية الاجتماعية والتقدير والاحترام ،لم تخصها بها شرائع سابقة،أو مذاهب و فلسفات ،أو قوانين وضعية لاحقة،حيث أكد على وجوب برها وحسن مكافأتها من طرف الأبناء،على ما قاست من مكارة الحمل والوضع والرضاع،وعلى ما تحملت من مشاق،ومتاعب التربية،والمراقبة والسهر والمتابعة والتضحية بكل غال ونفيس،من صحة ومال وجهد في سبيل الأبناء،بل و من النساء من ابتليت بزوج مسيء سلوكا ومعاملة وأخلاقا وتقتيرا، فتصبر على مكارهه وهي صابرة ومتحملة من أجل الأولاد، فيلفت القرآن الكريم نظر الأبناء إلى ما تعانيه الأم في مسار حملها فيقول : " ..حملته أمه وهنا على وهن، وفصاله في عامين..."تنبيها إلى أن معاناتها للضعف والمشقة،تتزايد بازدياد ثقل الحمل وظروفه أن حرا،أو بردا،إلى حين الوضع،ثم تأتي باقي المشاق بعد الوضع من رضاعة وسهر ومعاناة في السراء والضراء في الصحة والمرض،في الليل وبالنهار،تلك المشاق التي تستمر إلى ما لانهاية، والتي لايقر للأم قرار إلى أن تصير جدة بما تبذله من مشقات،وصبر وحب وحنان وصيانة من كل الآفات الظاهرية الباطنية، فتفرح لفرح الأبناء وتشقى لشقائهم،مما جعل الرسول صلى الله عليه وسلم يجيب ذلك السائل عندما سأله :من أبريا رسول الله قال :أمك،ثم قال من؟ قال أمك...وفي الرابعة قال أبوك..."وحتى الجنة قرنها عليه الصلاة والسلام بمحبة وإرضاء الأم وطاعتها ورعايتها زيادة، لقوله عليه الصلاة والسلام بأن الجنة تحت أقدام الأمهات، كما أن بر الأم كفارة للذنب .،فعن عمر رضي الله عنه قال :"أتي رجل رسول الله عليه الصلاة والسلام فقال : "إني أصبت ذنبا عظيما فهل لي من توبة؟ قال هل لك من أم قال : لا ! فهل لك من خالة؟ فقال : نعم ! قال : برها"
وما أعظمه من بر الأم عندما قيل لعلي زين العابدين"السجاد"رضوان الله عليه :انك من أبر الناس لأمك فلماذا لا تأكل معها في صفحة واحدة فقال : أخاف أن تسبق يدي يدها إلى ما تسبق عيناها، فأكون قد عققتها
ومن شر الآثام في الدنيا وشر العقوق وأفظع ألوان الجحود، إهمال حقوق الوالدين معا ،والإغلاظ لهما في القول، أو الإساءة إليهما في التصرف والفعل وسوء الظن بهما في السر والعلن وان أخطئا،لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ثلاث لا ينفع معهن عمل، الشرك بالله، وعقوق الوالدين، والفرار يوم الزحف"
فالأم في الإسلام لها مكانة سامية خاصة بها وعملت التعاليم الإسلامية على تنبيه الأزواج والأقارب ،سواء في العشرة ،أو عند الافتراق إلى التذكير بحقوقها واحترام الروابط المقدسة المتينة بين الأم وأبنائها مدى الحياة في إطار الاحترام والمودة والمحبة ، وذلك من باب"ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا، فاعدلوا هو أقرب للتقوى.." صدق الله العظيم


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.