أما آن الأوان أن ننصف شهداءنا الذين سقطوا في ساحات النضال، واختاروا الموت بشرف من أجل تونس على الحياة الفانية، وضرّجُوا بدمائهم الطاهرةِ الزكية، أرض بلادنا الحبيبة والغالية النقية، لنحيا بكرامة وحرية، وننعم بحياة ديمقراطية، تحقق لنا العدل والتقدم والرقي الاجتماعي والاقتصادي والعدالة الاجتماعية، فقد قضوا شهداء وأمناء، وهم عند ربهم أحياء يرزقون، فرحين بما آتاهم ربهم وهم مستبشرون، ونقدم لعائلاتهم ومن تركوهم من ذرية صغار، أو عجّز كبار كانوا في كفالتهم، ما يحتاجونه من عطف ورعاية في غيبتهم، - فنحن الصادقون الأوفياء- وننصف الجرحى- جرحى الثورة - الذين أصيبوا إصابات بليغة وهم يعانون إلى اليوم من الآلام والأوجاع الشيء الكثير ولا يجدون الدواء للتسيكن، ولم يجدوا من يرعاهم ويقدم إليهم العون والبسمة، والكلمة الطيبة المشجعة التى تشدّ من أزرهم، وتمسح الدمعة عن عيونهم، وتبرئ جراحهم، وتتطيب خواطرهم، وحري بأحزاب المقاومة التي ستفوز بجل مقاعد المجلس التأسيسي، إن شاء الله، والتي ستواصل مشوار النضال من أجل التأسيس والبناء، والتي آلت على نفسها أن تكون وفية لدماء الشهداء، ولمن سقطوا جرحي، برصاص الطاغية، أن تصدق مع شعبها وتبادر بعقد مهرجان وطني للفرحة بالانتصار في المحطة الثانية من ثورة شعبنا المباركة، ولتكريم كل شهداء الثورة، ولتكريم كل جرحى الثورة، وتعيد لهم الاعتبار، ولكل من استشهد من أجل تونس قديما، ولم يلق أي تكريم في العهد البائد ولا في عهد الاستقلال، من المغضوب عليهم، والذين شردوا ودفنوا خارج البلاد، حتى تضمّد بلادنا جراحها الدّامية، وتنطلق بخطى ثابتة، نحو غد مشرق ومستقبل أفضل، يعيد الكرامة لكل مواطن تونسي ظلم، ونبني جميعا تونس الحرية، تونس الكرامة، تونس الديمقراطية، تونس حقوق الإنسان، وتونس العدالة الاجتماعية، وننشد معا وبحق : فلا عاش في تونس من خانها ولا عاش من ليس من جندها نموت ونحيا على عهدها حياة الكرام وموت العظام.