د.جهاد عبد العليم الفرا تحققت بشارة العلامة الشيخ الدكتوريوسف القرضاوي حفظه الله ورعاه بالطاغية القذافي عليه من الله مايستحق ، فمع انطلاقة ثورة السابع عشر من فبراير المجيدة في ليبيا الحرية والمجد والعزة، وبداية ارتقاء شهداء البطولة والتضحية والفداء، وحشد الطاغية وزبانيته لكل قواهم من أجل وأد الثورة في مهدها، وقمعها في نشأتها مستعينا بطاغية آخر من طواغيت العرب من الذين مازالوا يقتلون ويعتقلون ويهجرون الاحرار في سوريا الجريحة، ومسخرا كل أبواقه ومنافقيه من أجل تثبيط العزائم وتخوير القوى وتشتيت شمل الثوار الأحرار تماما كما يفعل زميله وقرينه الآن في سوريا، جاء حديث العلامة الشيخ القرضاوي ليثبت الثوار ويشد من ازرهم ويقوي من عزيمتهم ويبعث فيهم الأمل وتردد صداه في صدر كل ليبي حر : القذافي زال ..إنتهى القذافي ..القذافي زال، وتحققت هذه البشارة وزال القذافي كمازال من قبله طاغية تونس وطاغية مصر وكما سيزول من بعده طاغية سوريا وطاغية اليمن، وانتصر الشعب الليبي الحر بتضحياته وصبره وثباته واستمراره بالثورة على كل ذلك التجييش الذي جيشه القذافي ضد شعبه، وضحت ليبيا بفلذات أكبادها ودفعت بابنائها الكرام البررة ليسطروا أروع ملاحم البطولة، وليضحوا بالغالي والنفيس من أجل رفعة ليبيا وحرية ليبيا ورفاه ليبيا فارتقى عشرات آلاف الشهداءالكرام، وسقط ضعف هذا العدد من الجرحى والمعاقين، دمرت البيوت، وحرقت المزارع، رملت النساء ويتم الاطفال وروعت حتى البهائم في حرب ضروس بين من يريد الانعتاق من الظلم والفساد والاستبداد ومن يريد الاستمرار في التسلط والقهر والإفساد. أكثر من ثمانية أشهر من الجهاد المستمر والجهد المتواصل والعمل الدؤوب في كل المحافل وعلى كل الجبهات ووفق الله إخواننا في ليبيا الحرة، وأقر عيونهم، وأيدهم بنصره، وأزاح الكابوس من على صدورهم، ليستنشقوا عبق الحرية والانعتاق من الظلم، وهاهم يحتفلون وحق لهم أن يحتفلوا بانتصارهم العظيم في كل أرجاء ليبيا الحبيبة وفي كل بقاعها ويرتقي مستشارهم المحبوب ورئيس مجلسهم الوطني الانتقالي ليبارك لشعبه هذا الانتصار ويعلن لشعبه ان الاحتفال بالنصر لايكون بإطلاق الرصاص كما اعتاد إخواننا الليبيون وغيرهم من الأحرار بل بشكر الله وحمده وتسبيحه، ويقع الرجل ساجدا لله شاكرا له مقرا بأنعمه، ويعلن للعالم ان ليبيا دولة عربية إسلامية لن يخالف دستورها شرع الله ومنهاجه، وهي في ذات الوقت دولة عصرية مدنية تحترم كل مواطنيها على اختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم، وتتطلع لبناء علاقات أخوية مع المجتمع العربي من حولها وعلاقات صداقة وتعاون مع المجتمع الدولي، ولم ينس الرجل ان يشكر كل من ساهم بهذا النصر المؤزر وصنع هذا الإنجاز العظيم، ودعا الليبين الاحرار إلى العفو الصفح والتسامح والإخاء ونبذ الفرقة والشقاق والتوجه لبناء ليبيا الحاضر والمستقبل. سجد السيد الجليل والشيخ الوقور رئيس المجلس الانتقالي الوطني الليبي الاستاذ المستشار مصطفى عبد الجليل لله الجليل المتعال على مرأى من العالم ومسمع، وإنه لموقف تهتز له القلوب،وتقشعر له الابدان، وتذرف له الاجفان، وترق له النفوس. إنه المظهر الذي يجلي باروع صورة أن الله هو الذي قهر الطاغية ونصر عباده الليبين كيف لا وهو القائل في محكم تنزيله: " قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء، وتنزع الملك ممن تشاء، وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير، إنك على كل شئ قدير" سجد الشيخ الجليل ليعلم الدنيا ان الأمر بيد الله، وأن النصر من عند الله، وأن التاييد من عند الله، لقد غير الليبيون حالهم فغير الله واقعهم ورفعهم بهذا النصر المؤزر الذي سيكون مفتاح المكرمات على هذا الشعب الصابر المصابر، ونزع الله لهم الملك من بين مخالب القذافي وأعوانه وزبانيته. لقد انتصر الليبيون بوحدتهم وتآلفهم وإيثارهم وتضحيتهم وصدقهم، وهذا طريق النصر والتأييد الذي يسلكه الآن الاحرار في سوريا بالتفافهم حول المجلس الوطني السوري تلبية لما دعاهم إليه إمام الأمة وعلامة العصر فضيلة الشيخ القرضاوي وبشرهم بالنصر كما بشرالاحرار في اليمن بتمسكهم بوحدة الثوار والمعارضين،وحث الثورتين على المضي قدما في طريق التغيير المنشود، وقريبا سنفرح بالنصر في شامنا وفي يمننا بإذن الله الواحد الاحد وسنفرح كما فرح إخواننا الليبيون وسنسجد شكرا للجليل كما سجد الشيخ الجليل مصطفى عبد الجليل.