إكسبرس نيوز" تونس/ سياسة/ إسلاميون/ إرهاب (خاص) الثلاثاء 18 اذار 2014 جينيف خدمة قدس برس دعا أنور الغربي مستشار الرئيس التونسي للشؤون الدولية، المنظمات الحقوقية والمؤسسات الدولية المعنية بشؤون "الإرهاب"، إلى عدم الانجرار وراء تصنيف بعض الدول العربية للتيارات الإسلامية باعتبارها "منظمات إرهابية"، ورأى أن ذلك "ليس إلا جزءا من الصراع السياسي الداخلي الذي يجب أن يكون المجتمع الدولي وقواه الأساسية بمنأى عنه. وأوضح الغربي في تصريحات خاصة ل "قدس برس" على هامش مشاركته اليوم الثلاثاء (18|3) في أشغال مجلس حقوق الإنسان والاتحاد الدولي للبرلمانيين بمدينة جنيف السويسرية، أن هناك خشية من أن تتمكن قوات الثورات المضادة في دول الربيع العربي من أن تعرقل مسار الانتقال الديمقراطي تحت شعار الحرب الكونية على الإرهاب، وتصنيف التيارات السياسية التي حظيت بقبول غالبية الشعوب العربية بأنها جزء من هذه المنظمات "الإرهابية". وأضاف: "هناك خشية لدى المعنيين بالتحولات الديمقراطية في المنطقة العربية من أن بعض قوى الثورات المضادة والجهات الداعمة لهم تحاول الإيحاء بأن الفائزين بالانتخابات البرلمانية في العالم العربي ليسوا إلا من الجماعات التي تستخدم العنف والإرهاب لتحقيق أهداف سياسية، وهو أمر لم يحصل لا في الانتخابات الفلسطينية التي جرت عام 2006 وفازت بها "حماس" أو في الانتخابات التي جرت في كل من تونس ومصر وليبيا واليمن بعد الإطاحة فيها بالدكتاتوريات. ولذلك فإن محاولة إلصاق تهمة الإرهاب بهذه التيارات ليست في الحقيقة إلا محاولة مكشوفة من قيادات الثورات المضادة والتيارات السياسية الفاشلة في الانتخابات للاساءة لخصوم سياسيين بأدوات غير سياسية". وأشار الغربي إلى أن الديمقراطية تضمن لكافة التيارات السياسية التعبير عن نفسها وفق الأساليب الديمقراطية المتعارف عليها، وقال: "الحديث عن تيارات إسلامية أو إرهابية دون تميز قد يكون فيه مغالطة وتضليل، ذلك أن هذه التيارات المحسوبة على الإسلام السياسي هي أقرب إلى تيارات المحافظة الموجودة في الغرب، والتي استطاعت القوانين الغربية بدساتيرها الديمقراطية أن تروضها سياسيا وتجعل منها قوى حزبية تسهم في حماية النسيج الاجتماعي والأمني والثقافي كذلك، وهذا هو المطلوب عربيا، أي أن لا ينزلق السياسيون عندنا وكذلك حلفاؤنا الإقليميون والدوليون إلى ذات التقسيم التقليدي بين إسلاميين ويساريين ومحافظين، وأن يلتزموا بالتوصيف الواقعي للخارطة السياسية العربية، بكون الإسلاميين ليسوا إلا جزءا من التيار المحافظ، وعلى هذا الأساس يجب التعامل معهم". وأضاف: "إن الخطر الأساسي على التجربة الديمقراطية الوليدة في منطقتنا العربية لا يكمن فقط في أن أيتام أنظمة مازالت ترفض القناعة بأن عهد الدكتاتورية انتهى وإلى غير رجعة، وإنما في أن تتمكن هذه الأطراف متحالفة مع الخاسرين في التجربة الديمقراطية لكي تعيد عقارب الساعة إلى الوراء تحت يافطة الحرب الكونية على الإرهاب. والمسؤولية هنا لا تكمن فقط في ضرورة تمسك الشعوب العربية بحقها في اختيار حكامها ديمقراطيا، وإنما أيضا بوعي القوى الديمقراطية في العالم بأن يميزوا بين الإرهاب الحقيقي الذي لا ترتكبه إلا قوى الإجرام وأعداء الإنسانية، وبين الإرهاب المصطنع الذي يتفنن فيه سياسيون فاشلون للخلاص من خصوم سياسيين نالوا ثقة شعوبهم لقيادة مرحلة الانتقال الديمقراطي"، على حد تعبيره.
مصدر الخبر : قدس برس a href="http://www.facebook.com/sharer.php?u=http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=25562&t=الغربي ل" قدس برس": اتهام الإسلام السياسي ب "الإرهاب" سلعة الثورات المضادة&src=sp" onclick="NewWindow(this.href,'name','600','400','no');return false"