عرس سيدي فلان أو كما يسمّيها "البلديّة" "الزردة" (وقديما كان الكبار لمّا يفاجأ بشيء يقول "الزردة فيك"!... حاشاكم)، عمل ظاهره اجتماعيّ فرجويّ وباطنه تخلّف مقاوم لكلّ ما هو تقدّم علمي (دون الإتيان على الجانب الدّيني المتمثّل في الشرك المفضي حتما إلى الكفر)!... "الزردة" تعود اليوم من باب الحديث عنها في النّشرة المسائيّة الرّئيسيّة. وبعودتها علّق "الزرداويون" والصحافيون عشّاق "الزردة" أنّ العادة التونسيّة لن تنقرض مهما كان كيد الكائدين أو كما عبّروا!... فالزردة بهذا المعنى إصرار على الجمود وعلى عدم الترقّي، وهي إلى ذلك محاربة صحوة دينيّة أخطأ أطرافها في التلهّي باصطياد أخطاء بعضهم البعض وكشف عورات بعضهم البعض!...
نحن - حسب "الزرداويين" - شعب يعشق الكسكسي والملثوث ويحبّ "الشيخات" و"الربوخ"!... والحاكم الذكيّ المنتبه "خادم شعبه"، لا بدّ أن يدرك هذا فينا ويعطينا حقّنا فيه ويعاملنا بمقتضاه قبل أن يتهدّده "حوار وطني" قد لا يبطئ في إزاحته!... فأكل الكسكسي بجوار سيدي فلان أو سيدي فلتان مع إحياء فنوننا الشعبيّة وبراعاتنا الفروسيّة أهمّ من التوجّه إلى ربّ العالمين أو الاقتداء بالصالحين أو عمل ما به نكون من النّاجين!...