بدأ المسلمون في أغلب دول العالم اليوم الأحد صيام شهر رمضان المبارك بعد أن أعلنت دور الإفتاء فيها أن السبت كان اليوم المتمم لشهر شعبان لسنة 1435 هجرية. فقد أعلنت دور الإفتاء في 71 دولة حول العالم أن اليوم الأحد هو غرة شهر الصيام، بينما بدأت 14 دولة صومها أمس السبت. ومن بين الدول التي بدأت صومها اليوم السعودية وقطر والبحرين والكويت وعُمان وجيبوتي ومصر وفلسطين والسودان وسوريا والصومال والأردن وليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا. وبينما أعلن السنة في كل من لبنانوالعراق أن الأحد هو أول أيام شهر رمضان بدأ الشيعة في هذين البلدين العربيين صومهم أمس السبت تماما مثلما فعلت دول مثل اليمن وتركيا وقبرص التركية والبوسنة والهرسك وألبانيا وكزاخستان وتتارستان والجبل الأسود وكرواتيا وروسيا ومقدونيا وإيطاليا وغانا وساحل العاج. ويجيء رمضان هذا العام في وقت تموج فيه بعض دول العالم الإسلامي -خصوصا في الشرق الأوسط- بالاضطرابات وأعمال عنف لم يسبق لها مثيل. فسوريا تنزف، والعراق تتنازعه قوى سياسية وطائفية وعرقية حتى إن أجزاء منه سقطت مؤخرا في يد مسلحين من أبناء العشائر وعناصر من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام. نازحة عراقية بمخيم خارج أربيل تحمل مصحفا وتدعو الله ليعيد لوطنها الأمن (أسوشيتد برس) وفي مصر ولبنان وليبيا كما في باكستان وأفغانستان تواجه الحكومات هناك نزاعات مع قوى شعبية وإسلامية، فيما التمس ملايين من الناس الأمن والمأوى في دول أخرى حول العالم هربا من الحروب التي تدور رحاها في بلدانهم. وسيمر شهر رمضان وملايين اللاجئين من المسلمين في أنحاء المعمورة لا يجدون ملاذا بعد أن ذاقوا عذابات الشتات ومرارات انتظار إغاثات قد لا تأتي وإن أتت فقد لا تقيم أودهم. ومن المفارقات أو من المضحك المبكي أن يأتي رمضان هذا العام متزامنا مع بطولة كأس العالم في البرازيل، ففي وقت يعاني فيه اللاجئون المسلمون على نحو ما أشرنا من جحيم الاغتراب عن الأوطان ولظى شمس صيف هذا العالم ما انفكت وسائل إعلام بعض الدول تتحدث عن أن اللاعبين المسلمين الذين تأهلت منتخبات بلادهم إلى الدور الثاني في المونديال يواجهون معضلة شائكة. أما المعضلة فتتمثل في حيرتهم بين أن يصوموا رمضان أثناء خوضهم المباريات أو يفطروا نزولا عند رغبات مدربيهم وجماهيرهم، ولعلها حيرة يتمنى كل لاجئ مسلم في هذه المعمورة أن لو واجه مثلها فهي خيار بين أمرين أَمَرّهما حلو. ويعود رمضان هذا العام وأجواؤه تخالف تماما أجواء الأعوام السابقة، فلم يعد الحديث في وسائل الإعلام عند حلول هذا الشهر الفضيل عن عادات الشعوب الإسلامية وطقوسها فيه، فقد سرقت الحروب والاضطرابات كل اهتمام واستأثرت بكل حديث.