شدد إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) ورئيس الحكومة الفلسطينية المقالة بغزة على أن إسرائيل هي التي فرضت الحرب على غزة وتنكرت لاتفاقيات سابقة تمت برعاية مصرية، وأشاد بما وصفه بالأداء البطولي لفصائل المقاومة على رأسها كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس. وفي كلمة متلفزة، أكد هنية أن الاحتلال الإسرائيلي هو الذي قرر حملته على غزة دون أي مبررات وتنصل من اتفاقات التهدئة التي رعتها مصر، بعد أن استباح الضفة الغربية والقدس المحتلتين وشن حملة اعقتالات في صفوف الفلسطينيين. وبعد أن أشاد بما وصفها بإبداعات وإنجازات ومفاجآت فصائل المقاومة التي قال إنها تقوم بواجبها للدفاع عن الشعب الفلسطيني وكرامته وعزته ومستقبل الأجيال المقبلة، تحدث هنية عن أربع دلالات لقوة المقاومة، منها أن الحصار المفروض على قطاع غزة منذ سنوات فشل في منع الفصائل من امتلاك كل وسائل الدفاع. وقال إن الدلالة الثانية هي أن فصائل المقاومة لم تضيع الوقت سدى، وإنها لم تكن في غفلة من أمرها أو تنشغل ب"ترهات الأمور"، أو تبتعد عن واجبها. وأضاف أن القوة التي تملكها حركتا حماس والجهاد الإسلامي وكل قوى المقاومة هي للشعب الفلسطيني كله، وليست لحماية فصيل بعينه. أما الدلالة الأخيرة -وفق هنية- فهي أن المقاومة هي مقاومة مسؤولة وراشدة وقوة عنيدة لا يمكن معها لأحد أن يتجاوز هذا الشعب ومطالب فصائله مهما كانت قوته ودهاؤه السياسي. وفي إطار تعليقه على اتصالات للتوصل إلى التهدئة ووقف إطلاق النار، أشار المسؤول في حماس إلى أن المشكلة ليست في التهدئة، بل بالواقع الذي يعيشه سكان غزة من حصار وتجويع، ويواجهه سكان الضفة الغربية والقدس من اعتقالات وظروف أمنية، مشددا على ضرورة إنهاء كل ذلك. وكان هنية قد دعا بعيد العدوان الإسرائيلي إلى عقد اجتماع عاجل للإطار القيادي المؤقت للأمناء العامين للفصائل الفلسطينية لبحث العدوان الإسرائيلي على غزة. كما طالب الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي بعقد اجتماعات طارئة لدراسة العدوان الإسرائيلي وآثاره على الشعب الفلسطيني. وقال مراسل الجزيرة في غزة تامر المسحال حينها إن هنية أكد أيضا على تمسك حركته بالمصالحة الفلسطينية أكثر من أي وقت مضى، ودعا حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) إلى حماية اتفاق المصالحة في إطار الشراكة ومواجهة العملية العسكرية. يشار إلى أن إسرائيل بدأت حربا جوية على قطاع غزة منذ فجر الثلاثاء الماضي حيث استشهد فيها حتى الآن 184 فلسطينيا وأصيب أكثر من 1300 آخرين، فضلا عن تدمير عشرات المنازل والمؤسسات والمساجد. وقد تذرعت إسرائيل باتهامات وجهتها إلى حركة حماس تتعلق بمقتل ثلاثة مستوطنين في الضفة الغربية قبل ذلك بنحو أسبوعين شنت خلالهما حملة اعتقالات طالت أسرى محررين بموجب صفقة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي كان سبق أن أسرته المقاومة في غزة.