عقد ديوان الطيران المدني والمطارات صبيحة أمس الاثنين اجتماعا خاصّا باتّخاذ الإجراءات اللازمة للتوقّي من تسلّل فيروس إيبولا إلى تونس عبر مطاراتها. وترأس الاجتماع الرئيس المدير العام لديوان الطيران المدني والمطارات صالح غرس الله بمشاركة ممثّلين عن وزارة الصحة والمصالح الديوانية والأمنية. واتّخذ المجتمعون قرارا بتشكيل لجنة للاشراف بداية من اليوم على الإجراءات الوقائية التي تمّ تحديدها والمتمثلة بالأساس في تخصيص غرف لعزل المصابين وتوفير كاميرات متخصّصة لرصد الأمراض والأوبئة وتوفير جميع معدّات الوقاية للأعوان سواء داخل الطائرات أو في المطارات. وبيّن غرس الله في كلمته أنّ المطارات التونسية اتّخذت منذ فترة طويلة الإجراءات الروتينية المتعلّقة برصد جميع حالات الإصابة بالفيروسات بدءا بحمّى الخنازير مرورا بفيروس "كورونا" ووصولا إلى "إيبولا"وتمّ وضع إجراءات خاصّة بإيبولا من خلال تأمين الرحلات على مستوى الخطوط التونسية والتنسيق كذلك مع الخطوط الأجنبية مع التركيز على رحلات "الترانزيت" القادمة من البلدان الإفريقية التي تفد على المطارات التونسية بعد التوقّف في مطارات بلدان أخرى. وقال غرس الله أنّ الديوان اتّخذ إجراءات منع نقل الحيوانات عبر الطائرة منذ فترة طويلة مشيرا إلى أنّ ذلك يستند إلى انتقال العدوى عبر الحيوانات هذا بالإضافة إلى أنّ الإجراءات التي اتّخذها الديوان كفيلة بالتوقّي من أي احتمال لتسلّل إيبولا عبر مستعملي المطارات التونسية. ومن جهته قال المدير العام للمرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدّة الدكتور نور الدين عاشور في معرض تقديمه لتشخيص علمي للفيروس وانتشاره وطرق انتقاله أنّ هذا الفيروس هو مسبّب رئيسي لحمّى نزيفية وقد انطلق منذ مارس 2014 في غينيا وبعض بلدان إفريقيا ولكن إلى حدّ اليوم لم يقع نقل أيّ مصاب عبر الطائرة في العالم ما عدا المصابان الأمريكيان اللذان أخضعا للعلاج". وأضاف عاشور "ما نؤكّده اليوم هو أن تنقّل المرض عبر الطائرة لم يحصل علما وأنّ هذا المرض لا ينتقل إلاّ عبر الاحتكاك المباشر بين المصاب الذي بلغ حالة المرض وغيره من خلال التعرّق أو السوائل أو الحقن ولكنه لا ينتقل من خلال التنفّس". وأوضح مدير المرصد الوطني أنّ الفحوصات والتحاليل أثبتت أنّ المصاب يبقى فترة تتراوح بين يومين وثلاثة أسابيع حتى يصل مرحلة المرض وهي المرحلة التي تتسبّب في العدوى كما إنّ المصاب لا ينقل العدوى طالما لم يدخل مرحلة المرض. وبيّن عاشور أنّ من علامات المرض الحرارة المرتفعة جدّا والإرهاق والأوجاع كغيره من الفيروسات ولكنّه يفوقها في كونه فيروسا يتسبّب في حمّى نزيفية حيث يصاحب حالة الحمّى نزيف دموي من مخارج الجسم. وأكّد الدكتور نور الدين عاشور أنّ العدوى لا يمكنها الانتشار بسهولة بين المطارات لأنّ المريض عادة يعجز عن الانتقال بالطائرة ولكن تظلّ احتمالات انتقال حامل الفيروس قبل المرض واردة وهو ما يستوجب تعيين حالة الإصابة ونقله إلى العلاج بعد اتّخاذ الإجراءات الوقائية اللاّزمة من قفّازات وأقنعة وخصوصا عملية العزل. وقلّل عاشور من التخوّفات المفرطة من انتقال الفيروس مشيرا ّإلى أنّ الإجراءات هي نفسها على مستوى دولي. أوضح مدير الخطوط التونسية في كلمته أنّه لا يجب تضخيم الخوف من الفيروس وانتقاله مشيرا إلى أنّ المطارات الأوروبية التي تستقبل يوميا آلاف المسافرين من البلدان الإفريقية اتّخذت إجراءات روتينية عادية ولم تبد أيّ تخوفات. وأضاف أنّ في كلّ طائرة توجد معدّات الوقاية الكاملة كما إنّ التنسيق بين المطارات يسهّل عملية معرفة حالات الإصابة والتدخّل. وأكّدت الأطراف المشاركة في الاجتماع والمكوّنة للجنة التوقّي بأنّ الخوف المفرط يؤدّي إلى حالة من الهلع النفسي غير المبرّر فيما لا تزال تونس سليمة من أيّة حالة إصابة بالفيروس وتوجد الاستعدادات والإجراءات الكفيلة بحمايتها من تسلّل العدوى.