تراءت لي مقالة للشّيخ طارق اليحياوي بعنوان: قراءة أولى في السقطات الأخلاقيّة لحزب حركة النهضة (مبتدأ في انتظار الخبر) ظننت أنّ تحت العنوان دراسة نقدية معمّقة وهادفة فذهبت مسرعا إليها لأكتشفها فوجدتّ بضعة أسطر فارغة ليس فيها إلاّ سوء تقدير لإخوانٍ له، محبّين للوطن وعاملين من أجله.. ولا أدري في الحقيقة من الّذي قيّضه في هذا الوقت الحسّاس ليستهين بهم وبعَملهم المبارك... إليكم الأسطر القليلة الّتي كتبها وردودي عليها نقطة بنقطة وباختصار، ولو أنّ ما كتبه لا يستحقّ ضجيجا.. يقول: لقد كان يوم إعلان اتخاذ حزب سياسي واجهة للعمل هو يوم إعلان وفاة الحركة الإسلاميّة. ردّي: يا شيخ طارق أكنت تريدن أن نبقى في زوايا المساجد نتحدّث عن حيض النّساء ولا نذهب إلى السّياسة أمْ ماذا...؟؟ لم تمت الحركة.. بل هي تأسّست في ظروف صعبة وبقيتْ ثمّ في وقت الشّدة صمدتْ والآن بعد الثّورات و التّغييرات الإقيلمية والكونية الّتي حدثتْ تفتّحتْ واستنارتْ ومن الشّعب اقتربتْ وبه التصقتْ وفي هموم الأمّة تعمّقتْ وفي داخلها انصهرتْ، وأعناق العالم إليها استدارتْ، ولذلك هي خالدة لن تموت.. ستموت أحزاب الشّر وستموت أنت وأنا وهي باقية ما بقيت السّماوات والأرض...
ويقول: لقد دمّر الحزب أحلامنا في تصريف المشروع الإسلامي، تماما كما دمّر"السّامري" كل الرّصيد الإيماني لبني اسرئيل. و ردّي عليه: ما أقصر نظرك يا طارق.. وما المشروع الإسلامي في تونس سوى ما تفعله النّهضة الآن..؟ وأمّا السّامري فقد دعا عليه موسى فذهب في الأرض لا يطيق لمس لامس، يقول: "لا مساس".. و الرّصيد الإيماني لمن آمن حقّا من بني إسرائيل لمْ يُدمَّرْ، بل استمرّت دعوة موسى حتّى ورثها من بعده عيسى ثمّ ورثها محمّد من بعد عيسى.. على الجميع السّلام.. وها هي عندك أنت فانظر ماذا أنت فاعل بها...
ويقول: لقد استثمرت حركة النهضة كلّ طاقاتها في الهياكل والأشكال دون ان تستثمرها في الإنسان. وردّي عليه: النّهضة لا تستثمر في الإنسان..؟؟ تستثمر في القردة إذنْ..؟ يبدو أنّك لا ترى يا شيخ طارق.. وإن كنت لا ترى فأنت معذور.. ويقول: لقد أدخل الغنّوشي أبناءه جحر ضب وسجن كلّ إمكاناتهم في قنينة الحزب السياسي. وردّي عليه: الغنّوشي لم يدخل أتباعه جحر ضبّ بل أخرجهم من الإنغلاق إلى الإنفتاح والآن هم منهمكون بكلّ كبيرة وصغيرة في هذا الوطن المحتاج إليهم.. أين ما تلتفت تجدهم وهم مباركون ويتقدّمون وسينتصرون..
ويقول: لقد كذبتم على النّاس أيها المشايخ كما يكذب السياسيون. وردّي عليه: كلام السّياسيين مبني على فرضيات يا طارق.. وإلاّ فمن يعانق حبيبته في الفراش في جوف اللّيل قائلا يا قمري ليطيب خاطرها وتمكّنه من نفسها.. هل هي فعلا قمر.. وهل ما قاله لها كذب وحرام..؟؟
ويقول: لقد أوهمتم الناس أنّكم مَنْ حفظ الدّين في بلادنا ولولاكم لضاع وها أنتم أولاء تريدون إيهامهم أنّكم الضّمانة الوحيدة للحريات. وردّي: أبدا يا سي طارق.. فهمتَ خطأ.. النّهضة ليست مهمّتها أن تحفظ الدّين.. الدّين يحفظه الله إذا التففنا حوله.. والنّهضة تدعو النّاس بلين ورفق للإلتفاف حوله.. فمن شاء فليؤمن ويلتفّ معنا ومن شاء فليكفر ويذهب عنّا يا شيخ طارق وربنا يتولّى حفظ دينه "إنّا نحن نزّلنا الذّكر وإنّا له لحافظون.." وأمّا الحرّيات فالنّهضة تدافع عنها ما قدَرتْ... لذلك اعتُبِرَتْ النّهضة أكثر الأحزاب واقعية..
ويقول: لقد سقطتم من علُو ولقد كان سقوطكم مدوّيا وسقوطكم يستوجب اليوم اعتذارا بحجم أحلامنا المدمّرة. وردّي عليه: بلْ نحن نصعد إلى أعْلى بشهادة الأعداء قبل الأصدقاء.. "نتانياهو" قلق منّا وليس بقَلِقٍ من القاعدة وداعش، فاقرأ الصّحافة العبرية إن كنت غافلا، وهذا لعَمْري فخر لنا.. ونحن يا طارق نقفز على الحُفَرْ و المطبّات فلا تكن ممّن يحفرها لنا وأنت بالأمس كنت معنا.. ونحن نتقدّم يا طارق.. وسعداء بتقدّمنا ولو ملياما واحدا في كلّ يوم.. أو مترا في السّنة.. يكفينا سعيا أن ننقص من الشّر... يا سي طارق أنت الّذي سقطت.. لكن لا يهمّ.. أنت تعرف الطّريق، فانهض من سقطتك والتحق بنا.. ويقول في نهاية الأسطر الّتي كتبها: لا أريد أن يعقّب على كلامي من أبناء النهضة من أعلم منه أو عنه ما لن أتورّع عن هتكه. وردّي على ذلك: أوّلا: أعضاء حزب النّهضة وأتباعها ليسوا ملائكة.. وثانيا: لا يهتك الأعراض إلاّ منافق وهذا ما لا نتمنّاه لك.. في النّهاية لا ندري من أشعلك كفتيل في تلابيب النّهضة في هذه المرحلة بالذّات أفَتَرْضى لنفسك بهذا الخزي...؟؟؟ سلام يا أخي سلام.....