أكد المخرج السينمائي النوري بوزيد على استقلالية وحيادية الفنان الذي يجب أن يظل على مسافة من كل الأحزاب مهما كانت مواقفه وقناعاته ليكون باستمرار بمثابة «منبه الخطر» على حد تعبيره. وشدد مخرج «ماكينغ أوف « على أنه من الضروري أن يكون للسينمائي موقفا ونظرة وإيديولوجيا واختيارات شخصية بعيدا عن «جبة» الأحزاب. وعن ايقاع الحملة الانتخابية وبعيدا عن الكاميرا وجزئيات السينما تطرق بوزيد في حديث «سياسي» أدلى به ل»الصباح الاسبوعي» إلى النهضة ونداء تونس واليسار والبرامج الانتخابية مشددا على أن المخرج السينمائي مطالب بسبق الأحداث. وفي سياق آخر كشف بوزيد أن فيلمه المقبل «قتلوني فوق ما تتصور» حصل على الدعم من وزارة الثقافة ومن المنتظر تصويره في الأشهر القادمة . كيف يرصد النوري بوزيد الحملة الانتخابية بعين سينمائية؟ صحيح أن المسألة تهمني لكني أحرص باستمرار على وضع مسافة بيني وبين الأحزاب وإن كان من الضروري أن يكون للسينمائي موقفا ونظرة للعالم وإيديولوجيا واختيارات شخصية فاني أخاف على الفنانين الذين يدخلون السياسة بما قد يؤثر على المسافة التي تحدثت عنها . لا أخفي اني من اليسار وأعتبر أن فوز نداء تونس في الانتخابات هو السبيل الوحيد لمشاركة اليسار في السلطة لأن تحالف اليسار مع النهضة لا يمكن أن ينتج إلا كارثة وهو ما تأكدنا منه مع الترويكا التي جمعت النهضة بحزبي التكتل من أجل الحريات والمؤتمر من أجل الجمهورية الذي كان يساري التوجه قبل مشاركته في السلطة. ألا تعتقد أن كلامك يطرح نقطة استفهام حول استقلاليتك وحيادك كفنان ؟ انتمائي لليسار هو مجرد اختيار فلسفي وسأظل بعيدا عن الأحزاب حفاظا على استقلاليتي ويمكنني باللاشعور أن أنجز عملا ينال اعجاب نداء تونس مثلا لكن هذا لا يعني أن النداء حاجة خارقة للعادة لأنه يعاني من عديد العيوب لكنه كما سبق وقلت هو الخيار الوحيد لمشاركة اليسار في السلطة. مواقفك من اليسار ونداء تونس إلى أي حد تعكس موقفا حادا ان لم نقل عدائيا لحركة النهضة ؟ من الطبيعي أن تكون مواقفي من النهضة حادة لكنها ليست عدائية لأن انصارها حكموا علي بالاعدام في أكثر من مناسبة أولها أثناء بث فيلم صفائح من ذهب من خلال عريضة سنة 1990 بكلية الحقوق بحجة أني كافر وملحد ,ثانيها أثناء بث فيلم ماكينغ أوف ,ثالثها خلال الحفل الذي نظمته النهضة بقصر المؤتمرات في أفريل 2011 لما نادى مغني الراب بقتلي وهم صفقوا وكبروا.كما أني تعرضت إلى الاعتداء بالعنف من طرف أشخاص أكد شهود عيان انهم ينتمون للنهضة. ما يؤسفني أني في تونس يسميني البعض صهيوني وفي كان يعتبرونني معاد لليهود وهو ما لا يعلمه الذين يهاجمونني باستمرار. ألم تسمح لك الفرصة للحوار معهم ؟ أرفض الحديث معهم لأنه عليهم الاعتذار مني قبل كل شيء عن كل ما صدر منهم من مواقف معادية لي في وقت كنت مساندا لحركة النهضة في عهد بن علي .وأتذكر اني ساعدت فريقا تلفزيا ألمانيا لانجاز شريط وثائقي عن مساجين ومناضلي الحركة بعد ادعائي ان الشريط الوثائقي يتمحور حول شخصي وانطلت الحيلة على نظام بن علي .ورغم هذا الدعم اللامشروط لأبناء الحركة في تلك الحقبة فإنهم ناصبوني العداء وكل ما انجزه من اعمال سينمائية يرونه بعيدا عن المستوى وخايب في حين انهم لم ينجحوا في أي شيء سوى في افلاس البلاد. دعوة النهضة لمجموعة من الفنانين أثار جدلا واسعا باعتبار أن البعض اعتبره استغلالا للدعاية السياسية فما هو تعليقك؟ دعوة بعض الأسماء وعلاقة النهضة بالفنانين هي أكذوبة لأنه ليس للحركة أي نظرة للفن وعليهم أن يتغيروا قبل كل شيء ..استغربت من حديث فتحي الهداوي في أحد البرامج التلفزية وهو يشكر النهضة ويقول عيطولنا والآخرين ما عيطولناش لأن الفنان يجب أن يظل مستقلا عن الأحزاب مهما كانت خياراتها وإيديولوجياتها.اذا أراد الهداوي ان يكون مع السلطة فذلك أمر يهمه أما أنا منبه خطر. ألا يمثل كلامك لوما وعتابا للفنانين الذين لبوا الدعوة وحضروا في اللمة التي نظمتها جمعية فن وديمقراطية؟ لا أريد اللوم على أحد لان من حق أي فنان الانتماء لحركة النهضة لكن هذا التقارب لا يخدم السينما وحتى لما يستشهد البعض بمستوى السينما الايرانية فانه لا يعلم ان ايران تنتج 100 فيلم في السنة منها 90 فيلما تمدح الشريعة أي ان هنالك نوع من التغليط للتجربة الايرانية التي يهيمن عليها الفيلم الايديولوجي وليس الخلق والإبداع. هل تعتقد ان برامج الأحزاب اهتمت بالثقافة والإبداع؟ بصراحة لم أطلع على أي برنامج لأنه في هذا الخضم يستحيل على الناخب الاطلاع على برامج الأحزاب لكني صراحة أشفق على الأحزاب التي ستصعد الى الحكم لأنها ستتعذب وتتمرمد من جراء ما ينتظرها من طلبات على جميع المستويات. ماهو المطلوب من السينمائيين بعد الانتخابات؟ أنا بطبعي لا أريد فيلما يعيد الأحداث وإنما فيلما يسبق الأحداث ومن الأفضل أن يسبق دائما الأحداث ويكون مثل منبه الخطر. هل تتخوف من نتيجة الانتخابات ؟ نعم..وتخوفاتي مردها أنه لا وجود لحزب يمكنه الحكم لوحده وفي المشهد الأطراف السياسية في طرفي نقيض وإذا تحالفت مع بعضها باش تفرعسها.ويجب ان نعرف من الآن هل يمكن البناء بنظرتين مختلفتين؟ وأنبه من الآن إلى ما ينتظرنا من صعوبات ومفاجآت. ما مدى تفاؤلك بالمستقبل في ظل الوضع الراهن وما يتخلله صراعات على أكثر من صعيد؟ أنا متفائل ومتشائم في نفس الوقت لأن التفاؤل هو الذي يدفعني الى الأمام..وأعتقد ان المجتمع بلغ من التوازن ما يسمح بتعايش السوكارجي والمتدين في نفس المكان لكن بشرط عدم تدخل هذا في ذاك وهو ما يبدو غير ممكن في ظل الواقع الحالي وهو سبب تشاؤمي. قيس سعيد قال تزوير العقول أخطر من تزوير الانتخابات فماهو تعليقك؟ صدق قيس سعيد بالتأكيد في هذه العبارة لان التزوير الظاهر أقل خطورة بطبيعة الحال من زريقة في البدن. ماذاعن مشاريعك السينمائية؟ فيلمي قتلوني فوق ما تتصور حصل على الدعم من وزارة الثقافة ومازلت أبحث عن بقية التمويل من جهات غربية لكن بشروطي .ورغم وجود منتجين فرنسي وكندي فاني لم أحسم المسألة بعد. والفيلم يحكي عن فتاتين عادا من سوريا بعد ان تعرضا الى عملية دمغجة جعلتهما ضحية زواج عرفي ومسائل أخرى سيكتشفها الجمهور في ابانها. مصدر الخبر : الصباح التونسية a href="http://www.facebook.com/sharer.php?u=http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=26720&t= في " حديث سياسي": النوري بوزيد ل"الصباح الأسبوعي".. حزب وحيد قادر على إيصال اليسار إلى الحكم &src=sp" onclick="NewWindow(this.href,'name','600','400','no');return false"