عندما دخلت الخلوة الانتخابية هذا اليوم سرت في عظامي دماء ثورة جارفة وانا ارى كل تلك الوجوه التي سرقت مني امي وشبابي وشعبي تترشح للانتخابات الرئاسية … في لحظة مجنونة كنت اود ان اشطب كل تلك الاسماء لأنها لتستحق مكانها في السجون التي فتحتها للأحرار على مدى عقود متعاقبة وليس على روقة انتخاب … ترددت ليس لأني لا اعرف من سأنتخب، ولكن لأني أقف لأول مرة على استحقاق رئاسي … في المحطتين السابقتين (تشريعيات 2011 و2014) كان الامر سهلا لأني كنت امام شعارات الاحزاب والقوائم، اما هذه المرة فانا ارى هذه الوجوه التي رافقت كوابيسي أكثر من مرة وهي تطل من جديد بضحكاتها الصفراوية وعيونها الممتلئة حقدا على ثورة شعبنا … يا الله، ماذا حصل حتى ابتلى بهذا الابتلاء الصعب !! يا الله، هل يعقل ان مواطني تونس-الثورة التي غيرت مسار التاريخ سيكون عليهم ان يختاروا بين قلة من الاحرار وكثير من السارقين والجلادين والقتلة والانتهازيين والمتملقين والشعبويين ؟؟ فقط عندما نظرت الى صورة المترشح (ذهب قيراط 24) تذكرت عنوان كتابه الذي اقتنيته منذ ايام: ننتصر او ننتصر فعلمت اننا سننتصر في معركة الصدق والقيم والاصرار والثبات على الحق، وان نجاحه المأمول سيكون فاتحة العهد الذي نطمئن فيه على ثورتنا التي لن تضيع بإذن الله مهما تامر الكائدون وتخاذل المتخاذلون … لن أخفيكم سرا يا احبابي: لم انس قبل ان اغادر الخلوة ان “ابصق” على تلك الوجوه … فلو لم افعل ذلك لما خمدت تلك النار التي اشتعلت في صدري منذ دخلت الخلوة تونس في 21 نوفمبر 2014 عماد العبدلي