يعمد الفاسدون من التجمّعيين المسمّون "نداء تونس" إلى استغلال الصفات والألقاب والأسماء التي لقيت رواجا عند أعداء الإسلام وأعداء الديمقراطيّة في الشرق والغرب، يلصقونها بخصومهم في محاولة منهم لتبكيت خصوصمهم وإسكاتهم!... من عاش الأحداث زمن "التغيير المبارك" أو عايشها، علم أنّ الماكينة النوفمبريّة الشرّيرة قد شهدت نهاية الألفيّة السابقة الكثير من الوهن والضعف حتّى استجاب صانعها إلى بعض التنازلات التي سمّاها فيما بعد إنسانيّة، ثمّ تداركت حالها وقويت بمجرّد حصول أحداث 2001 م في نيويورك، ليصبح "التغيير المبارك" من أكبر داعمي ما سمّي مبهما "مقاومة الإرهاب"!... إرهاب يُقتَرف في الولايات المتّحدة أو في إحدى أماكن وجود جنوده الغاصبين المغتصبين، فيُقاوم في تونس بشكل ينعش الدّيكتاتوريّة ويمدّ في آجالها!... ولذلك فلا غرابة أن ينتعش التجمّيون الندائيون اللاأخلاقبون من أحداث مصر، فيجدوا فيها المتنفّس ويحوّلوها متّكأً وثيرا يستعيدون به وظيفتهم السابقة لدى المنظومة الإرهابيّة الإقليميّة والعالميّة، يستعملون أدواتها بإصرار استثنائي حتّى لا يتورّعون في قتل السياسيين والعسكريين والأمنيين دون رحمة، وحتّى يصل بهم العمى الخُلقي إلى اتّهام ثلثي المجتمع التونسي بالإرهاب، ووصف رئيس البلاد التونسيّة الشرعي بالانخراط فيه والتشجيع عليه!...
لو كان للتونسيين ذاكرة لاستحضروا اعتداء هؤلاء الرّهط على الخالق جلّ وعلا، حتّى لوصفوا الأذان - نداء الله تعالى من لدن إبراهيم عليه الصلاة والسلام إلى يوم النّاس هذا، إلى ما يشاء الله - "تلوّثا صوتيّا"!... ووالله لو وجدوا مزيدا من الخنوع المشجّع لهم على التمادي لسمّوا الله جلّ وعلا "إرهابيّا"، وقد وصفوا القرآن من قبل أنّه داعٍ للإرهاب حتّى تجاسر منهم من تجاسر فحذف من المنهاج التربوي كلّ الآيات الدّاعيّة إلى الإعداد اللازم لحفظ الذات، ووصفوا خالدًا - سيف الله المسلول - بالإرهابي الذي اقترف المجازر ضدّ الإنسانية!...
أقول أنّ من تجاهل الله تعالى ووصف آياته بالإرهاب ومن تطاول على الله تعالى وحجب عنه العدل، لهو لخلق الله أكثر تجاهلا وهو أكثر جرأة وتطاولا عليهم، ولا يحرجهم بالتالي وصفنا بالإرهابيين لنزع صفة الدّيمقراطيين عنّا ولا يحرجهم كذلك وصف المرزوقي برئيس وعميد الإرهابيين!... ولن ينفع مع هؤلاء الأنعاميين (بل هم أضلّ من الأنعام) الدّفاع عن النّفس لإبطال تهمة أرادوها لنا، بل لا بدّ من الأخذ بالصفة التي رمونا بها "إرهابيون"، فنكون بها قادرين فعلا على إرهابهم وبثّ الرّعب على مشروعهم في قلوبهم!... لا بدّ أن يكون خروجنا يوم 22 ديسمبر صادما حتّى نُفيض الصناديق بأصوات الإرهابيين المحبّة لتونس وللحريّة والكرامة والدّيمقراطيّة والمساواة، النّابذة للشّواذ ممّن لم يتعلّموا العيش في المراتع الخضراء الخصبة المزهرة الفوّاحة بعيدا عن المضاجع الحمراء بالدّماء السوداء بالصنائع!... لا بدّ أن نحتفل برئيسنا محمّد المنصف المرزوقي - ذاك الإرهابي، رئيس الإرهابيين - الذي سوف لن يتردّد في قبول الآخرين، يعاملهم كما لو كانوا مثلنا إرهابيين!... علينا أن نفعل ذلك حتّى لا يأتي إلى حكم تونس مَن يرانا - بعين السبسي لعنه الله - شعبا آخر يجوز، بل يجب تقتيله وتحريقه وطحنه وذرّه في يوم عاصف!...