اليوم 20 /01/ 2015 : محاكمة ياسين العياري في اجواء نوفمبرية؟ ... في الباب الخارجي وعند الدخول اعترضني عسكري وقال : من انت ؟ قلت : الاستاذ عمر الرواني محامي قال : انت نائب في الملف ؟ قلت : نعم ؟ قال : تفضّل ، كل شي اليوم بالمحكمة العسكرية الدائمة بتونس كان يوحي بالادانة ...الوضع يشبه كثيرا محاكمات ما قبل الثورة ...الرئيسة تحمل ثقلا ما ..انّه وزر ما قبل النطق بالحكم .... همسات قاضي اليمين (عضو هيئة المحكمة الجالس على يمين الرئيس ) لرئيسته كانت تنبىء بذالك ...تعليق المحكمة ايضا لما ابلغها محامو الدفاع عن المضايقات التي يتعرّضون لها اثناء الدخول للمحكمة وكذلك الصحفيون ... قالت انه امر عادي لاننا في ثكنة عسكرية ... ...لم ينفع الاعتذار وغضب المحامون وقرّروا الانسحاب وكان ترافع البعض منا دون اغلبنا .. ..قرّرت المحكمة صرف القضية للحكم بعد الجلسة ووقف الرئيس والاعضاء للانصراف .. طلب ياسين العياري الكلمة فرفض طلبه للوهلة الاولى ، وتدخل المحامون المنسحبون فضولا ..قالوا ان الكلمة الاخيرة للمتهم ...وطلبوا من هيئة المحكمة التفضل بالجلوس ..فلا يعقل سماع المتهم بالجلسة من "القضاء الجالس" بقضاة وقوف ....فجلست هياة المحكمة وتكلم ياسين ...قال انه ليس مجرما ولكنه مزعج للذين لا يريدون سماع الحقيقة ..وانه ادخل السجن حتي لا يتمكن من الدفاع عن نفسه...وانه من جقه كناشط في المجتمع المدني مراقبة موسسات الدولة ...قال ان خصومه يقولون عنه كلاما غير صحيح فهو لم يسرب اية وثيقة سرية . ..وانه لا يقصد من وراء ما كتب الحط من معنويات الجيش وانه يجب محاكمة من يحطون حقيقة من معنويات الجيش الذين هم احرار ولم تفتح ضدهم ابحاث واضاف ان المجرم لا يحاكم ويحاكم من اخبر عن الجريمة ...قال ايضا انه ابن المؤسسة العسكرية وانه لا احد يحترم الجيش مثله .وانه سيصبر علي السجن في سبيل مناعة وسلامة الجيش الوطني لانه يري في كل جندي يسقط والده "الطاهر العياري" الضابط الذي سقط شهيدا علي ايدي الارهاب ... قال ايضا ان مدير القضاء العسكري سبق وقال لوالدته انهم يعدّون لابنها ياسين ملفا للزج به في السجن ..وانه تعرض هو شخصيا للتهديد قبل نشر هاته القضية ضده ... قال ان القضية سياسية..وتحركها اغراض فردية وما يشكله نشاطه المدني من ازعاج لبعض المنتسبين للموسسة العسكرية وانه لا شي يثبت ان ما كتبه حط فعلا من معنويات الجبش ولااحد من الشهود شهد بذالك..ثم فوّض في النهاية الامر للمحكمة قائلا انه ان كان انتقاد الجيش ذنبا فانا مذنب وطلب اطلاق سراحه ليتمكن من احضار ادلة براءته وشهوده ...ورفعت الجلسة على ترديد المحامين للنشيد الوطني داخل قاعة الجلسة .
الحقيقة انه ما يلاحظ اثناء المحاكمة ان المحكمة بدت مترددة ..وضعيفة...ضعف ادلة الادانة باوراق الملف.. وكان المحامون الذين تمكنوا من الدفاع تمسكوا بطلب شكلي تمثل في عدم اختصاص للقضاء العسكري ولكن اعجبتني مقارنة لسان الدفاع ايضا بين وضعية رئيس نقابة الامن الصحبي الجويني الحر بنفس تهمة ياسين العياري ونفس الفعلة في البعض منها ولدي نفس الدائرة العسكرية رغم انه المصدر الاصلي لنفس المعلومة التي اوردها ياسين بخصوص حادثة هنشير التلة ... انه الكيل بمكيالين وللقانون امزجة في التطبيق ... في المساء ابلغني زميلي الاستاذ الطاهر يحي ان الامر موكد وان المحكمة العسكرية قضت بسجن ياسين لمدة عام وان لسان الدفاع سيستانف الحكم فورا ... قال صديقي الطاهر ..."مازال الخير في الدنيا ما دام ثمة من ياتي من الكاف ليرافع في قضية سياسية رغم ان المتهم ليس قناصا ..فقد عوّدنا بعض محامو الكاف ان يدافعوا عن جماعة بن علي" فقلت والله اما انا فقد جئت معدا للدفاع عن ياسين صحائفا ، فلما انفضّ الزملاء من حولي وانسحبوا خرصت فما وجدت ولا حرفا الاستاذ عمر الرواني ...